صفحة الكاتب : سعد عبد محمد

مدينة من ورق في جمهورية الخوف قد تكون كلماتي تلك اشبه بالخاطره لكن فلندقق ونراى
سعد عبد محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا تنطق...! بل لا تحاول أن تتكلم ...! بل حاول أن تقتلع لسانك،.. !، لا تحاول أنّ توّحي لأن الإيحاءات باتت تشكل خطراً على أمن الدولة !، لا تحاول أن تتفوه بكلمة بل لا تسكت! لا نهما أصبحا يُرعبا السلطان ، اطفي الأنوار لأن الضوء قدْ يصنع خيال ومن عادة الخيال أن يكُثر الأعداد وذلكَ الشيء أكيداً يُرعب السلطا...ن .
جمهورية كانت منطلقة على تأسيس تلك القوانين وسنها وتشريعا بدستور لربما استخدم واُستخدمت به أدق التفاصيل لتكَ الجمهورية ولتلكَ المدينة من جمهورية أفلاطون لكن بتغير الرمزية فقط .
أصبحَ الناس هاربون منها وهاربون من كل شيء حتى انه أصبح الشعار المُعلن لعدم المواجهة ِ ، لان الشيء بحد ذاته كان من المفترض قدْ يرهب السلطان فكان الناس هاربون من كل شيء قد يحاول أن يزعج السلطان القوي !بل أن الشيء كانَ يُعتبر ناقوس خطر كانت دقاته تشكل صوت إرباك على عرش السلطان،وسياسته ، وراحَ ضحيتها الشعب الفقير الذي لا حول َ له ولا قوة ، وتفاقمت الحالة حتى أعطينا أناس وأُناس ،،والذي لمْ يتوفاه الله فقد أعطى سنوات كثيرة من عمره أمثالي... ،،وكان قدرنا ان نسكن سنوات في مدينةٍ ورقيه لا تحمينا من عصف الرياح ولا برد الشتاء ولا حرارة الشمس بجمهورية لا نعرف من دستورها الاّ الخوف قائدها وسلطانها جلالة الملك والسلطان والأمير يُعاني من فوبيا (الرهاب) الكل ، أي من الناس ومن الطبيعة والهدوء والسلام، كانت القاعدة الأساسية التي أرست قواعد تلك الجمهورية هي قاعدة الشك ومبدأ الشك أي ان الكل من المحتمل قد يتآمر على السلطان وعلى الدولة وبالنتيجة قد قبعنا بهمنا بتلك الجمهورية لكن لا نعرف كيف استطعنا تحمل تلك السنوات! حتى بات الخوف فينا دواء لكل داء فينا وفي بعض الأحيان يكون الخوف الطعام الذي يشبع بطوننا ولربما كان في يوم من الأيام اقرب من ذلك، ،ومن كثرة ما استخدم ذلك النظام من برامج تخويف في تلك السنوات ولربما لحد أمس القريب واستخدام وسائل الإعلام التي كانت تتمتع بخبره في زرع الشك في نفوسنا ولإقناعنا بأننا مراقبين ، بل أصبح الخوف أصبح كضمير فينا يوجس الخيفة فينا ، عشنا في سنوات سبات طويلة كلما حاولنا أن نستيقظ منعنا خوفنا الذي كان يعمل كعازل بيننا وبين الحقيقة التي لمْ نستطع رؤيتها بل وان رأيناها لا نستطيع فعل أي شيء، وبقينا في مدينة الورق سكانها الحروف والكلمات لا يمكن أن تكبر تلكَ المدينة لتكون جمل فسرعان ماينتقص عددنا وعديدنا،كلما ساءت الأحوال صرخنا وملئ أفواهنا الدمْ والكمْ ، أي كمامة تحاول خنق الأصوات وبالفعل قد خنقت الأصوات حتى ملئ الثغر دم وحاولنا ترجمة الحروف لتكون كلمة واحده هي((صــــــــه)) ورجعنا لنرسم بدمنا على ورقنا الذي هو مدينتنا كل ما نتمناه بل وما نخاف منه حتى أنا بدأنا نحلم بصمت ، فمن بين الخيالات التي لا يمكن أن يطلع عليها هاجسي لأنها تشكل خطر أو قد تُحسب محاوله انقلاب على دولة السلطان (( رعاه الشيطان)) رغم أنني ساكت لا أتكلم في مدينتي الورقية بجمهوريتي العريقة مع العلم أني اعرف انه غير مسموح التصريح بالأحلام،، لكنني حاولت التصريح بحلمي لكن لعيني فقط !!!
فوجدتُ نفسي إمبراطور أعيش في زمن به التقنية هي الفيصل والسياج الأمني والعلاج لكل الكوارث الطبيعية والاصطناعية به التقنية سبب الازدهار الاقتصادي..............
حاولت أن ارسم كُل شيء وعشت بكل شيء وهذا كانَ ضمن تفريغ ما كنت أتمناه وكأني حققت ذاتي وحققت كل ما أريد وجعلت العالم يعيش تحت لوائي وأنا إمبراطور في حياة هانئة سعيدة حتى أني استشعرت وكأني كهلت في زمن الرواج والانتعاش الاقتصادي الذي دام لسنوات كثار وأنا بها أقود العالم ..
لكن الشيء الذي فاجئني وجعلني لمْ أحاول أكمال الحلمْ وأعيش كإمبراطور يحقق السعادة للعالم ، كنت مرعوب حتى في حلمي الذي كنت احلم به في اليقضه رغمْ لم يوجد شيء قريب يمكن أن يشعر بيّ أني في حالة حلم سوى نفسي ، لكن مبدأ الشك الذي توغلَ في نفسي جعلني اشك بأنه احد يراقبني وبالنتيجة سوف أُعدم شنقاً حتى الموت، بل سرعان ما تذكرت الخوف الذي شاع بين ظهرانيه الجمهورية الذي أعيش بها حتى تلك التي حاولت أن احلم بها لان الخوف قد نفذ إلى الأحلام ، بل أن الشك والخوف بات واضح للعيان حتى في اللوحات التي نحاول أن نرسمها في أذهاننا لا على جدران المنازل،ورجعت مسرعاً إلى ترك ذلك الحلم ومسح ذلكَ الرسم كي لا أعيد تلك المدينة الورقية وتلك الجمهورية التي اسمها جمهورية الخوف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد عبد محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/28



كتابة تعليق لموضوع : مدينة من ورق في جمهورية الخوف قد تكون كلماتي تلك اشبه بالخاطره لكن فلندقق ونراى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net