صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الفرق بين البقال عبود والرئيس ألعبادي
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحاج عبود بقال الحي, يهتم كثيرا بعمله, ويتعامل بمحبة, مع كل المتبضعين منه, فألاهم عنده الرحمة, لديه عائلة كبيرة, فأولاده تفوقوا في الدراسة, وكلهم يعتمدون, على ما يحصل عليه, الحاج عبود من رزق, فابنه الأكبر أمير, طالب في كلية الإعلام, والأوسط كامل, طالب في كلية الإدارة والاقتصاد, ويحتاجان لمصروفهما الشهري, كي يستمران بالدراسة, إما وليد الابن الأصغر, بالإضافة لمصروف بناته الأربعة.  
أما جارتهم المسنة أم هاني, فهي مريضة بمرض مزمن, ولا عون لها في الحياة, لوفاة عائلتها بانفجار إرهابي, فكان الحاج عبود يتكفل بتوفير علاجها, ويرسل لها يوميا ما تحتاجه, من بقوليات بالمجان, أحساسا منه بالواجب .
تعرض في عام 2015 إلى أزمة خانقة, فمحله احترق بسبب تماس كهربائي, وفي الحريق احترق رأس ماله, الخمسمائة إلف دينار, التي يتسوق بها, بقي الحاج عبود ليلة الحريق, يفكر مليا كيف يواجه محنته؟
أولا وضع الحاج عبود في أولوياته, إن يستمر بتوفير إمداداته المادية لأبنائه, وحتى جارته أم هاني, من دون أي نقص, فالأرزاق شيء أساسي, لا يجب المساس بها, وإلا كان فاقدا للإحساس والرحمة, هكذا هي تربية البقال تفوق أهل السياسة.
استدان الحاج عبود مبلغ من المال, جعل نصفه للتسوق, لديمومة بضاعته, والنصف الأخر دخل به شريك مع صديق له, مما يوفر له مصدر مالي يسدد به دينه,وهكذا استمرت عجلة زمن الحاج عبود, بنفس الهمة, لم يخل بالتزاماته, وعالج مشكلته, عبر التفكير السليم.
رئيس الوزراء ألعبادي وجيش المستشارين, ممن يتقاضون رواتب خرافية, عجزوا عن التفكير, بحل لمشكلة العراق المالية, جاعلين حل الأزمة برقبة المساكين, ممن يستلمون رواتب, بالكاد هي تفي لمتطلبات حياتهم, فالعبادي وجيش المستشارين لا يفكرون بالآم الناس, ولا يستشعرون الرحمة,  ولا يهمهم كيف يعيش الناس, بل الأهم عندهم إن تكفي أموال الخزينة, لتسديد التزامها للنخبة الحاكمة, من رواتب, وهبات, ومنافع خاصة بهم, ومخصصات, وعطايا, وايفادات, وأجور عمليات التجميل, وأموال لتحسين مستوى معيشتهم!
التفكير نعمة, لكنها يبدوا تغيب تماما, عن حكام العراق وأحزاب السلطة, فمع أن مساحة الحلول واسعة جدا, لكنهم تضيق بأعينهم, لفقر إيمانهم, ويجعلون الحل بظلم الناس.
على ألعبادي وكل النخبة الحاكمة, إن يتعلم من البقال عبود, التفكير السليم, والحلول الرحيمة, التي يبارك الله بها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/30



كتابة تعليق لموضوع : الفرق بين البقال عبود والرئيس ألعبادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net