صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

دودة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
على العشب الأخضر يستلقي الأسد مطمئنا هادئا بعد أن شبع من الفريسة ولم يبق منها سوى القليل، كان المساء قد حل للتو، وكانت اللبوة المفعمة بالحيوية والرغبة بمليكها الأسد تمسح بشفتيها على جلده الأملس، وقد أخذت حصتها بالكامل فهي زوجة الملك يعني هي الملكة المتوجة التي لاقرار يعلو على قرارها سوى قرار الأسد القوي المسيطر.
كانت الفريسة ثورا بريا سمينا إحتوشته الأسود وإنهكته بعد أن جرى طويلا ثم إنفصل عن القطيع وصار وحيدا يعدو بلاأمل فقوته تخور ولم يعد ممكنا النجاة وليس له من امل في البقاء شوى ان يقاوم حتى النهاية ثم يستسلم لقانون الطبيعة القاس المتجبر الذي يجعل منه على الدوام فريسة معدة للإلتهام من قبل الوحوش في البرية، كانت الضباع وبنات آوى تتقاسم مابقي من الثور البري، وكانت الطيور الجارحة تحلق في السماء صبيحة اليوم التالي لتحاول النزول عندما تحين الفرصة لتنال حصتها، وكانت الديدان في الأرض تنتشر وكأنها تعلم بالحدث الكبير في الجوار، وصارت تجتمع من جهات عدة وتتقدم جهة العظام وبقايا الجلد ومايمكن أن تزهد فيه تلك المسميات لتعتاش عليها وتحصل على طعامها المقسوم.
تبدو البلاد العربية مثل ذلك الثور الذي نهشته الأسود والضباع والطيور الجوارح والديدان ومايمكن أن يكون قد إستغل الفرصة السانحة، بينما الدول الكبرى العظيمة هي تلك الوحوش الضواري التي إصطادت ذلك الوطن ونهشته وجعلت منه طعما وطعاما يستساغ. فالوحوش والدول الكبرى قد أخذت ماتريد من جسد ذلك الوطن وتوزع لحمه بينها واللحم هو تلك الخيرات من نفوط وزروع ومياه ومعادن وسياسات ومستقبل، بينما يجئ الناهشون الذين يشبهون حال الديدان والطيور والضباع الذين يتمثلون بدول الجوار والدول الإقليمية التي تطمع بخيرات تلك الأوطان المقهورة، ولايكون من وصف للصوص المحليين والساسة إلا ان يتصفوا بصفات الدود حيث يتناولون مابقي من طعام لاقيمة له سوى إنه يسد ثغرة الجوع، بعد أن راقبوا من بعيد كيف تنهش أوطانهم ولتكون نفوسهم الدنيئة حاظا لهم على الإسراع الى الجثة ونهشها دون النظر في حال البقية من الديدان أو المواطنين.
هذا ماجرى بالضبط للعراق الذي إحتلته أمريكا، ونهبته الدول الكبرى والصغرى، بينما قام الفاسدون فيه بدور الدودة الشريطية التي تلتهم داخل الأمعاء.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/25



كتابة تعليق لموضوع : دودة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net