صفحة الكاتب : صالح الطائي

قول آمين في الصلاة بين السنة والبدعة
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سألني أحد الأصدقاء الأعزاء من أبنائي على الفيسبوك: ما تقول بقول (آمين) بعد قراءة الحمد في الصلاة الواجبة؟

 

وأقول في جوابي:

اختلف علماء المدارس الإسلامية في التأمين بعد الفراغ من قراءة الفاتحة في الصلاة المفروضة بين من يرى ـ وهم أتباع مدرسة الخلفاء ـ  أنه سنة للإمام والمأموم، مدعين بأنه دعاء بمعنى: استجب يا ربنا، وبالتالي فهو سنة ليست واجبة، يقولها من يقرأ سورة الفاتحة سواء في الصلاة مفردا أم جمعا، وفي غير الصلاة أيضا.

وقد اختلفوا في قولها جهرا أو سرا

فقال بعضهم: يجهر بها الإمام والمأموم في صلاة الجهر ، ويسران أو يخفتان بها في صلاة السر.

وقال آخرون: لا الإمام ولا المأموم لهما أن يجهرا بقول آمين حتى في صلاة الجهر.

وقال غيرهم: يجهر بها الإمام، ولا يجهر بها المأموم

وفي قول رابع هي سنة على الإمام وحده يجهر بها 

وفي قول خامس: ليس على الإمام قول آمين؛ فهي سنة للمأموم.

إن مجموع هذه الأحكام المتفاوتة تم أخذه من الأحاديث التي وردت في الصحاح عن قول آمين، ومنها:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): " إذا أمَّنَ الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ".

وفي مسند أحمد عن أبي هريرة، أن النبي (ص) قال:  "إذا قال الإمام: ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول: آمين، والإمام يقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".

وفي سنن أبي داود والترمذي والحاكم، عن وائل بن حجر، قال: "كان رسول الله (ص) إذا قرأ {ولا الضالين} قال: آمين ورفع بها صوته".

وفي البخاري وابن ماجة عن عائشة: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين"

أما مدرسة أهل البيت فترى أن قول آمين بدعة، وتبطل صلاة المأموم بقوله لا من جهة الزيادة، بل من جهة النهي الوارد بخصوصه، ولا تبطل بأي دعاء، أو ذكر، أو قرآن في أي حال من حالات الصلاة، إذا لم يضر بتوالي القراءة، والذكر الواجب فقد صح عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال: "إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد وفرغ من قراءتها، فقل أنت: الحمد لله رب العالمين، ولا تقل: آمين"، لذا فانّ الشيعة يأتون بالتأمين على دعائهم بقولهم آمين بعد كل دعاء بشرط أن يكون ذلك خارج الصلاة وغير مناف ولا قاطع لها. إن عدم الإتيان بها ليس من جهة اللفظ بقدر ما هي مسألة تنافي الصلاة وصورتها.

وعلى ذلك سار التابعون؛ الذين كانوا يدعون بدعاء ما ثم يقولون بعد الدعاء "آمين" وليس بعد "ولا الضالين" مباشرة، ومنه ما نقله ابن سعد في الطبقات الكبرى [ج6، ص 261] عن أبي حمزة مولى يزيد بن المهلب، قال: كنت أصلي إلى جانب سعيد بن جبير، وكان إذا قال الإمام: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، قال سعيد: "أللهم اغفر لي، آمين". قال: وكان إذا قال الإمام: "سمع الله لمن حمده"، قال سعيد: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرضين السبع وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد". قال: "فربما لم يزل يتكلم بهذا حتى يهوي إلى السجود، فيقول: الله أكبر".

 

وهكذا ترى أن كل طرف منهم لديه دلائل يستند إليها ويوقن بها ويعتقد أنه على صح وغيره على خطأ، وهو مستعد ليقاتل الآخر دفاعا عما يعتقد به بالرغم من أن مجرد اختلافهم مع تأكيدهم على النصوص عينها يؤكد أن موقف كل منهم تولد نتيجة فهمه الخاص لذلك النص ولاسيما منهم من يشتركون في نص واحد بحكمين مختلفين، وبالتالي يبدو الأمر  في ظاهرة مشكلة عويصة لا حل لها، والخيار الأفضل أن يحترم كل منهم رأي الآخر ولا يحاول الاستهانة أو الاستخفاف به، فذلك يشجع كل منهم على قبول الآخر، وهذا يفشي السلام بدل التقاتل والعداء، وهم أولا وأخيرا كلهم يصلون إلى الله لا إلى غيره، وحسابهم جميعا على الله تعالى هو يحكم بينهم بالحق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/05



كتابة تعليق لموضوع : قول آمين في الصلاة بين السنة والبدعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net