صفحة الكاتب : فلاح العيساوي

قاطع الطريق والتوبة النصوح
فلاح العيساوي
قرر رجل كان يقطع الطريق على الناس إن يتوب توبة نصوح وخالصة لله تعالى بعد إن قتل هذا اللص السارق تسعة وتسعين رجلا !!...
قرار الرجل جاء من قلب صادق ونادم على أفعاله السيئة والقبيحة ولجهله وأميته لم يكن يعرف كيف يتوب ويستغفر رب العالمين لذا ذهب إلى عالم المدينة ومرجع الناس في أمور الدنيا والدين وكان هذا العالم قدوة العلماء الإعلام وبالعلم والورع والتقوى وخوف الله ومخالفة طاعة النفس والهوى وتغليب طاعة الله والورع عن محارمه لهذا فاز بالعلمية والدراية والمعارف الربانية وحب الناس والتزامهم بتعاليمه وفتاواه ...
كان العالم يجلس في داره يستقبل الوافدين لزيارته وسؤاله في شتى الأمور فدخل عليه قاطع الطريق بعد خروج الناس من عند العالم تقدم قاطع الطريق وجثا عند قدمي العالم وأراد إن يقبلهما فمنعه العالم وقال أيها الرجل: لا تفعل !!.. فأعتذر الرجل وانكب على يدي العالم وقبلها بعد اخذ ورد...
فقال العالم: تفضل أيها الرجل هل لك حاجه اقضيها لك..
فبكى الرجل بكاء الثاكل وهو يروي على العالم قصصه وإخباره وأحواله وقراره بالتوبة وطلب المغفرة من الله 
فقال العالم: يا أخي أن تبت تاب الله عليك وهو التواب ويحب عباده التوابين...
فقال الرجل : أيها العالم الجليل انا لا اعرف كيف أتوب واستغفر وحضرت عندك لتعليمي كيف أتوب وبشرط إن اعرف إن الله قد قبل توبتي من خلال علامة واضحة !!!...
فكر العالم كيف يرد على قاطع الطريق الذي اخبره انه سارق وقاتل وقد قتل تسعة وتسعين رجلا وقد لا يتوانى هذا الرجل في قتل العالم إن لم يجد له إجابة لطلبه الغريب تقنعه !!...
 
لهذا فكر العالم بجواب وفكرة مقنعة وذكية لهذا الرجل القاتل...
 
فقال العالم : أيها الرجل خذ شجرة (( فسيلة  )) صغيرة واغرسها في المقبرة الكبيرة واجلس إمامها وقل ( اللهم اغفر لي وتب علي برحمتك التي وسعت كل شيء يا غافر يا رحمن يا رحيم  ) وتعهد بسقيها وان طالت المدة فلا تيأس من روح الله فاليأس من روح الله اكبر الكبائر وأعظمها خطرا ويؤدي إلى الكفر والإلحاد .
سمع قاطع الطريق كلام العالم فذهب واحضر فسيلة واتى إلى المقابر وقام بغرسها وسقيها بالماء وجلس عندها يبكي وينوح الليل بأكمله إلى الصباح وجاء اليوم الثاني والفسيلة فقدت نظارتها والرجل يتعاهدها ويسقيها إلى تمام اليوم الثاني والفسيلة أحوالها لا تسر الناظر ...
وفي عصر اليوم الثالث جاء مجموعة من الناس لدفن فقيدهم في المقبرة والميت كانت فتاة جميلة بعمر الزهور ماتت اثر مرض عضال فدفنوها ومضوا إلى حال سبيلهم...
والرجل كان جالسا يشاهد دفن الفتاة وبقي جالسا إلى منتصف الليل على عادته وفي لحظات تعب وإجهاد هدئ الرجل خلالها فلاحظ وسمع وقع إقدام وإذا بغريب جاء إلى قبر الفتاة وقام بنبشه وحفره واخرج الفتاة الميتة وكان قاطع الطريق يراقب هذا النباش وما يفعله حتى قام النباش بنزع الحبرة وبعدها نزع الكفن وانبهر النباش بجمال الفتاة الميتة وأراد بها السوء والفاحشة وعمل المنكر !!!...
فغضب الرجل وأسرع ووقف على رأس النباش وقال له أنت جئت تسرق فدع الفتاة الميتة ولا تفعل بها المنكر أيها الساقط !!..
وقال النباش وهو غير مكترث بقاطع الطريق ومن أنت وماذا تريد والأفضل لك إن تذهب من هنا حفاظا على حياتك !!..
فغضب قاطع الطريق وقال في نفسه إن هذا النباش يستحق الموت ولا ضير إن أصبح المقتول رقم مائة وان الله لم يغفر لي لهذا الحين فالفسيلة لم تصبح نخلة باسقة وبعد قتله أواصل التوبة والاستغفار فضرب النباش وقتله وقام بتكفين الفتاة ودفنها ثم قام بدفن النباش الحقير !!!...
ثم عاد الرجل إلى فسيلته فوجدها قد أصبحت نخلة باسقة ومثمرة فأسرع الرجل إلى العالم ودخل عليه وهو فرح مسرور واخبره إن الفسيلة أصبحت نخلة كبيرة وطلب من العالم إن يرى بنفسه الأمر فأطاعه العالم خوفا على نفسه وذهب معه ورأى النخلة فقال العالم أيها الرجل كيف حدث هذا الأمر أنها معجزة!!!...
فروى الرجل قصة النباش ونبشه لقبر الفتاة وإصراره على عمل الفاحشة المحرمة بالفتاة الميتة وعند نهيه تجبر واستعلى، فقتلته ودفنته وسترت الفتاة ودفنتها...
فقال العالم سبحان الله العظيم الغفور الذي غفر لك وتاب عليك لقتلك ذلك السافل وسترك وحمايتك لتلك الفتاة الميتة. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/27



كتابة تعليق لموضوع : قاطع الطريق والتوبة النصوح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net