صفحة الكاتب : جواد العطار

الرئاسات والقوى الوطنية ووحدة البلاد
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعتبر اجتماع الرئاسات في اي بلد قضية إيجابية جدا اذا كانت تتدارس الأوضاع العامة بصورة دورية او طارئة وتتخذ القرارات اللازمة والحاسمة بشأنها ، وتكون اكثر إيجابية حينما يلتحق بها قادة الكتل السياسية لانها تدفع لمواجهة كافة التحديات والتصدي اليها بروحية المجموع المتفاهمين لا الافراد المختلفين المتناحرين.

لذا فان اجتماع الرئاسات الثلاث الاخير مع قادة الكتل البرلمانية قد يعتبر مثال لذلك التآلف القادر على مواجهة الأزمات ، لكن!!! تبقى أجندة الاجتماع وما بعد الاجتماع هي المشكلة؟؟؟.

فالمواطن والرأي العام يطالب وبإلحاح ان يكون في صورة قياداته ومحور اهتمامها ، فالمجتمعون مطالبون ان يصارحوا الجمهور ويجيبوا عن أسئلته من قبيل:

ما الذي تناولته كواليس الاجتماع؟ من وقف الى جنب المواطن في محنته الاقتصادية ومن وقف ضد مصلحة المواطن؟ من قدم مصالحه الحزبية على المصلحة العامة؟ من يعرقل قوانين البرلمان رغم مرور اعوام؟ من يدعم الارهاب ويحول دون القضاء عليه؟؟ من يراهن على تقسيم البلاد؟.

كل هذه الأسئلة بحاجة الى اجابات شافية مثلما الأمن غير المستتب يحتاج الى اجابة وتوضيح من قبل الجهات المعنية والرئاسات ذاتها خصوصا انه هذه المرة ليس بسبب الارهاب بل انفلات لا مثيل له تشهده اغلب مدن البلاد تجلى بعمليات سرقة وتسليب طالت المنازل الآمنة والطرقات العامة اختفت أمامها أية مساعي جدية لقوى الأمن للقبض على مرتكبيها او ايقافها الا بشكل نسبي لا يتوافق مع مستوى الحدث. ولا ننسى اختفاء الاقتصاد من أجندة المجتمعين وكأن البلاد بلا أزمة نتيجة تدهور اسعار النفط بل المواطن وحده في أزمة ويجب ان يتحمل كامل تبعاتها بدءا من زيادة الضرائب وصولا الى تقليص الرواتب.

ان الأمن والاقتصاد والقوانين المعطلة والارهاب وكافة التحديات تحتاج الى اكثر من اجتماع بروتوكولي دون مقررات معلنة او نتائج ملموسة على ارض الواقع ، انها تحتاج الى: 

بناء جسور الثقة المفقودة بين المكونات السياسية حيث غاب عن الاجتماع ممثلي الوفاق الوطني والتيار المدني واخرون؛ ما يعني ان اصل الخلاف غالب على روح التفاهم والاتفاق.

مراجعة الأولويات: فليس من المعقول البحث عن قوانين معطلة منذ سنين وفيها من فقرات الخلاف ما صنع الحداد بين كتل البرلمان مثل العفو العام والحرس الوطني ، وترك قضايا حساسة وعاجلة بلا معالجة من قبيل وحدة البلاد وازمة المواطن الاقتصادية واحتمالات انهيار سد الموصل.

الاستعانة بالخبراء ومن مختلف المجالات ، فالقادة السياسيين قد لا يكونوا مؤهلين لمعالجة قضايا اقتصادية او فنية بحتة او حتى أمنية ، لذا فان خلايا الخبراء تكون حاضرة قبل او مع الاجتماع بالتوصيات والمقترحات والشروح والتوضيحات مما يساعد على اتخاذ القرار الصائب ، وهذا ما لم نجده في كل الاجتماعات السابقة.. رغم الدعوات المستمرة في هذا الصدد ، وآخرها دعوة المرجعية الدينية في خطبة الجمعة الاخيرة بضرورة استعانة الحكومة بفريق من الخبراء المحليين او الدوليين لإعداد خطة طواريء لمواجهة الأزمة المالية الحالية.

ضرورة اشراك الاعلام الوطني في تغطية مثل هذه الاجتماعات حتى يتسنى للمواطن الاطلاع عن كثب على ما يجري ومن مصادر موثوقة.. وهو ما يغيب دائماً عن تلك الاجتماعات ولا يظهر منها سوى صور داخلية بلا صوت أضيف لها هذه المرة مراسم الاستقبال عند بوابة قصر السلام.  

ان البلاد في أزمة ومحنة.. ووحدتها وسلامة شعبها على المحك ، وما نحتاجه اليوم اكثر من اجتماعات بروتوكولية لا تغني ولا تسمن من جوع يدعو لها هذا الطرف او ذاك قد تصلح لبلدان غيرنا لكن ليس لوضعنا الحالي.. اننا نحتاج الى وقفة جادة من رئاسات البلد ذاتها وقادة كتله السياسية والقوى السياسية غير الممثلة بالحكومة والبرلمان وكافة الشخصيات الوطنية للوقوف بوجه مختلف الأزمات عموما والتقسيمية خصوصا عبر مؤتمر وطني يعقد في بغداد ليجسد وحدة وتلاحم ابناء العراق في مواجهة التحديات ويفشل مساعي تقسيمهم؛ لا سامح الله؛ الى دويلات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/01



كتابة تعليق لموضوع : الرئاسات والقوى الوطنية ووحدة البلاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net