صفحة الكاتب : مرتضى المكي

هل هي أضغاث أحلام؛ أم أنتم بتأويلها عالمين
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جو يملأه التعب والعناء، ومع زحمة أصوات البائعين، حيث أعمل أنا، رن هاتفي ولم أسمعه أول مرة، في الثانية وجدت المتصل مسؤولا في ذي قار! حسبته إتصالاً عابراً، لكن عندما فتحت الخط تعالت معه صراخات وضجيج لم أفهمهما، أغلقت الهاتف ثم عاودت الإتصال، فما زالت تلك الصراخات موجودة، تتخللها فرحة عارمة.
آه لضعف شبكة الإتصال بمدينتنا! أغلقته وإتصلت مرة أخرى ففهمت كلمات أهمها (مبروك)، لم أفهم لماذا، قبل أن ينقطع الخط ثانيةً، غيرت مكاني فإتصل هو، فأخبرني بأني حصلت على تعييناً في شركة نفط ذي قار، من الفرحة أغلقت الهاتف قبل شكره، ركضت مهرولا تاركا بسطتي! إصطدمت بإمرأة مسكينة كانت تتبضع، لم أعتذر منها! وأكملت هرولتي، دخلت البيت باحثاً بفرحة وعصبية، عن حاسوبي لأتأكد عن طريق الأنترنيت.
فتحت الأسماء الفائزة، وإذ إسمي ثالثها، وجميع أهلي كانوا مستغربين التصرف الذي عملته، مجتمعين حولي يريدون نتيجة، إلا أمي التي كلفتها بالدعاء لي منذ يومين، قبل إعلان النتائج، فكانت تدعوا لي وهي متخفية، أفرجت جمعهم ونهضت لأخبرها، وإذا أنا في جو هادئ، وجميع أهلي نائمين! عندها عرفت أني في حلم.
إستشفيت من هذه الرؤيا، كيف يعاني الشاب العراقي من حصوله على فرصة عمل، وما مقدار الفرحة لو حضي بحصولها، لتضمن مستقبله وعائلته، لكن البلد أغرقه لصوص السياسة، فأفسدوا عيشه ونهبوا رزقه، فمن يصدق أن العراق يستقرض لسد رواتب موظفيه! ومن يصدق أن الموازنات الإنفجارية، أصبحت لا تسد رمق الدولة في ليلة وضحاها، فضلا عن المشاريع التي توقفت بسبب فسادهم.
شباب قضى سنين من عمره، في صعوبة الدراسة والعيش، لينجز شيئا عظيما إسمه التخرج، لكنه يفاجئَ بركن شهادة تخرجه في أبعد زاوية في بيته، ويهرول باحثا عن عمل يٌعَيٌش فيه أهله، أي عاقبة نمر بها؟ وأي بلاء إبتلانا به الخالق بشرذمة فاسدين نهبوا بلدنا؟.
خلاصة القول: لم أجد تفسيرا لرؤياي وأنا باحثا عن من يفسرها، أسألكم: هل هي أضغاث أحلام أم أنتم بتأويلها عالمين. والسلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/06



كتابة تعليق لموضوع : هل هي أضغاث أحلام؛ أم أنتم بتأويلها عالمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net