صفحة الكاتب : زهراء حسام

وطِّن على حبِّ الوطن نفسك "1"..
زهراء حسام

بعض الدوافع والمشاعر ربما لاتحتاج الى ترويض كي تؤصل بل هي ثابتة بفطرة الإنسان، كمشاعر الحب للمحسنين إليك، ومن جملة المُحسنين؛ بلدك الذي تمتلئ رئتاك من هوائه، ويشتد عودك مما ينبته ترابه..
لكن في ظل بيئة وطني المُتنازَع عليها من قِبل البرّ والفاجر، والإستماته على تجريد أبنائه من هويتهم وعراقيتهم كيما يسهل السيطرة على أرضهم، وفي ظل طبقة سياسية تُقدّم كل المصالح على مصلحة من انتخبهم، الأصوات التشاؤميّة الجاعلة من العراق بلداً نحساً لايُرتجى منه الخير، وربط سكان حاضره بسكان ماضيه وأنهم هم من خذلوا علياً وحسناً وحسيناً!؛ ستُدرس هذه العُلقة الفطرية لاجَرَم، أو تُصبح هشّة؛ فتحتاج لبعثٍ من جديد، هنا؛ لابد من كيفيّة للبعث، وباعث لها..
السبيل للبعث وإعادة بناء الذات الوطنيّة [وغيرها] في هذا الحديث العظيم للإمام الصادق -عليه السلام- : "مَن لم يكن له واعظٌ من قلبه، وزاجرٌ من نفسه، ولم يكن له قرينٌ مرشدٌ، استمكن عدوّه من عنقه" [بحار الأنوار]..
نأتي الى هذه المراحل تِباعاً: الإرادة القلبية [واعظٌ من قلبه، وزاجرٌ من نفسه] تناشده بحب وطنه، خصوصاً حينما يتكاتف الجميع ضدّه، ويغرق في أوحال الفساد، ساسة الأوطان جميعهم يبتغون مصلحة أوطانهم، حتى عبّاد الأبقار!، إلا القيّمين على وطني يبتغون مصالحهم ومصالح بلدان اقليميّة ودوليّة طابت لهم وطابوا لها..
حب الوطن ليس أنانيّة، سيّما بلد كالعراق قد إختاره الله مهبطاً للأنبياء والأولياء، وواجهة للحضارات، لابأس بحبه بضميمة على أن لاأعمل لأجل هذه الضميمة وأنساه هو..
لا يعني أني أرسم حدوداً وهميّة حينما أنكفِئ الى مصلحة وطني وأُعرِض عن مساومات البقيّة [زاجرٌ من نفسه]؛ بل يعني أن لاأضحي برجالي وعرضي ومقدساتي في سبيل مصالحكم، حينها يعزُّ على الجميع الإستمكان من عنقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهراء حسام
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/29



كتابة تعليق لموضوع : وطِّن على حبِّ الوطن نفسك "1"..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net