صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

العراقيون يكتنزون نقودهم في بيوتهم
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أعلن البنك المركزي العراقي، الاسبوع الماضي ان 77% من العملة العراقية المتداولة في السوق مكتنزة في الدور السكنية.

اي ان الدورة الاقتصادية للعملة لا تتحقق في السوق، والعراقي يميل الى الاكتناز النقدي على التوظيف في المشاريع المختلفة وتفعيل الاقتصاد الوطني، وبالتالي تكوين دورة اقتصادية سليمة.

وبرغم مخاطر الاكتناز في الدور السكنية اذ يمكن ان تتعرض للسطو المسلح والسرقة في وضح النهار وكذلك الى حوادث الحرائق المتفشية الا ان المواطن يفضلها على ايداعها في البنوك الحكومية والخاصة.  لم يتمكن قطاع المصارف من جذب المبالغ الضخمة المكتنزة من دون فائدة التي تتآكل قيمتها بفعل التضخم وذلك لان المصارف الخاصة تحولت الى شركات تحويل مالي والمتاجرة بالدولار ولم تسهم في التنمية الاقتصادية بكل اشكالها وانواعها. فهي عزفت بلا مسوغ عن هذه الانشطة الاقتصادية وان كان بعضها يستثمر في سوق العقار الى جانب الايداعات في خارج البلاد والاستثمار في بعضها. كما ان الفائدة التي تمنح على الودائع ما تزال ضئيلة ولا يجازف المدخر فيها.

ان بعضاً من هذه المصارف تفلس على غفلة وتذهب حقوق المدخرين والمتعاملين هباء، ولا يوجد قانون يعوض او يحل المشكلات على وجه السرعة لاسيما ان اغلب الذين يحتفظون بالدينار هم من المدخرين الصغار وليس الكبار الذين يلجؤون الى تحويل هذه المدخرات الى اصول ثابتة او الى العملات الاجنبية خاصة الدولار الذي اصبح التعامل معه يوازي العملة النقدية العراقية. بل ان المشتريات بالجملة والعقارات والسيارات وغيرها من البضائع الثقيلة الاثمان تدفع اقيامها بالدولار او ما يساويه ساعة الشراء.

كما ان ثبات العملات الاجنبية من العوامل التي تدفع نحو التعامل بها على حساب الدينار العراقي.

في ظل الظروف الاقتصادية ولتنشيط الاقتصاد الوطني لابد من البحث في اسباب هذه الظاهرة ومعالجتها من قبل المصارف اولاً وضمان جذبها للاستثمار في المشاريع الاقتصادية الوطنية وانشاء الشركات المختلطة وكذلك انتشالها من حالة الركود الى الحركة بإعادتها الى صناديق المصاريف كي تسهم في تفعيل الاقتصاد الوطني.

ان ما يحرك هذا الرأسمال الضخم غير المتداول الثقة بين المكتنز الذي يفضل الاحتفاظ به في بيته وبين المؤسسات المالية من مصارف وسوق المال, هذه الثقة غائبة تعود من خلال الاجراءات الملموسة والكف عن رفض السحوبات المطلوبة من المدخر بين الحين والاخر من الودائع وحسابات التوفير العائدة له


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/30



كتابة تعليق لموضوع : العراقيون يكتنزون نقودهم في بيوتهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net