صفحة الكاتب : صالح المحنه

بعد هزيمة داعش على الأرض ...مَنْ يُهزم دواعش السياسة؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتوهّم مَنْ يعتقد ويختزل خطورة الفكر التكفيري الداعشي التدميري  برجل الميدان الذي  يرتدي الزي الأفغاني أو بصاحب الشعر الطويل والرائحة النتنة واللحية القذرة فقط ... بل هناك الكثير من حملة هذا الفكر الإجرامي أو مايساويه في الإجرام ويخالفه في الأتجاه ، يحتل مواقعا مهمّة في الدولة ويؤدي أدواراً  متعددة ، فالسارق لايختلف عن الإرهابي ولايقل عنه إجراماً وخسّة ، كلاهما يقتل ويدمّر مستقبل الأجيال ،هؤلاء لهم أشكال مختلفة ومذاهب متفرّقة تغلغلوا في مفاصل الدولة بعناوينهم السياسية والبرلمانية وبمظاهرهم الأنيقة تُحيط بهم الحمايات والسيارات المصفحة وسكنوا القصور والبنايات الضخمة وكل ذلك على حساب الفقراء المهدورة أموالهم والمسفوكة دماءهم ... لهم واجبات ووظائف حسب مواقعهم وأهمية وجودهم وقوة تأثيرهم في ماتصل اليه ايديهم، وأن حرصوا على أن يستبطنوا نواياهم في الأقوال ويظهروا ماليس فيهم ، ولكن سرعان ماتفضحهم أفعالهم ، فرائحة العمالة  وطفح الخيانة تشوّه  وجوههم مهما تستروا ، هؤلاء هم العدو الأكبر للعراق وللعراقيين الذي يجب محاربته وإستبعاده  من خارطة السياسة العراقية ، فلول داعش الإجرامية بأشكالها التقليدية وأسمالها المعروفة محاصرة اليوم ومندحرة في الأنبار ومهزومة أمام ضربات القوات المسلحة وأبناء الحشد الشعبي ورجال العشائر مع ماتعانيه المنظومة السياسية والعسكرية من خلل كبير ينخر في مفاصلها ، من الفساد بكافة أشكاله وتنوعه الى تغلغل بعض الداعشيين في الدولة وبعناوين شتى ، الى كثرة الملوّثين طائفياً والمتعفنين تأريخياً ...الى  مايبثّه البعثيون والخاسرون والعملاء من إشاعات وفتنِ بين أبناء الشعب ...مع كل هذه العقد وهذه الأخطار نجحت إرادة العراقيين في دحر الإرهابيين في الميدان  ...وهذا النجاح هو إستحقاق للعراقيين الشرفاء الذين رفضوا إحتضان هذا الفكر الطائفي الجرثومي ...ولكن تبقى الخطورة الكبرى كامنة في المنظومة السياسية تلك التي أسلفنا القول حولها وعنها ، ...وهذه الخطورة للشعب العراقي رأيٌ في دحرها ورايٌ مهم ...وسأبدأ بشطره السني...  للأسف الشديد توهّم بعض أبناء السنّة العراقيين وبضغط من سياسييهم اللصوص وتجار الدم ومن بعض رجال الدين أصحاب العقول المتعفّنة طائفياً الذين حرّضوهم وشجّعوهم على فتح بيوتهم للدواعش المجرمين بحجة الدفاع عن أهل السنّة ومحاربة الروافض ...توهّم  هذا البعض وأمتثل لدعوات الطائفيين.. وأطاعوا ساداتهم وكبراءهم فأضلوهم السبيل...بل ضيّعوا كل شيء وحولوهم الى نازحين ومهجرين تحت رحمة الصدقات والهبات التي كانوا في غنى عنها ولها ....لولا وقوعهم في شبك دعاة الفكر الوهابي المقيت ودعوات إمراء السوء ومشايخ الفتن والإحتراب الذين فرّوا الى منتجعات الدول المجاورة وبعض سياسييهم في قصورهم البغدادية محصنين بالحراس والخدم ، أتمنى أن هؤلاء الضحايا قد إستوعبوا الدرس القاسي ويغيروا فهمهم المغلوط وإعتقادهم الظالم بعداوة الروافض ..أما الشطر الشيعي أقول للأسف رأيهم لم يكن حاسما واغلبهم خدعته الحزبية والدعوات الطائفية الكاذبة التي سُخرت لحصاد الأصوات فأُعأدوا إنتخاب السرّاق والفاشلين ولعدة مرات على مستوى النواب والمحافظات... أكثر من 12 سنه والفقر والموت ملازمهم ببركة قادتهم الفاشلين ..أتمنى أن يتحرر الصوت الشيعي من الهيمنة الحزبية والطائفية ويترفع عن بيع صوته بأبخس الأثمان ليهديه لمن لايستحق ولايساوي جناح بعوضة.وأخيرا أقول لايكتمل النصر بتطهير ارض العراق من داعش مالم تُطهّر المؤسسة السياسية من السراق والخونة وممثلي داعش وأشباههم فكلا العدوين هم آفة الخراب والدمار الذي وقع في العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/29



كتابة تعليق لموضوع : بعد هزيمة داعش على الأرض ...مَنْ يُهزم دواعش السياسة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net