صفحة الكاتب : ضياء المحسن

اردوغان؛ الحشد الشعبي في الميدان..!
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إستند أردوغان في دخوله الأراضي العراقية، الى إتفاقية كانت موقعة بينه وبين النظام السابق، لمنع تسلل حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل منذ سنين طويلة للحصول على حكم ذاتي، كالذي يتمتع بها أكراد العراق منذ عام 1974، وبغض النظر عن مقبولية أو عدم مقبولية هذا الإستناد، فإن السيد أردوغان ينسى أو يتناسى، أن المعطيات السياسية تغيرت كثيرا بعد سقوط نظام صدام حسين، ومجيء حكومة منتخبة من قبل الشعب العراقي.
حاول العراق بادئ الأمر أن يتلافى التصعيد مع الأتراك، وذلك من خلال تنبيههم الى خطورة الخطوة التي قاموا بها، لكن التعنت التركي تصور بأن هذا الفعل إنما هو ضعف من الحكومة والشعب والقوات المسلحة العراقية.
هنا يبدو أن الأتراك ينسون كيف أن 160ألف جندي أمريكي إحتلوا العراق بعد سقوط نظام البعث، وكيف أن رجال المقاومة العراقية لقنوا هؤلاء الجنود درسا قاسيا، بعدم دخول الأرض العراقية؛ العصية على غير أهلها، وللتذكير فقط أقول للسيد أردوغان بأن خسائر القوات الأمريكية قبل خروجها صاغرة من أرض العراق تجاوزت الأربعة ألاف جندي، هذا عدى عن سبعة عشر ألف معاق، وأكثر من ثلاثين ألف جريح، الأمر الذي إضطرت معه حكومة الولايات المتحدة على سحب القوات الأمريكية، كل هذا والعراق كان بدون حكومة حقيقية أو جيش يدافع عن أرضه.
السيد أردوغان هل تتحدى العراقيين في عقر دارهم؟ هل تعرف معنى أن تتحدانا؟ يبدو أنك لا تقرأ التأريخ بصورة جيدة، أو أن مستشاريك ومن سولت له نفسه بيع العراق، صور لك الأمر بأنه مثل نزهة على خليج البسفور، أو السير في ميدان تقسيم، مع أن ميدان تقسيم وضع أنوفكم في الوحل، فيا سيد أردوغان لا تتحدى العراقيين، هل تعرف لماذا؟ سأقول لك لماذا.
بوجود فصائل الحشد الشعبي التي تقاتل داعش، ومن يقف وراءها، فإنك لن تستطيع البقاء على أرض العراق أكثر مما بقيت الى اليوم، ذلك لأننا شعب نتوكل على الباري عز وجل أولا، ثم إننا شعب تمرسنا على الحروب منذ عام 1975، فيما أنتم لم تحاربوا منذ الحرب العالمية الثانية، وأتذكر أنه عندما دخلت قوات عاصفة الصحراء لتحرير الكويت عام 1991، أصدر الرئيس التركي أنذاك توركوت أوزال، أمرا الى الجيش التركي للتوغل في الأراضي العراقية، كان جواب رئاسة الأركان التركية حينها، أن القوات التركية لن تصمد في الأراضي العراقية أكثر من أسبوعين.
السيد أردوغان أن تعكزكم على داعش ومطاردته، يعني أنكم عقدتم حلفا مع داعش، ذلك لأن جميع المعطيات تؤكد ذلك، فهذه حليفتكم الولايات المتحدة تؤكد على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأنه على الأتراك ضبط حدودها وإيقاف تمويل داعش، وإيقاف تدفق المقاتلين الى سوريا والعراق، وهو إتهام خطير يضفي نوعا من الشك في نواياكم تجاه الأرض العراقية.
السيد أردوغان كلمة أخيرة وكما يقول المثل الشعبي (خليها ترجية بأذنك) العراقيين لن يسمحوا لك بالبقاء على الأرض العراقية، وجنودك ستعود جثث الى عوائلها، عندها لن تبق يوما واحدا في السلطة.
ولات ساعة مندم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/19



كتابة تعليق لموضوع : اردوغان؛ الحشد الشعبي في الميدان..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net