صفحة الكاتب : رسول الحسون

تداعيات التدخل العسكري التركي
رسول الحسون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 معلوم ان المصالح على مختلف عناوينها تعتبر البوصلة الأساسية في تحديد العلاقات الدولية ومحرك توجهاتها باتخاذ المواقف السياسية ، لكن رغم المصالح الكبيرة بين العراق وتركيا والمشتركات العديدة التي تربطهما ، إلا إن الساسة الأتراك انتهجوا سياسة تصعيدية تقاطعية باستمرار مع العراق والتعامل معه بازدواجية واضحة ، في الوقت الذي تحاول فصل المناطق الكردية في الشمال السوري ببناء جدار عازل بعد فشل مشروعهم بإقامة المنطقة العازلة ، نراها في الجانب الكردي العراقي  لها علاقات متنامية مع إقليم كردستان  ولم تتأثر رغم تجاوز طيرانها المستمر في قصف المناطق الشمالية ، بل على العكس هناك  الصفقات الاقتصادية الكبيرة بينهما في جانب تسويق النفط والغاز الكردي عبر أراضيها وشركاتها رغم مخالفتها لرغبة الحكومة العراقية المركزية ، لكن الأمر أصبح أكثر خطورة بعد التدخل غير الشرعي السافر الأخير بالشأن العراقي  بدخول قوات عسكرية تركية ووصولها الى مشارف محافظة نينوى ، مما يعتبر خرق وانتهاك لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لعدم التنسيق مع الحكومة العراقية ، مما يقطع الشك باليقين إن فشل المشروع التركي في سوريا بعد المشاركة الروسية في الصراع هناك ، يفسر إصرار القيادة التركية على إيجاد البديل لتحقيق أهدافهم التي تتناغم مع بعض سياسيٍٍنا المأجورين من خلال انتهاك السيادة العراقية رغم قرار مجلس الأمن وتنديد الجامعة العربية الأخير ،  مما يعطي  دلالات خطيرة وإبعاد تتجاوز التصريحات التركية التبريرية ، حيث تزامن ذلك التدخل بعد إعلان القيادات العسكرية والسياسية العراقية القيام بعمليات عسكرية كبيرة لطرد الدواعش  من مناطقنا في الرمادي والموصل ، مما يعطي دليلا  واضحا لا يقبل النقاش إن ذلك التدخل لم يأتي إلا  بعد المعرفة التامة إن لعبة داعش الدولية في فصولها الأخيرة  وان خاتمتها  مع مشروعهم بتقسيم العراق وتخطيطهم بسرقة ثرواته قاب قوسين او ادني ستكتب نهايته على أيدي أبناء العراق ، وهذا يعطي تفسيرا للتخبط الواضح في تصريحات المسؤولين الأتراك  حيث قالوا في بداية تدخلهم أنها لمهام تدريب البيشمركة الصديقة وبعدها تبدل بإنها لحماية المدربين الأتراك وأعقبها انسحاب  تلك القوات وثم نفي على لسان الرئيس التركي ورئيس وزرائه وبعدها استبدال لقوات متواجدة سابقا هناك وأخيرا الانسحاب إلى محافظة دهوك ، ولكن الحقيقة المرة بالنسبة لنا ولابد أن نقولها ان التجرؤ والتجاوز على العراق ، لم يكن لولا  التقاطع والتضاد بين سياسينا حيث  لم يبقى في قاموسهم خط احمر بما يتعلق بكرامة وسيادة العراق والسماح بان يكون  ارض خصبة لكل من هب ودب  بان يجد له دور في ساحة صراع المصالح وتصفيتها على ارض العراق  .    
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول الحسون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/26



كتابة تعليق لموضوع : تداعيات التدخل العسكري التركي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net