صفحة الكاتب : حسين باجي الغزي

مشاهدات في الطريق الى الاحواز
حسين باجي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ونحن نتوجه الى الاحواز عبر منفذ الشيب لم يتوقف أبو فاطمة سائق حافلتنا عن سرد ذكرياته الأليمة عن معارك الثمانينات وهو يشير بيده الى اراضي خالية مقفرة إلا من تلال ووديان خاوية عندما كان جنديا مكلفا في الفرقة 18 مشاة في الحرب العراقية الإيرانية في قاطع الشيب .
في هذة الاوقات العصيبة على عراقنا وتقف المشاريع الحكومية والتقشف وركود الاسواق ، كان الطريق الممتد من العمارة من عواشة الى الشيب خاليا إلا من مرور شاحنة او شاحنتين .أذ لايشكل هذا المنفذ بوابة مهمة للتبادل التجاري .ولا يرى على مد البصر سوى تلال يقول سائقنا أنها كانت سواتر للدبابات العراقية في الحرب العراقية الإيرانية.والتي ترتفع على البعض منها أعلام مزينة بصور وكتابات لإل إل البيت الأطهار وضعها زائرون قدموا من إيران.
عندما تقترب من المنفذ لاتجد مايشير الى انه بوابة مهمة وتتمتع بموقع مكاني مهم إذ لاتزال منشئاته فقيرة وبائسة رغم إن الحكومة المحلية في محافظة ميسان طالبت بمبلغ 41 مليار دينار لتطويره ، كونه يعد أحد المنافذ الحدودية العراقية المهمة في جنوب البلاد ، لمرور المسافرين والبضائع التجارية.
و أن إدارة هذا المنفذ تقع على عاتق الحكومة ، والتي تسعى لتطويره لما له من فوائد اقتصادية ومالية للمحافظة والبلد .أذلا تتعدى هذه البنايات عن وصف دائرة خدمية بسيطة رغم ان المنفذ شهد توافد أكثر من 108 ألف زائر أيراني لأداء زيارة أربعينية الأمام الحسين (عليه السلام) ،الأمر الذي شكل زخما مرويا وبشريا على طريقة ذو الممر الواحد وحدوث وفيات وإصابات بين الزوار.
هذا الطريق الذي يبلغ طوله 60 كم بدءا من مفرق ناحية المشرح وحتى بوابة المنفذ، يعاني من تخسفات ومطبات تسببت بعشرات الحوادث المرورية التي أدت الى وفاة وإصابة بعض المواطنين المسافرين،وتعرضت أجزاء منه الى القلع والخسف نتيجة المركبات الثقيلة المحملة بأطنان الاسمنت والمواد الغذائية وغيرها من الحمولات الكبيرة القادمة من إيران..الامر الذي دعى الجانب الإيراني ليبدي استعداده لإنشاء السايد الثاني الذي يمتد من منفذ الشيب الحدودي مروراً بمدينة العمارة . ، وبعدها طريق البتيرة الذي يؤدي إلى النجف الاشرف .حيث سجلت هناك حادثة تصادم حافلتين لنقل زوار أربعينية الإمام الحسين ع على طريق البتيرة الذي يربط مدينة العمارة ، مما ادى الى وفاة 10 زائرين ، بينهم إيرانيون ، وإصابة 42 آخرين بجروح . .
المنفذ المقابل على الجانب الإيراني يسمى هذا ب (جذابه ) وكم حاولت أن أجد معنى أو سببا لهذه التسمية فلم افلح الا من إشارات عابرة من ان المسافرالظمأن كان يرى افقا واسعا إمامة وسرابا فيمني النفس بان سيرى ماءا إلا إن الحقيقة (جذابه) وهي تسميه عربية شعبية لها دلالات تاريخية من إن السكان كانوا ولا يزالون عربا .
وتلال - جذابة - بعد ان كانت مسرح للعمليات العسكرية في حقبة الثمانيات أصبحت اليوم مركز استقبال للعراقيين الراغبين بالسفر الى ايران عبر منفذ الشيب, مرورا بالشارع الضيق الذي يؤدي بك الى ناحية ( البسيتين ) أو ما يسمى بالطريق العسكري الذي يوصلك الى المدن الحدودية الايرانية التي اجتاحها القوات العراقية عام 1980 ووصلت الى ضفاف نهر الكرخة مقابل مدينة الشوش حيث دارت معارك طاحنة على تلك الأرض منذ عام 1980 حتى عام 1988 راح ضحيتها مئات الألوف من الطرفين كان أبرزها معارك ( الشوش - دزفول )عام 1982 .
ما أن وصلنا الى المنفذ حتى اوقفنا شرطي يضع عارضة من انبوب ماء كبير صدأ ومعوج ويربط بين تلين صغيرين من صنع جرافة قائلا : قفواهنا واحملوا أمتعتكم الى قاعة المغادرة .وبنظرة إلى البنايات المتقادمة التي لزاما علينا أن نصلها كانت المسافة بحدود 500متر وبطريق متقادم وغير سوي ,و يضطر المسافرون لحمل أمتعتهم او استئجار (ستوتة ) لوضع الامتعه .وقد شاهدت سيدة كبيرة وهي تصعد بصعوبة الى عربة الدراجة .وهي تتمتم بعبارة السخط والاستهجان.
______________يتبع______________

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين باجي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/22



كتابة تعليق لموضوع : مشاهدات في الطريق الى الاحواز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net