صفحة الكاتب : اكرم السياب

شكراً لكم ... يا جمهور الفساد !!
اكرم السياب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


في زمان ومكان واحد اجتمعتا اخطر واغرب سيكولوجيا لدى الجماهير. صنفان من الناس غير ما يعرف بنظيرك الخلقي وأخاك في الدين.. صنفان متضادان بين المسؤولية واللامبالاة ..

هنا في ساحة ثورة العشرين في النجف، جمعة واحدة، ومكان واحد، وحدثان مهمان، رأيت الحدث الأول وهو (التظاهرة) تلك الفعالية التي أصبحت مملة لدى البعض،والبعض الآخر يراها "فسحة للترفيه"..

واهم ما يميزها هي قلة الحضور والتفاعل. رأيت أربعين شخصاً توقفت الحياة لديهم ليصارعون الفساد والبرد القارص في تلك الظهيرة، وهم يحملون هموم وطن جريح. والحياة مستمرة للبعض الأخر، من محال وأعمال وسواق التكسي.. لا يكترثون ولن يصيبهم شيئاً منها.. لا التعاطف ولا المهاجمة.

وبعد مرور ستة ساعات على التظاهرة، جاء الحدث الثاني ألا وهو " تأهل الفريق العراقي إلى البرازيل".. هل تعلمون ما رأيت؟! شاهدت شباباً وأطفالاً وشيوخ يتراكضون للساحة ذاتها.. رغم البرد فقد نُزعت الملابس وبدأت فعاليات هز " البطن" وتكسيّر" الخصر" .. وبإعداد مذهلة، فلو تحركنا بهم نحو الموصل لتحررت.!!.

هاتين السيكولوجيتان تحدث في آن واحد من (الزمكان) الغريبين.. المتظاهرون، وأنا منهم أرى نفسي مذبوحاً على شفاه "المهلهلين"، في الساحة ذاتها ، فرحاً للمنتخب العراقي، نعم شكراً لاسود الرافدين بانجازهم هذا. ولكن هنيئاً لحيتان الفساد على جمهورهم النائم.!

من طالب بالإصلاح ولو كلمة، جاز له الفرحة، ومن مشى لساحة التظاهر حتى يتحول إلى "مايكل جاكسون"، وهو متخلف عنها في الظهيرة، لا تحق له الفرحة فبمسؤوليته ورقبته كل حدث أرهق العراق.. من الاحتلال وحتى تفجير خان سعد!! سنرى ما يصنع الله بشعب يبحث عن الفرحة ويتهرب من المسؤولية؟!

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اكرم السياب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/30



كتابة تعليق لموضوع : شكراً لكم ... يا جمهور الفساد !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net