صفحة الكاتب : عزيز الخزرجي

أسفارٌ في أسرار الوجود ج3 – ح11
عزيز الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توضيح:
في آلوقت ألذي أمطرنا أهل ألضّمائر ألحيّة أليقظة بعشراتِ ألرّسائلِ ألّتي أظهرتْ تفاعلهم و إعجابهم بأسفارنا, و شروعهم بتطبيق و إعمالِ ألمبادئ و آلنّظريّات ألّتي طرحناها كطريق وحيد لنيلِ ألحرّية و آلكمال ألّذي لا يأتي إلّا بآلوعي – أيّ وعينا و معرفتنا بأنفسنا قبل كلّ شيئ – لكن بجانب تلك آلرّسائل وردتنا رسالةً واحدةً من قارئ نحترمُ رأيه و آلآخرين(1) إنْتَقَدَ فيها جزئيّاً و بدون دليلٍ منهجنا, بقولهِ؛ \"هذا آلكلام لا يُفيدني\"!

 و ردَدّتُ عليه بسؤآلٍ لم يُجبني عليه ربّما لإستدراكه لحقيقة أسفارنا و أهميّة نظريّتا فيما بعد .. و هو؛ \"هلْ لكَ أنْ تُوضّح لي سببَ جعلِ الله تعالى ألأنسانَ خليفةً لهُ في آلأرض حسبَ ما وردَ في سورة ألأحزاب / آية 72(2) بينما يجمع هذا آلأنسان في وجودهِ مُتناقضاتٍ كثيرةٍ ذَكَرَ منها آلقرآن ألكريم أكثَرَ منْ ثلاثينَ صفةً مشينةً له؛ كآلظلم و آلجهل و غيرهما من آلصّفاتِ ألّتي لا تُليقُ و كونهِ خليفةً لله ألعظيم؟ منْ حيثِ عدم إمكانيّة إجتماع ألنّقيضين, لأنّهُ محالٌ في وجودِ ألأشياء حسب ما أثبتهُ علم آلكلام أو آلفلسفة؟

إنّ آلذي يدعيّ ألمعرفة بآلأنسان – و هو جزءٌ منْ أجزاءِ هذا آلوجود, و هو ذاتِ ألدّارس و آلمدروس – إمّا أنْ يكونَ سطحيّ آلمدارك .. أو دجّالاً .. أو صاحبَ أغراضٍ مخفيّةٍ؛ أمّا آلعالم و آلباحث ألحقّ فيعرف تمام ألمعرفة أنّ نسبة ما نعرفهُ عن ألأنسان لا تُعَدّ إلاّ جزءاً من آلافِ ألأجزاء من آلحقيقة.

و ضمن هذا آلمنحى ألمليئ بآلمجهولات ألّتي أفصَحَ عنها أليكسيس كارل و أدنجتن و آلعالم ألسويسري يونج و غيرهم, تجعلنا أنْ نَنْتبهَ إلى نظريّةٍ بُنيتْ عليها آلكثير من آلعُلوم ألكونيّة و آلطّبيعيّة, و هي تقول: [ما لا يُمكن إثباتَ بُطلانه, يُمكن إفتراض صحّته].

كما إنّ آلفيلسوف \"برتراند راسل\" أكّد بآلقول: [إذا نحنُ ضربنا عن هذه ألنّظرية صفحاً, صَعُبَ علينا أنْ نرى علم آلطبيعة ألحديث يُقدّم أيّ أساسٍ للأبتهاج], ذلك أنّ أغلب ما تُوَصّل إليه في آلعُلوم هو من قبيل \"ما لا يُمكن بُطلانه\" أو \"ما لم يُتمكّن بعد من بُطلانه\", و ليس من قبيل \"ما أثبتَ صحته\", و من ثمّ فهو نوعٌ من \"آلمعتقد\" و لا يملك صفة ألتّجربة, و مع ذلك يجمع آلعلماء على آلأخذِ بهِ و آلعمل بموجبه, و يجمع آلناس على قبوله, كحقيقةٍ مطلقةٍ لا سبيل للشّك فيها, و لو شكّك أي إنسانٍ فيها فيُعتبر مُتخلّفاً و رجعيّاً و يُعادي ألعلم, و لا يمتْ بصلة إلى آلعلم أو أخلاق ألعلم!

كما أنّ ألفيلسوف إبن سينا إعتقد بذات ألمنحى و أكثر قبل \"كارل\" و \"أدنجتن\"و \"يونج\", بآلقول: [إذا أُخبرتَ بشيئ غير معقول فأجعل لهُ مكاناً في دائرة ألأمكان], و مع كلّ هذا فإنّنا لم نُطرح موضوعاً خارج ألتجربة ألأنسانية أو آلمُشاهدات ألواقعيّة أو آلنّظريّات ألعلميّة ألتي توصلنا إليها .. مُدعمةً بآلأدلة و آلوقائع, بآلأضافة إلى توثيقها من خلال ألنصوص ألقرآنيّة و آلأحاديث ألنبويّة و أقوال ألأئمة ألمعصومين(ع).
 
 نظريّة ألرّنيّن

\"ألرّنين\" مؤشرٌ هام لتألّق ألضّمير ألباطن, و تفاعله مع حركة الوجود و إحساسه بما يدور من حوله, و بداية لفهم آلأسرار و خفايا حركة ألأنسان و تطلعاته! و يستقيم هذا المؤشر في وجود آلأنسان بشكلٍ أمثل عندما يكون  آلمحيط آلداخلي و آلجو آلعام من آلخارج آمناً مُكيّفاً مع آلصدق و آلأمن و آلأخلاص.

و آلأنسان منذ آلأزل يُعايش هذه ألتجربة ألرائعة ألغريبة .. صوتُ من داخله .. من قلبه يُطلعهُ بآلأقدام .. بآلنفور, بآلفرح, بآلحزن, أو ينقل لهُ خبراً بأمرٍ سيقع .. هذه آلحقيقة هي آلرنين.

ففي بحر ألحياة, كُلّ إنسانٍ قبطانٌ, و كُلّ قبطانٍ يستعين بِبَوصلةٍ للهداية و آلوصول إلى أهدافه و مقاصدهِ .. و ضمير ألأنسان(ألعقل ألباطن) أو(ألقلب) هو آلبوصلة ألهادية لإدامة ألأسفار لتحقيق ألتكامل ألأنساني بإعتباره ألغاية من خلق آلأنسان, و آلتّكامل ألذي يأتي بعد آلوعي لا يَتَحَقّق إلاّ بعد سماع  و إدراك شفرة ألرّنيّن كمُقدّمات و مصاديقَ تُرافق أسفار آلأنسان و مقاصدهِ, بقلبٍ مُطمئنٍ مُقتدر و هو يكشفُ جمالَ آلوجود و أسرارهِ و أحوالَ آلنّاس سفراً بَعْدَ سفر للوصول إلى شاطئ ألسّعادة, حيث آلنعيم ألأبديّ.

و لمعرفة معنى ألرّنين(3) ألحاصل على آلدّوام في ذاتِ ألأنسان كمؤشرٍ للمُستقبل  و لحقيقة ما يجري من حولكم أو من خلفِ ألكواليس؛ لا بُدّ من إنْماءِ ألحالة ألشّهودية في آلذّات بآلدّعاء و تلاوة ألكتب ألمُقدسة و آلتّركيز و آلتّأمل للحصول على أجوبةٍ واضحةٍ لـلقبول(نعم) أو آلرفض(لا) .. حيال آلوقائع و آلحقائق ألتي يشترك في إيجادها أربعة مراكز للقوى في آلوجود هي؛آلله و آلأنسان و آلطبيعة و آلضمير ألذي تحقق فيه آلرنين, و آلّذي تجري أحداثه بإتّجاه ألخير ما لم يُغيّرهُ إرادة آلشّر, لنكونَ على بيّنةٍ ممّا نواجههُ في طريقنا و مُستقبلنا, حيث يترافق نُموّ هذه ألقوّة مع مدى معرفتنا و تطبيقنا لأهمّ أصلٍ في طبيعة ألأنسان و آلوجود, و هو آلتّبدل و آلتّغيّير و آلتّوسع بإضّطراد مع آلمعرفة ألواعية و آليقين بآلله تعالى(4) طبقاً للعوامل و آلمؤثرات ألّتي تتداخل عبر معادلاتٍ كثيرةٍ و مُعقدةٍ في كيان كل حدثٍ و واقعة أو حركةٍ أو نموّ كلّ ظاهرةٍ في هذا آلوجود ألرّحب, لهذا حرّي بِنا أنْ نتبدّل و نتغيّير أو نتكيّف على آلأقل بوعي نحو ما يجعلنا أقوياء و أكفاء لتكثير فعلِ ألخير و آلأبداع من أجل خدمة آلبشرية و ما يتعلّق بها من عوامل و وسائل و آليات لتحديد مُستقبلها بإتجاه ألتكامل ألذي إعتبرناه نهاية ألمطاف في حياة آلأنسان, و إلّا فلا معنىّ للعمر(ألزمن) و لا خير في حياة إنسانٍ سواءاً عاش طويلاً أم قصيراً رئيساً أو مرؤساً.

 ألثّبات و آلسّكون يعني موت ألضّمير(ألجّوهر) في آلمخلوق, حيثُ لا معنىً للحياةِ معَ آلثّباتْ و آلرّكون, فهذا آلحال يشبه بُركة ألماء ألرّاكد, ألّتي تسبح فيها آلطفيليات و آلأميبا و آلجراثيم و تعجّ منها آلروائح ألكريهة, لعدم إرتباطها بآلنّهر ألجاري لتَستمدّ منهُ آلحركة و آلحيوية, بآلضّبط كحالِ ألأنسان ألذي إنقطع عن خالقه و جمال ألخلق فتراه يتعفّن من آلداخل بمرور ألزّمن ليصبح وجوده بؤرةً للفساد و آلأمراض.

 هذا آلأصل لا يقتصر على آلأنسان و آلمخلوقات ألأخرى كآلماء و آلشجر و آلحجر, بلْ هو قبل كلّ شيئ من طبيعة آلباري تعالى أيضاً, حيث عبّر عن نفسهِ في مُحكم كتابهِ ألمُبين: \"... كلّ يوم هو في شأن\"(5) – أي في تغيّير و تبدل و إبداع, لذلك فأنّ إنماء ألحالة ألشّهودية كأساسٍ لحركةِ ألأنسان و سعيه في آلوجود كما بيّنا سابقاً – هي من آلمقدمات ألأوّلية و آلواجبات ألضرورية لتحقيق ألحياة ألنّاجحة ألمتألقة ألمُبدعة, و من أجل تجلّي ألحالة ألشهودية في آلأنسان لا بُدّ من آلإتّباع و آلوقوف بوعيّ كامل على  آلحقائق ألتالية:ـ

أولاً: لا تطلب ألتغيير و تبدّل ألأحوال من آلخارج – كما يفعل أكثر ألناس – بلْ لا بُدّ أنْ يحدث في آلدّاخل – في أعماق آلنفس .. و ذلك بآلبحث عن سبب إحساسك بآلضيق و آلضجر و آلنفور ممّن حولك, و إعلم أنّ آلسبب ألأساسي هو إنقطاعك عن نور ألوجود ألذي يُسبب إنقطاعهُ ألظلمة و آلحيرة في آلنفوس, لهذا فآلسفر ألحقيقي  عند تكالب ألدنيا عليكم؛ ليس سفر ألأبدان بين آلبلاد على أهميته لما له من بعض ألأثر – و إنّما هي سفر آلرّوح و سياحته في عالم آلصفاء و آلحقيقة ألمطلقة, تلك آلأسفار هي آلأسفار ألتي تُوصل ألأنسان لمعرفة أسرار ألوجود. 
 
ثانياً: تيقّنوا بأنّ آلشهود(ألنّداء ألباطني) كقوّة معنويّة يحويها ضمير آلأنسان(جوهره) .. لا تخضع للأستدلال و آلمنطق, كلّ ما يفعلها؛ إنّها تُكسبكم مواهب أعظم و تكشف خواتيم آلأمور, و من واجبكم قبالها؛ متابعة و مُلاحظة ما يظهر و ما يتجلّى بداخلها لتُحقّق آلخير و آلصلاح بِمَعِيّتها عبر إتّخاذ ألموقف ألأمثل ببصيرةٍ و وعيّ قبال آلأحداث و آلوقائع ألّتي ستواجهك, و تيَقّن أنّ كلّ آلذي تراهُ مُتجَسّداً في واقعكَ و مُحيطكِ ألخارجي .. إنّما ظهرتْ بعدَ ما كانتْ مُجرّد أفكارٍ و إستلهاماتٍ شهودية داخليةٍ.

ثالثاً: عليكم أنْ تُدْركوا بأنّ في هذا آلوجود درجاتٌ و مراتبْ .. و لكلّ مرتبةٍ حالاتٌ و كيفياتٌ و قوانينَ و علَلَ, و أنّنا نحن آلبشر نأتي بآلمرتبة آلأولى في سنخيتنا قياساً إلى مرتبة ألحيوانات أو آلنباتات و آلتي تأتي بآلمرتبة آلثانية و الثالثة تباعاً!

رابعاً: أثناء ألعمل أليومي, سواءاً كان ذهنياً(فكرياً) أو جسمياً(بدنياً), تيقّن دائماً بأنّك في محضر آلله تعالى, و إنّه  يُحيط بك من كلّ جانب, و معك حيثما كنت, و عليك رقيبٌ دائماً, لأنهُ يُحبّك و يعتني بك, يعرف كلّ شيئ عنك, و إنّه أقرب إليك من حبل آلوريد, و يتفانى بإخلاصٍ في مُساعدتك و إنقاذك من آلمخاطر, و إنّ آلوقوف على هذه الحالة و وعيها تُزيدكم عزماً و قوّةً إلى قوّتكم و تجعلكم قادرين على أداء أعمالكم بيقظةٍ و بأحسن وجه, لتُحقّق إنجازات أفضل و إبداعاتٌ أفضل, و تجاربَ غنيّةٍ و عظيمة, و كلّما كان إعتمادكم على آلله أكبر كان ثمار سعيكم أكثر و أنيع, و آلدّعاء له دورٌ كبيرٌ في تحقيق ذلك.

خامساً: عليك آلتعرف على خصوصيات ألقدرة ألباطنية, و تهيئة ألأجواء أللازمة لنموها و بنائها و آلحفاظ عليها من قوى آلشر كي تتمكّن من تحليل شفرة ألأحساس ألداخلي(ألرنين) و آلألهام و نداء ألضمير بدقّةٍ و شفافيّة, و كيفيّة إرتباطها بألظواهر ألخارجية ألتي تُرافقك كآلأنباء و آلحوادث و آلكلمات ألتي تجلب إنتباهك, كي نرى من خلال كلّ ذلك صوراً واضحة سواءاً للماضي أو ألحاضر أو ألمستقبل, و لا بأس من طلب ألعون من شخص يشاركك ألهمّ لأنماء ألتمثيل ألباطني ألخلاق.

سادساً: لا تتعاطى أبداً بسلبيّةٍ مع آلهدوء و آلسكينة ألتي تشعر بها .. و كذلك لا تتعامل ببرودةٍ و يأسٍ مع قدراتكَ آلخلاقة بداخلك .. لأنها تُريد مُساعدك و خِدمتك و تدبير أمورك, كي تُحقّق مشاريعك و أهدافك, و عليك تكرار ألأدعية و صلاة ألليل خصوصاً, و آلتأكيد بآلقول: \"أشكر الله ألذي سوف يظهر قدراتي ألخلاقة, و ينمّي بداخلي قدرة آلشهود لأكون مصدراً للخير و آلصفاء و آلمحبة و عمل آلخير, لأبلغ آلسعادة بآلكمال ألذي أصبو إليه بعونهِ تعالى\".

سابعاً: في عصر آلفضاء و آلمعلومات لا تزال ألقدرات ألذهنية ألخارقة غير فاعلة و غير معروفة لدى أكثر آلناس كما هو مطلوب, و بغض آلنظر عن جوانب ألتكنولوجيا ألأيجابية فأنّها تركتْ مآسي كثيرة بسبب سوء الأستفادة و آلتبذير فيها, و بأسفارنا ستُظهر و تُنمي بطريق \"ألتلي باتي\" أو ألأتصالات ألخفية (6) أو أليقظة ألذهنية قدرةً خارقة في وجودك, تتحسّس معها حتّى فعاليات ذهن ألآخرين من دون آلأستفادة من آلحواس ألخمسة أو ألأرتباط ألميكانيكي عبر أجهزة ألكومبيوتر أو وسائل ألأتصال ألأخرى, بحيث يُمكنك  حتى بآلذين لا تعرف حالهم و مستقرّهم! لتستغني عن آلهاتف و أجهزة الأتصال ألأخرى, و لعلّ آلكثير منا قد جرّب حالاتٍ لم يكن يتصوّرها أساساً, فمثلاً تذكّرنا لشخصٍ غاب و إنقطعت أخباره عنّا, حيث إنّ مجرّد ألتركيز سيُحقق إتصالاً مُباشراً مع ذلك آلشخص لإيصال رسالتك, فيعود ليتصل بك هاتفياً على آلفور أو عن طريق شبكة آلأنترنيت, أو حتى من آلحضور شخصياً(7).

ثامناً: عند تحقّق آلخطوات ألسابقة في آلذهن و آلشعور .. فأنك ستمتلك قوّة عظيمة تدفعك إلى آلسعي و آلأصرار لتطوير ألذات لتحسين آلأمور, و ستحصل لديك مَلَكَةً كبيرة تُحقّق معها آلأبداع بمجرد ألتفكير و آلتأمل في آلأمر ألمراد تنفيذه, لترى حقيقةً جميع آلأمور ألتي كنتَ تتصوّرها, لأنك كلّما تأمّلتَ أو ركّزتَ في أمرٍ أو عملٍ أو شيئٍ .. فأنّه يشتاقُ إليك و ينجذب نحوك بمثل ما تشتاقُ له و تنجذب إليه! و يقتربُ منك رويداً رويداً, عندها سوف لن ترى مواهبك ألقلبية بعيد آلمنال, أو غير قابل للتحقيق, أو منفصلةٌ عنك, بل ستكون طوع يديك!

تاسعاً: بعد عبورك للمراحل آلآنفة و وعْيك لها بنجاح .. فأنّك ستتّصل بآلقدرة ألألهية ألأزلية ألتي لا حدّ لها و لا تنتهي و لا تَنْفُذْ عطائها! و كأنّك آلله تعالى, حيث يحصل ما يشبه ألأندماج بينكما(8), و بآلتالي ستقع ألأمور و تتحقّق لمجرد ألتفكير بها, و سيكون كلّ أمر و حاجة مُتجسدةٌ أمامك, لأن آلمعرفة – كل آلمعرفة – و آلحكمة قد إستكملتْ حضورها في وجودك, لتكون مُحيطاً و مرتبطاً بكلّ آلكون, و عندها ستسمع بوضوح تامّ صوت آلخلود يتجلّى في وجودك ليأمرك بهذا آلأمر أو يمنعك عن ذاك آلأمر!

عاشراً: بمعرفتك لتلك آلأسرار و آلعجائب تكون قد حُمّلتَ بآلعلم و آلخير ألكثير, لتنال درجة ألحكمة, و آلتي تجعلك متواضعاً أمام آلمبدع آلأول ألأصيل, و سوف لنْ تتكبّر على أحدٍ من آلخلق .. كلّ آلخلق, بل سترى أنّ كلّ كائن و موجود .. آيةً لله, و لو جلستَ و تَفَكرّتَ آلعمر كلّه كي تُحلّل ماهيّة و كيفيّة كائنٍ واحد لما كان كافياً!

ألآن .. و بعد تحقّق حقّ أليقين و طيّ آلمراحل ألآنفة عليك بآلأستعداد لمواجهة ألعجائب و آلمعجزات ألمُحيّرة للعقول, ذلك أنّ آلمشاكل لا تحلّ لوحدها كما تتصوّر! بل لا بُدّ من تتداخل و عمل عددٍ غير محدودٍ من آلقوى و الفعاليات و آلمعادلات لأتمامها و كمالها بآلشكل ألأمثل لأستمرار آلحياة في ألوجود.

إنّنا لا نستطيع إن نُحقّق آلخلافة ألألهية ما لم نستحضر حالة آلشهود في وجودنا كوعدٍ إلهي, و آلوعد ألألهي لا يتحقّق في وجودنا بدون سعي و صبرٍ و جهادٍ و تحمل و مُداراة ..  ما لم نهيّئ أنفسنا في هذه المرحلة لمواجهة آلعجائب .. و بغير ذلك فأنّ تلك آلمواهب و آلألهامات ستمُرّ من طرف سمعك لتفقدها من دون إلتقاطها و وعيها  لتستقرّ في عالم ألنسيان ربّما إلى آلأبد!

إنّ تلك آلفرص هي آلتي أشار لها سيّد ألأوصياء و آلعدالة آلكونية ألأمام عليّ(ع) بقوله في نهج ألبلاغة: \"إغتنموا ألفرص فأنها تمرّ مرّ آلسحاب\".

 و عليكَ أنْ تُنفّذ بقاطعيّة ما تُصمّم و تُركّز عليه من عمل ألخير بعد مُقايسة ألأمور و معرفة أوجه الأختلاف و آلتشابه في آلموضوع .. و إتّخذْ و فَعّلْ من تجاربك آلمُختلفة و آلغنيّة ألّتي واجهتها أو تلكَ آلتي ستواجهها جانب آلخير فقط, و أدْرِءْ جانب آلشّر إن بدى لك أحياناً .. و سترى تجلّي ألظواهر أمامكَ حسب ما تُريد, و بآلشكل ألذي تُحَدّدهُ و تُصَمّم عليه.

و قد يتجلى آلشهود لكم أحياناً عن طرقٍ لا تتوقعها؛ كأنْ يكون من خلال عبارة في مجلّةٍ, أو جُملةٍ مُفيدة من صديق, أو مفهومٍ مُعيّن من كتاب, أو مقطع من فيلم, أو عن طريق ظواهر مُعيّنة تظهر أمامك لِتُرشدك إلى طريق ألحقّ.

من شروط تحقّق تلك آلحالات ألشهودية أيضاً هو آلسعي بعدم تعريض آلنفس إلى ضغوط خارجية قاهرة فوق طاقة ألنفس, فعندما تُصادفك مسألةٌ أو مُشكلةٌ عليكَ بعدم حفظها في داخلكَ, و لا تجعلها مُعلّقةً بكَ .. لا تصبر .. لا تنتظر ألفرصة تأتيك لتحلها! عليك آلتخلص من شرّها بلا تردّد, إطلب ألهداية و آلدراية ألمباشرة, و راقب ألأحداث ألداخلية ألتي تُحيط بك, و عليك آلتوكل على آلله في كلّ خطوةٍ و فكرٍ عندها سترى كلّ شيئ في محلّه طبقاً للمرام, وتكونُ راضياً مرضياً.

أحياناً قد تتصوّر أموراً تسير بآلأتجاه ألخطأ, بينما آلحقيقة تسير في طريقها الصحيح, و كلّها – ألعوامل و آلأحداث و آلأرادة ألألهية ألتي غابتْ ربّما عنك و هي عظيمةٌ و كبيرةٌ – تعمل بنظامٍ دقيقٍ لأجل ألكمال و آلخير.

\"أرسون\" وصلتْ إلى آلقدرات ألسحريّة للشهود .. فقالتْ: \"أنا وضعتُ قدمي في عالمٍ جديد .. حيث تألقتْ روحي, و سكنتْ في آلعرش ألسلطاني, إنها حالة آلتأمل ألباطني, إنّها مرحلة إستبدال آلنبوغ و آلأبداع بقدرة آلعمل و آلأنتاج!

ألقدرة ألثابتة ألخارقة في وجودك هو آلتخيل ألخلّاق ألواعي, ألجميع يُريدون حياةً أفضل, و قدرات أوسع لنيل آلتسلط ألمعنوي, و درء ألأستضعاف و آلمخاطر ألمحتملة, لكن هذا يتطلب إنماء قُدرة ألتخيل و إستبدال آلخوف و آلترقب ألسلبي من آلأمور ألتي قد تقع غداً .. أو حتى من آلتفكر في آلمشاكل – بإستجماع ما قد نتوقعه من آلمشاكل و آلأحداث ألآتية في آلغد إجمالاً, و آلتفكر جيّداً لترتيب آلأولويات .. لنحدد بأيّ عملٍ سنبدأ عند آلغد .. بعدها توغل بآلتدريج في آلأعمال ألتي عليك آلبدء و آلأنشغال بها خطوة بعد أخرى, حاول أنْ تُنظمها و تُرتبها و تستحضر ألحلّ ألأمثل بآلشكل ألذي تراه مُناسباً كي تقعْ و تتحقّقْ مثلما تُريد .. و لو تردّدتَ للأقدام على بعضها .. أو إنتابك آلحزن و آلغم من بعضها, فتذرع إلى آلله تعالى بآلدعاء, و قل:

\"بفضل آلله و عونه .. سوف أنجزها بنجاح و أجعلها خيراً .. و سأكون فاعل خير في تحقيها\".

عليك بتجربة كلّ آلأمور ألباعثة على التقدم و آلأيجابية ألتي يهواها آلقلب في آليوم ألتالي مقرونةً بآلدعاء, و آلشكر لله تعالى على مساعدته لأنجاز ألأعمال, و بذلك تكون قد جرّبتَ كلّ ما تسعى إلى تحقيقه و آلتوفيق فيه!

و إعلم أنّ عنصر الزمن يتلاشى في آلسعي ألجّاد لطرد آلافكار ألسلبية و إبدالها بأفكارٍ إيجابية؛ \" بعون آلله سوف أحقق كل آلخير, و لن أسمحَ للأفكار ألمُخرّبة أنْ تتسلّط على ضميري\".

إنّ تجلّي ألخير في وجودك يجعلك لئن تُؤدي أعمالك بنجاح.

عند إحساسك بآليأس و آلقنوط و آلفشل, يُمكنك آلأستعانة بآلخيال ألأيجابي ألخلاق .. حيث ستجعل روحك عالياً, و تخلص نفسك من كل الأفكار و الهموم آلتي سكنت بداخلك أو هجمت عليك .. عندها تكون مستقبلاً و متأملاً للخير بشكلٍ طبيعيّ, كما يُمكن آلآخرين من حولك أن يُؤثروا فيك إيجابياً برفع معنوياتك لو كُنتَ مُنسجماً معهم بإحسان.

عند تآلفك مع منْ يُجالسك أو يُشارككَ في آلهمّ و آلهدف فأنه سيكونُ عاملاً كبيراً في تحقيق ألاقتدار ألقوي بداخلك, لأنك ستَتّحد مع قواهم آلأيجابيّة لتدعم أفكارك و تصقلها, لتساعدك في تحقيق أهدافك و حلّ مشاكلك.

ألأتّحاد و آلتآلف و آلتوافق مع أقرانك و جلسائك أمرٌ إلهيّ(9) لكونهِ عاملٌ هامّ في كسب آلقوّة و سرعة إنجاز و تحقيق ما تصبوا إليه.

فآلشهود ألألهي و آلتخيل ألخلاق ألمبدع, يساعد ألذهن كثيراً للحصول على أجوبة إيجابية سريعة و فعّالة .. و إنّ آلأمن و آلأجواء آلهادئة  و آلتفرد خصوصاً عند آلأستراحة ألعميقة تجعل آلفكر يعمل بشكلٍ أفضل و بطاقة إنتاجيّة عالية.

عند النوم, و كما أشرنا في حلقاتٍ سابقاً؛ يَعمل ألضمير ألباطن بكلّ طاقته و قدرته ألأيجابية خصوصاً إذا سبقهُ مقدّمات و تأمّلات و أدعية إيجابيّة, تُؤدّي إلى تحرّر جوهرنا من أسر ألحواس و آلأرتباطات ألماديّة ألأخرى بشكلٍ كاملٍ تقريباً, و تتجلّى آلقُدراتِ ألباطنية, بعكس ألّذين يكونون في حالة قلقٍ و إنذار و تعشّقٍ دائم مع آلماديّات و في حراك و ركض و هيجان و جدال مع آلآخرين, حيث يُخرّبون ضمائرهم و بيوتهم بأيديهم, لأنهم يفقدون معظم تلك آلقوى ألباطنية حتى آلمُقرّبين لهم, و هذا ما شاهدتهُ بنفسي في حياة الغربيين ألتي يطغى عليها آلأتجاه ألمادّي, و لذلك لمْ أَرَ في حياتي مليونيراً أو سلطاناً أو رئيساً سعيداً في أعماق حياته, و آلسبب هو أنّ كلّ إنسان قدْ قذفَ آلله فيه من روحه(10) و آلروح ألألهية بما أنّها لا تقبل بآلظلم و آلمعصية, لهذا فأن صاحبها ألمرتكب للمعصية و الظلم يكون قد أسرف على نفسه و حمّلها ما ليس من حقّها, لذلك تشقى تلك آلرّوح لتنعكس آثار آلتعاسة كردّ فعلٍ بقوّة على ملامح ووجه صاحبها و حتى على آلمقربين منهُ!؟

إنّ آلذين تتعشّق ضمائرهم و قدراتهم ألرّوحيّة بشكلٍ مُفرط مع مسائل ألدنيا ألماديّة بطريق غير مشروع, يُمْسُون أسرى للكثير من آلهموم ألكبيرة و آلصغيرة و آلمتشعبة لإرتكابهم ألمعاصي و آلمظالم, بحيث يصعب آلتخلص منها(11), فيعيشون آلأضطراب على آلدوام, و أسوء و أخطر مجموعة من هؤلاء هم أؤلئك آلذين يتظاهرون كذباً بآلأنسانية و حقوق ألأنسان, و محاولة حفظ إتزانهم آلظاهري بعكس ما يدور في ضمائرهم و حقيقة جوهرهم ألذي لا يتألق و لا يُبْدع سوى عند آلأختلاء إلى آلشهوات و آلرذيلة و آلعمل ألحرام ليبقى محدوداً في حياته و مُقيّداً في برزخه و آخرته .. هؤلاء عبّر عنهم آلقرآن آلكريم بآلمنافقين(12), لأنهم فقدوا أساس و عماد وجودهم فتراهم على آلدّوام مُضطربين و مُنفعلين و مُتعصّبين و غافلين لعدم وجود بوصلةٍ تُؤشّر في حياتهم إلى طريق ألخير و آلجمال, و بآلمُقابل لا وازع يردعهم عن ألحرام و آلمنكر.
عزيز الخزرجي
....................
(1) إننا إذ أوردنا تلك آلرسالة ألتي شَذَّتْ عن جميع رسائل ألقُرّاء ألأعزاء؛ كوننا نحترم كلّ رأي نحتمل في صاحبه ألهداية عن طريق أسفارنا, لكوننا نعتبر كلّ إنسان يُمثل حقيقة هذا آلوجود مهما كان يحمل من آراءٍ, إلّا آلمنافقين ألكذّابين! و حتى هؤلاء ألذين عادةً ما يصعب معرفتهم .. ندعو لهم بآلتوبة و آلأستقامة في طريق آلخير و آلحقّ, و آلصدق مع حقائق ألوجود.
(2) قال تعالى: \" إنا عرضنا آلأمانة على آلسموات و آلأرض و آلجبال فأبين أنْ يحملنها و أشفقن منها و حملها آلأنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً\".
(3) نظرية أو عملية ألرّنين .. هكذا أحببتُ أنْ أسميّ تلك آلحالة ألتي تُرافق سمعَ و قلبَ كلّ إنسان, بحيث يسمعهُ جليّاً بإحدى أُذنيه أو أحياناً من خلال ألأثنان معاً .. بعد ما يدركه آلضمير ألباطن ليطلعك على أسرار آلغيب(ألأستشراق), أو في حال ذكركَ من قبلِ آخرين في قضيّةٍ أو أمرٍمُعيّن هام نسيتهُ أو تناسيتهُ, أو موضوعٌ يُخطط له ألآخرون له علاقة بك, و هي بمثابة ألأشارة أو ألخبر ألذي يأتيك من بعيد على آلفور بدون واسطة أو إتصال سلكي, و تتناسب شفافيته و وضوحهُ لدى آلسّامع طرديّاً مع مدى شفّافية ضمير ألمُتلقّي ألّذي يُحلّل تلك آلشفرة على آلفور من خلال مُستقبلاته ألداخلية(ألرسيفر)!و ربما يكون بمثابة ألتّنبيه و ألأنذار  بوجود أمرٍ مُعيّن له مساسٌ بمصيرِ ألأنسان. ألشيئ ألمؤسف ألذي أبْتُلي به شباب آليوم فأضعفتْ قدراتهم كثيراً؛ هو إستعمالهم لأجهزة ألآي بات(ألمسجلات ألصغيرة) لسماع أنواعاً مُدمّرة للموسيقى آلصاخبة و آلأغاني ألتافهة ألتي دمّرتْ ضمائرهم(قلوبهم) و فصلتهم عن حقائق ألوجود و أسراه و تأمّلاتهِ, و هم يتظاهرون عبثاً بآلنشوة و آلتلذذ بذلك!
(4) قال تعالى: \"يا أيها الأنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه\" و كدح الأنسان يكون عن طريق خدمة الآخرين و إدراكهم و تقديم يد آلعون و المحبة لهم, لأنّ آلله تعالى غنيٌّ عن العالمين و لا يحتاج شيئاً, و إنما جعل معيار الفلاح و الفوز بمقدار ما نقدمهُ للناس – كل الناس – لا فرق أن يكون مسلماً أو غير مسلم, و لا ننسى بأنّ آلأقربون أولى بآلمعروف, لهذا فأن تحقيق هذا الأمر يتطلب أن يتحرّك ألأنسان و يسعى و يُغيّير من وضعه و يُبدع في عمله و إنتاجه, و لا يبقى راكداً لا همّ له سوى آلأتكاء على الآخرين لأشباع شهواته! إنّ ما رأيتهُ في العراق هو عكس هذه النظرية للأسف, , حيث آلكل يسعون ليكونوا عالةً على مورد النفط, من خلال حصولهم على وظيفة حكومية لضمان حياتهم ألمادية إعتماداً على مورد النفط, و إستصغرتُ كثيراً أول رئيس للبرلمان ألعراقي حين شرط مع تقديم إستقالته بتعيين راتباً عالياً له مقابل ذلك, هذا هو حال رئيس ألبرلمان في الدولة و لك أنْ تتصور حال بقية أبناء الشعب, تصوّر لو نَضَبَ آلنفط – وسينضب عاجلاً أم آجلاً – هذا آلمورد آلوحيد للعراقيين .. ماذا سيحّل بهم؟ و هذا آلأمر ينطبق على كل العرب تقريباً, خصوصاً ألدول ألخليجية! هذا بآلنسبة لنا, أما حالة التغيير في الكون و السماوات, فقد أثبتَ آلعلم ألحديث بأن الكون في حالة توسع مستمر, و حتى آلمخلوقات آلأخرى .. كآلبحار و آلأنهار و آلأشجار , و قد أشار آلقرآن آلكريم لهذه الحقيقة ألعلمية بآلقول: \" إنا خلقنا آلسموات و آلارض و إنا له لموسّعون\".
(5) سورة ألرّحمن / 29.
(6) Telepathy.
(7) لو أردت آلأتصال بشخص مُعيّن .. عليك كتابة إسمه مع آلدعاء كمقدمة .. ثمّ طرح ألموضوع أو آلسؤآل ألذي تُحبّ طرحه عليه, و إنتظر حتى تسمع جوابه بطريق مُباشر أو غير مُباشر في نفس آللحظة, أو إنتظر ليتحقق آلأتصال في فرصة لاحقة.
(8) إنّ آلأتصال بين آلواجب و آلممكن(بين آلله و العبد) حالة أبعد و أشدّ ممّا بيّنهُ آلفقهاء, فقد بيّنا مسألة \"ألحلول\" في حلقات سابقة , و نضيف ما أشار له آلعلامة ألفيلسوف ألطباطبائي بشأن ألموضوع في مُحاضراته ببيان واضح من خلال آلفرضية التالية: \" نفترض أن مولىً من آلموالي ألعرفيين يختار عبداً من عبيدهِ, و يزوجه إحدى فتيانه, ثم يقطع له قطعية و يخصّه بدارٍ و أثاثٍ, و غير ذلك مما يحتاج إليه ألأنسان في حياته إلى حين محدود و لأجلٍ مُسمىً.
فأنْ قلنا؛ [إنّ آلمولى و إنْ أعطى لعبده ما أعطى, وَ مَلّكَهُ ما مَلَكْ, لكنهُ لا يملكْ .. و أينَ آلعبدُ من آلمُلك, كانَ ذلك قول ألمجبرة\"ألجبريون\"].
و إنْ قلنا؛ [إنّ آلمولى بإعطائه آلمال لعبدهِ و تمليكهُ, جعَلهُ مالكاً و إنعزلَ هو عن ألمالكية, و كان آلمالكُ هو آلعبد, كانَ ذلك قول ألمعتزلة\"ألتفويضيون\"].
و لو جمعنا بين آلملكين بحفظ ألمرتبتين, و قلنا؛ [إن للمولى مقامهُ في آلمولوية, و للعبد مقامهُ في آلرّقيّة, و إنّ آلعبد يملك في مُلك ألمولى, فآلمولى مالك في حين أنّ آلعبد مالك, فهنا ملك على ملك].
و عندنا في بعض الروايات إشاراتٌ رائعة إلى هذا آلتمثيل, منها:
ما رواهُ ألصدوق(رض) في آلتوحيد عن آلنبي ألأكرم, قال: [قال آلله عزّ وجل: \"يا إبن آدم بمشيئتي كنت أنت آلذي تشاء لنفسك ما تشاء, و بإرادتي كنتَ أنتَ آلذي تُريدُ لنفسك ما تُريد\"].
ففي آلحديث أعلاهُ جُعِلَ مشيئة ألعبد و إرادتهِ .. مشيئة آلله تعالى و إرادته, و لم يُعرّفا مفصولتين عن آلله سبحانه و تعالى, بل ألأرادة في نفس ألأنتساب إلى آلعبد, و لها نسبة إلى آلله سبحانه.
(9) قال تعالى في كتابه آلعزيز: [و تعاونوا على البّر و آلتقوى و لا تعاونوا على آلأثم و آلعدوان و إتّقوا آلله] سورة ألمائدة / 2.
(10) قال تعالى في كتابه العزيز: \"فإذا سويتهُ و نفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين\" سورة ص / 72.
(11) جاءَني مرّة أحد ألأشخاص و طلب منّي أنْ أسمح له كي يكونَ تلميذاً يتعلمُ منيّ بعض آلدروس, و عند نظرتُ لحاله و تأمّلتُ وضعه, قلتُ له: \" لا يُمكنك أن تتعلم منيّ شيئاً لأنّك مُكبلٌ بآلكثير من آلقيود, و إذا لم تُصفيّ حسابك مع آلكثير من المتعلقات ألتي يُمكنك آلأستغناء عنها فأنني لا يُمكن أن أُفيدك بشيئ!
(12) معنى المنافق هو ذلك آلذي له وجهان؛ و إن أصل كلمة منافق مشتقة من نفق, أي ألشخص ذو آلوجهين, يتكلم معك بشيئ و يستبطن شيئاً آخر, يظهر الأيمان و يفعل الكفر عند تهيئة آلظروف, يخبرك بشيئ و يخبر ألآخرين بشيئ مُختلف, و آلمعنى آلأصطلاحي للكلمة جاءت حين لاحظ آلعرب بأنّ آلفئران يعملون لبيوتهم بابين؛ باب أمامي و باب خلفي مخفي يغطونه بشيئ من العيدان و الورق كمنفذ إحتياطي يستخدمونه حين الخطر للفرار, و من هنا جاءت تسمية آلشخص ألذي له وجهان بآلمنافق, تشبهاً بعمل آلفئران.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/03



كتابة تعليق لموضوع : أسفارٌ في أسرار الوجود ج3 – ح11
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net