صفحة الكاتب : حسام محمد

مؤتمرات في زمن التقشف
حسام محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قد نحزن لأننا كبلد نفطي نعاني من تقشف مالي وانهيار كامل للمنظومة المالية والاقتصادية بسبب الفساد الاداري والمالي المستشري في جسم هذا الوطن ولكن من المضحك بنفس الوقت اننا ومع هذا الكم الهائل من التضخيم الإعلامي لحالة التقشف المزعومة من قبل وزارة المالية نرى وبأم أعيننا ما يتم عقده من مؤتمرات سياسية يصرف لها مبالغ طائلة من أجل ساعات يجلس بها عدة أشخاص لتداول بعض القضايا التي أكل الدهر عليها وشرب والنتائج لازالت كما هي دون أيَّما تقدم ملحوظ وملموس في الواقع ومن حق أي فرد عراقي الان أن يطرح سؤال وجيه جدا وهو لماذا تُصرف هكذا أموال طائلة من أجل إقامة مؤتمرات نقاشية لا تخرج بنتائج عملية تفيد البلد والمواطن ولا تُصرف هذه الأموال لسد عجز الميزانية ؟؟هذا من جانب وقد يُطرح سؤال آخر أكثر وجاهة ودقة وهو ( إذا كانت الدولة ونقصد بها الحكومة المركزية ووزارة المالية بالتحديد تشكوا من حالة عجز ونقص في الميزانية عبر تصريحات وزيرها فمن أين تأتي بهذه المبالغ الهائلة لإقامة هكذا مؤتمرات شكلية شبعنا من إقامتها كمواطنين ولم تسمننا )؟
أليس من باب أوْلى بدل أن ننفق مليارات الدولارات لإقامة مؤتمر ضخم من أجل دراسة لحل مشكلة مالية أن ننفق هذه الأموال لمعالجة الخلل من أساسه بإضافة هذه الأموال الى خزينة الدولة كي يتم صرفها في وقت لاحق وحسب المستحقات0 فلماذا تُنفق هذه الأموال من اجل ساعات يقضيها مجتمعون قد إعتدنا على سماع كلامهم الممل الذي لايقدم ولا يؤخر سوى هدر للوقت وصرفيات تثقل كاهل الدولة وبالنتيجة الحال كما هو عليه بطالة وتقشف ونقص في الميزانية وتهديدات بعدم صرف رواتب الموظفين لهذه السنة أو الأشهر المقبلة مما حدى بالسوق الى رفع القيم المالية ووضع المواطن في وضع حرج لايحسد عليه.؟
فمن يتذكر معي كم أقيمت مؤتمرات مصالحة وطنية وكم عُقدت ندوات وكم اجتمعت قيادات وكم ميثاق شرف كُتِبَ على ورق بقي على ورقه لم يفعل وكم من مؤتمرات وإعلانات صرفت من أجلها آلاف الدولارات
فهل تغير شيئ هل التزمت القيادات والكيانات السياسية بمواثيقها واتفاقاتها أم لازال القتل على الهوية والتصفيات الحزبية والطائفية موجودة في أرض الواقع أي بعبارة أخرى هل نفعت هذه المؤتمرات المصروف عليها من لقمة عيش الشعب بحقن الدم العراقي ؟
الجواب كلا بل بقيت إن لم تكن قد زادت على حدها أضعاف مضاعفة . لذا نحن كشعب وكإعلام حر نريد خطوات عملية تنعش الجانب الاقتصادي والخدمي وتنهض بواقع البلد وترتقي به الى مستوى المسؤولية على كافة الأصعدة لا أن تُعقد مؤتمرات مرة توصف بالوطنية وأخرى بالإسلامية ومرة بالاقتصادية وغيرها من المسميات وكلها هواء في شبك لا تقدم ولا تأخر .
الحياة عبارة عن أخذ وعطاء مستمر لا تتوقف عند حد معين وكل المشاكل لها حلول ولكن نحتاج كبلد لقادة أكفاء يقودونه الى بَر الأمان عبر إقامة مشاريع عملية وواقعية ملموسة على أرض الواقع لا مجرد نظرية تكتب وتبقى تعانق الورق دون الخروج الى ساحة العمل والبناء والتطور والإزدهار .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسام محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/30



كتابة تعليق لموضوع : مؤتمرات في زمن التقشف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net