صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الحكومة والبرلمان, تقرران العمل بالمجان
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في منتصف ليلة رأس السنة الجديدة, أذهلنا خبر تناقلته الفضائيات المحلية, عن إعلان رسمي, للحكومة العراقية والبرلمان والسلطات الثلاث, بامتناعها عن استلام رواتبها, وكل مخصصاتها, إلى أن تنتهي الأزمة المالية, حيث وقف رئيس الوزراء, ومعه رئيس الجمهورية والبرلمان, ليعلنوا للجماهير موقفهم الصارم, من أنهم كي يحافظوا على الخزينة من الإفلاس, قرروا هكذا قرار, وهو تم بموافقة كل الكتل السياسية, التي جعلت من حب الوطن أولوية.  

لم اصدق ما تراه عيني, فاتصلت بصديقي حيدر سويري, فكان هو بمثل موقفي, متعجب مما يحصل, وقال لي أنها ليلة مباركة, وهذه أول الأمنيات تتحقق.

بعد الساعة الواحدة صباحا, خرجت تظاهرات لتنظيمات الأحزاب, المسيطرة على الحكومة والبرلمان, في مسيرة بكاء ونحيب, على الوطن والمظلومين, معلنين التوبة, عن كل ما فعلوه بالبلد, طيلة العقد الماضي, ونزعوا عنهم بدلاتهم الرسمية, ولبسوا بدلات عمال الخدمات, وهموا بتنظيف شوارع العاصمة, من أدرانهم التي ملاءت شوارع بغداد, معتبرين هذا السلوك دائمي, وليس خاصة بهذه الليلة فقط.

وقرر قادة الأحزاب الكبيرة, إن يهجروا المنطقة الخضراء, وينتقلوا للسكن في المناطق الفقيرة, فقائد الحزب (س), يؤجر بيتا في حي النصر, قرب بيت الاسكافي جبر, وأمين الحزب (ص), يقرر أن يسكن في حي طارق, في بيت بجوار حسون, صاحب عربة يجرها حمار, لنصحوا غدا وقيادات البلد, تعيش مع الفقراء والبسطاء, يشاركوهم محنتهم, وليتحسسوا بالأم الناس. 

بل كان أكثر ما اثأر  تعجبي, في تلك الليلة, هو قيام الوزراء والبرلمانيين والأغنياء والتجار, بتوزيع الأموال على الناس, تلك الأموال التي جمعوها عبر سلوكهم المشين, حيث يسيرون من شارع لشارع, ومن حي إلى حي, وهم يوزعون الأموال, وقد اقسموا إن يبقوا للصباح, يدقوا أبواب الناس, حتى يغتني كل الناس, عند فجر أول أيام السنة الجديدة. 

صحوت على صوت المنبه, مع صداع شديد, كان مجرد حلم, حيث يبدو أن الشاي الذي شربته ليلة أمس, منتهي الصلاحية, وهو من اثر علي , وجعلني احلم بالمستحيل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/31



كتابة تعليق لموضوع : الحكومة والبرلمان, تقرران العمل بالمجان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net