صفحة الكاتب : علي الكندي

رحمة للعالمين ..!!
علي الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
واحدة من اهم اسباب التلاقي والتصافي بين افراد المجتمع هو تواجدهم تحت خيمة واحدة، قد تكون تلك الخيمة هي رمز يحترمه الجميع، او مناسبة يقف لها الكل اجلالاً، ولهذا فان المجتمع المدني والمجتمع المتحضر هو من يميل دائما الى تقوية عناصر الالفة وتقويتها، وهذا ما سعى اليه الاسلام في كل ادبياته القولية والفعلية، بغض النظر عن سوء الفهم والتطبيق الذي رافق التجربة الاسلامية منذ بداياتها والى اليوم، مرة عن جهل ومرة عن قصد.
ولعل واحداً من النصوص التي تجمع الوحدة بلباس المحبة والرحمة في القران الكريم هو قوله تعالى ((وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)) حيث إنه جمع العالمين تحت لواء الرحمة الالهية، التي تمثلت بالنبي محمد صلوات الله وسلامه عليه، وكان المطلوب والمفروض ولا زال هذا الفرض ان يقوم كل المحمديون بتفعيل هذا الجانب المهم من الرسالة الاسلامية كتطبيق عملي يومي، بين الافراد والجماعات والشعوب، لأنه المنهج الاساسي والصحيح، الذي كان هو المنطلق النبوي فلم تكن تلك السيرة العطرة التي إمتلات في ايامها الالولى بالوان العذابات والجراح والالام التي كان يتلقاها النبي من قومه الا درساً بليغاً في التضحية والفداء بل من اعلى دروس الرحمة اذ ان النبي صلوات الله وسلوامه عليه تحمل كل تلك النيران من قوم يريد هدايتهم وتعليمهم وجمعهم تحت كلمة واحدة ، وكذلك كانت ثمنا لذلك المنهج، وبالرغم من تلك العذابات الجسدية والنفسية والمحاربة والحصار لم يكن النبي ليبادلهم بما فعلوه حتى يوم قدر عليهم في فتح مكة ، بل طوى صفحة كبيرة ملات عقدا من الزمن بشتى انواع المحاربة والابعاد والاقصاء، بل كان صاحب اول واكبر مشروع للتصالح بين النبي كحاكم عادل وبين شعبه المتمرد العاصي.
فما احرى المسلمون اليوم وخاصة عقلاء الامة ان يتحملوا مسؤليتهم الحقيقي بشكل صحيح واقعي ، من اجل هذا المبدأ والمنهج الالهي والنبوي لردع ورتق كل العذابات والالام التي سببتها التصرفات والافعال الصبيانية والعدوانية والتكفيرية والتي ادت الى صراعات دموية ، ما احرانا جميعا ان نصغي الى مبدأ العقل والمنطق ونستشعر في قلوبنا الرحمة وان نضع ايدينا جميعاً لمنع الظالم والفاسد والقاتل من ان يمارس نشاطه وسط اجواء الغياب التي نعيشها، غياب العقل ودوره في حل الازمات، ليس لشيء وانما كي ننعم جميعا بحياة هانئة هادئة لنا ولاجيالنا .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/19



كتابة تعليق لموضوع : رحمة للعالمين ..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net