صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

يا صدر العراق : قد ضاقت صدورنا ..!!؟
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نقفُ بإجلال وإكبار للشهيد المخلد آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر .. وان حضوره الدائم بيننا لا لن يزول ,  لان تاريخه  المشرق والمشرف وتراثه الماجد يغذي أفكارنا ونفوسنا وضمائرنا بخضم هائل من القيم الأصيلة ,  والشمائل النبيلة ,  والمبادئ العظيمة .. فقد أرسى (  رحمه الله وقدس سره )  قواعد ثابتة وشامخة للتضحية والصراحة والإقدام والاقتحام والمنازلة الشريفة ,  وقد قدم حياته الغالية وحياة ولديه الخالدين في رياض التاريخ من اجل الإسلام المحمدي العظيم ,  ومن اجل هذا الشعب الذي وجد فيه الثائر المنتفض والملتزم بالشجاعة والبسالة ,  وقد خلف وراءه سجلا مشحونا بالأصالة والإبلاغ والإبداع .. وان أروع ما خلفه هو نجله المقدام الصارم والحازم من اجل الحق والحقيقة السيد الحاج مقتدى الصدر الذي برهن للجميع بأنه مقتدى وقدوة شماء للشموخ والجهاد المثابر من اجل هذا الشعب المبتلى الذي وجد في سماحته الأمل المؤمل لمستقبل امثل ,  وللحياة الحرة الكريمة ,  وللحرية الحقيقية التي لا تشوبها شوائب الادعاء والمتاجرة .. فهذا الرجل الإنسان (السيد مقتدى الصدر ) قد عبر بكل صلابة وإيمان على انه يسير على هدى من تعاليم والده الراحل وما يزال وبكل صمود وتحدي يواصل المسيرة ويرفدها بطاقات استثنائية وعطاءات متفردة .
وإنني انطلاقا من هذه القناعات الضمنية أؤكد وبالخط العريض أن أمام السيد مقتدى الصدر مسؤوليات جسيمة , والتزامات عظيمة وكبيرة تحتمها المرحلة الحالية القلقة والمشحونة بالمشاحنات والمضاربات والمزايدات ,  وان الأغلبية الغالبة من أبناء الشعب المتعب الذي أثقلته المصاعب والمصائب والهموم ينتظرون منه نقلة نوعية ذات مزايا شعبية وجهادية , حيث نأمل منه أن يفاجئ الجماهير المرتقبة بإجراءات استثنائية , وبعطاءات كبيرة حيث تتكوم أمامنا تلال من المطالب الجماهيرية الملحة ,  ولعل في رأس تلك المطاليب هي ترسيخ الحرية التي بدأت تتعرض إلى الخنق و الاختناق  وتكميم الأفواه وغلق أبواب التعبير المنصف المحق المطالب بإحقاق الحق وإزهاق الباطل ,  وهذه الحالة بالتأكيد غير خافية على السيد مقتدى وهو الذي يعي تفاصيل اللعبة ومنحنيات الواقع وما يخبئ تحت الستارة من أسرار وأسرار تتقاطع مع إرادة وطموحات الناس .
سماحة السيد الموقر :
ثق وصدقني بما أقول بان معظم الصحفيين يعلقون عليك آمالا كبيرة بمعاضدتهم ومساندتهم بإقرار قانون حماية الصحفيين الذي ظل لسنوات خلت معلقا على جدار الانتظار ,  وانك سبق وان طالبت بتوفير الحماية للصحفيين وتحقيق مطلبهم بتنفيذ بنود القانون المرتقب .. وان الجماهير الآن على أحر من الجمر وينتظرون بلهفة وشغف انتهاء الستة أشهر التي حددتها ومتشوقون إلى المضامين والمعطيات التي ستحققها بعد انتهاء هذه المدة .. وان الغالبية الغالبة من الشعب يعتقدون بل يجزمون بأنكم بعد هذا التاريخ المحدد ستحققون للمواطنين ما ينشدونه من خير وانجازات .
وان الذي نؤكده لسماحتكم أن معشر الصحفيين يتعرضون بين وقت وأخر إلى تهديدات حادة والى إقامة دعاوى ظالمة من بعض المسؤولين يطالبون فيها من الصحفيين مليارات من الدنانير بسبب هامش وفسحة الحرية التي يستغلها الصحفيون لتبيان ما يطالب به الشعب وما عنده من حقائق ثبوتية يطرحها أمام الرأي العام والتي لا يتحملها المسؤولون ..  فإذا حدثت حالة أو حادثة مدانة ومرفوضة من الجماهير ويسارع بعض الصحفيين الأفذاذ الشجعان الذين يمتازون بالمنازلة والصدق والنقاء لتبيانها وكشفها وتوضيحها .. ينبري بعض المتحكمين إلى منازلة الصحفيين قضائيا لأنهم لا يمتلكون حضارة الحوار والحوار الحضاري والرد المقنع الذي كفله لهم القانون ,  وان الذي يضحك الثكلى أنهم بودهم – بعض المسؤولين -  أن تثار ضدهم اية قضية كي يبتزون من الصحفيين ما يبتغونه او على اقل تقدير يزرعون الرعب والخوف والتردد والتغافل في قلوب الصحفيين كي يجعلونهم تحت المطارق والخسائر ظلما وعدوانا . فمن ينطق الحق يجب أن يتهيأ لدفع المليارات وإلا يجب عليه أن يبلع لسانه وينزوي في وادي النسيان كي يبقى المتحكمون يسرحون ويمرحون ولا يخيفهم أي لسان أو قلم في العراق المنهك والمنتهك .
فهل ترتضي هذه الحالة يا سيدنا وقدوتنا ..؟؟ فقد بلغ الأمر حدا لا يطاق , وان بعض المسؤولين يريدون من الصحفيين أن يتحولوا إلى أبواق لهم وهذا ما لا يقره أي صحفي يمتلك لسانا وقلما ناطقا وفكرا ثاقبا ورأيا جريئا ,  فالحق يعلى ولا تعلى عليه يد . وقد صدق الشاعر عندما قال :
 كل المسائلِ مرةٌ                           وسكوتنا عنها أمر
سكتُ وقلبي تغلي فيه مراجلُ               وان سكوت المرء للمرء قاتلُ
اجل أنت تعلم يا سيدنا ( مقتدى الصدر ) بان الصحافة هي لسان الشعب ,  ومرآة الواقع ,  وإنها السلطة الرابعة .. وان الصحفي عليه مسؤوليات ضخمة وجمة ولا يهادن ولا يساوم الباطل والزيف والبهتان بل انه ينازل ويقارع ويفضح ويدين في ساحة مكشوفة كل السلبيات والاحباطات والتجاوزات والانتهاكات والسرقات وكل ما هو مخالف للشرع والقانون  .
إن أسوء قرار يتخذه المسؤول المدان هي الشكوى الظالمة الباطلة ضد الصحفي الجريء الملتزم بشرف المهنة وبما تريده الجماهير .. فالصحفي العراقي الجريء النظيف المخلص اليوم مهدد ببشاعة ,  ومحاط بأفاعي وحيتان تنقض عليه إذا جاهر بالحق والحقيقة . وكم هو سيء ومسيء ..؟ وكم هو مضحك ومزري ..؟  وكم هو بشع وطامع وجشع عندما يطالب مسؤول متخم بالدولارات والدنانير والقصور والامتيازات صحفيا جنايته انه نطق حقا وأعلن ذلك جهرا وهو  لا يمتلك والله شاهد على ما أقول العشرة آلاف دينار في بيته ,  ولا يمتلك لا بيتا ولا راتبا ولا أي إيراد ويحلو للمسؤول المدان ان يقيم عليه  دعوى ظالمة ويطالبه  بدفع غرامة تصل إلى ملياري دينار عراقي .. فهل هذا هو إجراء سليم وعادل يا سيدي الكريم ..؟  وهل أن الغرامة أضحت غير محرمة في عرف هذا المسؤول الجشع البشع , ولا جل من هذه الغرامة الخرافية ..؟؟ وما هي الجريمة التي ارتكبها الصحفي بحق هذا المسؤول الذي أصبح همه تكبيد القلم الصريح هذه المبالغ الاستثنائية , كما انه يبتغي من هذا الأسلوب المستهجن  لجم الأفواه الناطقة بالحقائق , وغلق أبواب الحرية المتاحة  في عراقنا الجديد ومن بعض  قادة التغيير الجديد ..!!
وان الطامة الكبرى , والمصيبة العظمى أن برلماننا المنتخب والذي كنا نتصور انه يحقق للجماهير كل الطلبات المشروعة والطموحات الحقة ظل هذا البرلمان في منأى عما يحدث على سطح الواقع من أحداث وأحاديث لها مساس مباشر بقوت وطموح وطلبات المواطنين الذين منحوا أصواتهم لأعضاء البرلمان على أمل أن يحققوا ما ينشده المواطنون من حق وحقوق وعدالة وانجازات ,  ولكن بلا جدوى , والأيام والأشهر والسنون تنسلخ من عمر الزمن ونحن نعيش في سجن المحن والنكبات والكوارث والحرمان ... فهل من المعقول والمتوقع أن الصحفيين الشرفاء والاصلاء يتعرضون إلى الابتزاز والاستفزاز,  والى المضايقة والتكبيل والتنكيل وان أعضاء البرلمان يتفرجون على هذه المسرحية الحزينة ولا يحركون ساكنا ولا يردعون الباطل والظالم ولا يمدون يد الإنقاذ إلى المظلومين والمنكوبين .. فقد نفذ صبرنا يا سيدنا المعزز ,  وقلت حيلتنا وإننا بانتظار نفحاتكم الخيرة  واشراقاتكم البهية يا سيدنا وأملنا في الخلاص من محنتنا ومعاناتنا , أدامك الله معززا بالنصر والانتصار على الأشرار وعلى  كل أفاكٍ ودعي وأجير وجبار .
 ودمت نصيرا لكل المقهورين والمظلومين والمتعبين والمهمشين والله معكم ودمتم لخدمة الإسلام والمسلمين والإنسان والإنسانية .

majidalkabi@yahoo.co.uk

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/03



كتابة تعليق لموضوع : يا صدر العراق : قد ضاقت صدورنا ..!!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net