طهران تحذّر الرياض من مغبّة التدخل في سوريا

 كشف مصدران سعوديان مطلعان لشبكة «CNN» أمس السبت عن خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها للتدخل في سوريا لمكافحة تنظيم «داعش»، وأفادت الشبكة بأن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديون مع قوات مصرية وسودانية وأردنية موجودة داخل المملكة حالياً.

ووفق مصادر الشبكة الأميركية فإن المغرب وتركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر «تعهدت» بإرسال قوات، وكشفت المصادر عن أنه «منذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا»، وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة في هذه الخطة: ماليزيا وإندونيسيا وبروناي وقد أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية، وفق المصادر السعودية. 
وقالت المصادر: «يرى السعوديون أنه عندما يُهزم «داعش» يُمكن للقوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن إلى ساحة القتال ونشر السلام، وتعتقد المملكة أن آذار المقبل سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية، لأن السعودية تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريباً»، بحسب زعم المصادر السعودية. وسارعت البحرين أمس السبت إلى نفي خبر نقل على لسان سفيرها في لندن حول استعدادها لإرسال قوات برية للقتال في سوريا، ونشرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية خبرا ينفي ما نُقل عن سفير البحرين في لندن بصدور قرار حول إرسال قوات برية إلى سوريا، وأكد السفير البحريني في لندن فواز بن محمد آل خليفة أن «ما نُقل عن هذه المساهمة غير صحيح»، مضيفا أن إرسال قوات برية إلى سوريا من عدمه، سيُعلن من الجهات المختصة في بلاده، إذا صدر قرار بذلك.
 
رد سوري
 
وفي أول رد فعل رسمي سوري حيال الخطة السعودية للتدخل البري، حذّر وزير الخارجية السوري وليد المعلم من مغبة «التدخل» المزعوم، وقال: إن «السعودية تنفذ إرادة أميركية واستبعد مشاركتها بقوات برية»، وحذر من أن «أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو بمثابة عدوان، والمعتدون سيعودون إلى بلدهم في صناديق خشبية»، وقال المعلم في مؤتمر صحفي أمس السبت أن دمشق طلبت من المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أسماء من ستتحاور معهم في «جنيف3» لأنها لا تريد محاورة «أشباح» كما أن الحكومة السورية تريد جدولاً زمنياً للمحادثات، ونقل الوزير السوري عن نظيره الروسي سيرغي لافروف القول: إنه «لا وقف لإطلاق النار في سوريا قبل إغلاق الحدود مع تركيا والأردن ومنع تدفق المسلحين».
 
تحذير إيراني
 
وفي طهران، أكد أمين «مجمع تشخيص مصلحة النظام» في إيران محسن رضائي أن دخول السعودية الحرب في سوريا سيؤدي الى إشعال المنطقة كلها بما في ذلك السعودية نفسها، ما عدا إيران، وفي صفحته الشخصية على الإنستغرام كتب رضائي: أنه «بعد هزيمة «داعش» و»النصرة» في العراق وسوريا قررت السعودية وأميركا إرسال الجنود السعوديين الى سوريا لإنقاذ البقية الباقية من التكفيريين ومواجهة الجيش السوري»، وأضاف أنه «من المحتمل في مثل هذه الحالة، حدوث مواجهة بين روسيا وتركيا والسعودية، ومن ثم دخول أميركا على الخط ووقوع حرب إقليمية كبرى»، وتابع رضائي: أن «الحكومة السعودية التي تبادر الى كل خطوة بجنون، لو ارتكبت مثل هذا الأمر فإنها ستؤدي الى إشعال المنطقة كلها، بما في ذلك السعودية نفسها، وبطبيعة الحال ستكون إيران بعيدة عن ذلك»، من جانبه، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أمس السبت إن «السعودية لا تملك الشجاعة لإرسال قوات برية إلى سوريا»، وهدد بهزيمتها إذا تدخلت. 
موقف أميركي غامض
 
أما في واشنطن فجاء الموقف ضبابياً وغامضاً إزاء الخطة السعودية، فبعد أن رحبت وزارة الدفاع الأميركية بخطة الرياض، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن إجراء عملية برية دولية في سوريا ليس بمقدوره تسوية النزاع المسلح بين الحكومة والمعارضة في هذا البلد، مهما كانت الجهة التي ستقود مثل هذه العملية، وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي أمس السبت: «موقفنا بهذا الشأن لم يتغير، ونعتقد بأنه لا يمكن حل الأزمة في سوريا بالقوة العسكرية».
 
معارك ميدانية
 
ميدانياً، أفاد مصدر عسكري سوري أمس السبت بأن قريتي «ماير» و»رتيان» القريبتين من بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، شهدتا معارك عنيفة بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية أدت إلى مقتل أكثر من 100 إرهابي، كما قتل 24 مسلحا ينتمون إلى فصيلين مسلحين يسميان «فرسان الحق» و»تجمع العزة» في ريفي إدلب وحماة في معارك مع الجيش السوري، ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري القول ان 76 إرهابيا في الأقل من «جيش الفتح» قتلوا بريف إدلب في غارات للطيران السوري، وقال مصدر في الخارجية التركية ان موجة نزوح كبيرة شهدتها الحدود التركية مع حلب وان ما يقرب من 55 ألف مدني سوري فروا من المعارك الأخيرة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/07



كتابة تعليق لموضوع : طهران تحذّر الرياض من مغبّة التدخل في سوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net