صفحة الكاتب : زيد شحاثة

العراق والجلوس على مصطبة الاحتياط.. إلى متى؟
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ فجر التاريخ, كان العراق مهدا ومقرا, لعدد من الدول والحضارات القوية, التي جعلته يحتل مكانة متميزة, في الإقليم والعالم, وكانت قوة تلك الدول تستند إلى موقع إستراتيجي, ووفرة من الثورات الطبيعية, وقدرات بشرية لها ميزات, تختلف كثيرا بصفاتها عن باقي الأمم, رغم تعددها وتنوعها.
شهدت العصور المتأخرة, إنكفاء لدور العراق حتى أقليميا, وبقي مشغولا بمشاكله الداخلية وأزماته, حتى أصبح مسرحا لحروب الأخرين, ومكانا لتصفية حساباتهم, رغم إزدياد أهميته, لأسباب  أخرى حديثة, كطرق التجارة الجديدة, والتوترات السياسية والمشاكل, بين القوى العالمية التي ظهرت مؤخرا, والتي ربما تربطها علاقات بالعراق, تمكنه من لعب دور مهم وتكوين نفوذ له.
معظم الحكومات المتعاقبة, ومنذ العهد الملكي ربما لغاية حكم البعث المتسلط, لم تفعل شيئا بهذا الاتجاه, وكان يتوقع بعد إنهيار النظام السابق وبدء العهد الجديد, أن تطور نظرية إستراتيجية, حول دور أقليمي ومحوري للعراق, وحتى موقع عالمي مؤثر.. وتعمل على تنفيذها, بخطوات مدروسة ومحسوبة, تسندها سياسة داخلية وخارجية, متماسكة ومتوازنة وقوية.
 ما حصل أن التراجع أزداد، حتى أصبحت اضعف الدول شانا، سياسيا وإقليميا ,هي من تتدخل بشؤون العراق وتملي أجندتها عليه وعلى وضعه العام.. فهل يفتقر العراق لمقومات هذا الدور ومتطلباته؟ أم أن الوقت لم يحن ليكون لاعبا أساسيا في المنطقة والعالم؟
يمكن للعراق لعب هذا الدور.. فإضافة لإمتلاكه المقومات, معظم اللاعبين الإقليمين, ليسوا بمستوى إمكانياته وقدراته, أو نفس الموقع الجيوسياسي, أو العلاقات المتشعبة  مع دول المنطقة, ومختلف قومياتها ومكوناتها ,فأين المشكلة أذن؟
ربما التشخيص الظاهر والواضح, هو في دور قادة العراق الجدد, وأنشغالهم بأمور ومصالح صغيرة وأنية, وعدم إمتلاكهم رؤية واضحة وصحيحة,  لإعطاء العراق دوره الحقيقي, أو ربما هي رغبة لإنغلاق العراق على نفسه, تؤيدها وبقوة, بل وبتدخل مباشر, دول أخرى تحاول أن تشغل مقعد العراق, لأنه المرشح الأفضل لشغل الموقع, وتحقيق كثير من التوازنات, ويمكنه تغيير  الحسابات, والمعادلات الإقليمية في الأقل...فأين ساستنا من كل ذلك؟
إن وقوف المواطن العراقي, في حدود أي دولة, والمعاناة وطريقة التعامل, تجيب بكل وضوح, وتقدم مقياسا مبسطا, عن مستوى وقوة الدور, التي تلعبه الدولة العراقية في الإقليم, و المكانة التي ينظر بها الأخرون.. إلينا كبلد.
إقتناص كل الفرص, والتعامل مع الأخرين بالمثل, وبناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة, وبشكل متزامن مع حل المشاكل الداخلية, وبأسرع وقت ممكن, هو بداية الحل.. وإلا بقينا جلوسا على مسطبة الاحتياط, محكومين بموازنات ومعادلات, لا دور لنا فيها, أو لا نستطيع التحكم بدورنا فيها حتى أو موقعنا.
بقائنا بهذا الحال, سيدخلنا في دوامة من الأزمات المتلاحقة, ولن تكون لنا أفعال, وإنما مجرد ردود أفعال.. إن تمكنا من ذلك!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/03



كتابة تعليق لموضوع : العراق والجلوس على مصطبة الاحتياط.. إلى متى؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net