صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمة بلا دولة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أمم الدنيا تعيش في دولة إلا أمة العرب فهي أمة بلا دولة!!
فالعرب أمة عاجزة على أن تكون في وعاء دولة , وعلى مدى القرن العشرين وحتى اليوم فشل العرب في إقامة كيان الدولة بمعانيه السيادية والإقتدارية , وإنما إرتضوا صيرورة الكينونات التي تسمى أقطارا أو أوطانا , وهي منقوصة السيادة ولا وجود فيها  لكيان الدولة ومؤسساتها  , بل مضت تتدحرج في دروب التشظي والتناثر , وفقا لإرادات فردية وحزبية وعائلية , حتى وصل بها الأمر إلى أن تمعن في التفتت , فتجعل من أسباب قوتها مؤهلات ضعف وضياع.

فحال العرب لن يتغير لأنه يمضي في طريق منحرف ومعوج , ويحيد عن الطريق الواضح المستقيم  , الذي يستدعي وضع جميع الطاقات والقدرات في وعاء الدولة العربية الواحدة أو المتحدة.

وبما أنهم لا يريدون التفكير مثلما تفكر البشرية في عصرنا العولمي الحيتاني الطباع , فأن الحيتان ستتحاوطهم وسيعيش كل كيان في بطن حوت , يهضمه ويمزقه ويحرر ما فيه من الطاقات للحفاظ على قوته وسطوته.

فكل مقسم يتقسم , لأنه قد صار هدفا لإنزيمات الهضم الحضاري , التي تتسبب في تحويل الهدف إلى مواده الأولية القابلة للتمثيل الغذائي في بدن الإقتدار الفاعل.

ومن الواضح أن إنزيمات الإتلاف الحضاري تسعى إلى تحويل العرب إلى موادهم الأولية وتفتيت اي كيان مقتدر فيهم , ويتم طبخهم أيضا وتقديمهم أطباقا على موائد المفترسين الجياع , المنهمكين بصناعة أحابيل الشرور والصراعات الكفيلة بصيد ثمين ووفير.

هكذا هي أحوال العرب , وناعور ويلاتهم الذي يغرف من دمائهم وأحلامهم وحقوقهم , ويسكب في رمضاء الوجود السقري الفيحاء , وما إستيقظوا وإستفاقوا من مأزق العدم والتصاغر والتداعي والإنهيار في أحضان الطامعين , المكشرين أنياب وعيدهم والرافعين مخالب أحقادهم المتوثبة للإنغراز في عيونهم المشوهة بالقذى!!

فهل سندرك أن العزة والسلام والإستقرار في الوحدة والإتحاد , والتواصل الإيجابي ما بين الكيانات العربية , التي عليها أن تخرج من بطن حيتانها وتكون مع بعضها قوة كبيرة وكتلة عظيمة تهابها جميع الحيتان؟

هذا تساؤل فشل العرب عن الإجابة عليه على مدى عقود , لكن مصيرهم اليوم أصبح على شفا النهايات المؤلمة , وما عليهم إلا أن تتشابك أياديهم وعقولهم وقلوبهم , لكي يكونوا أكبر من أية حفرة وخديعة وفم ومؤامرة  , فالقطيع المتماسك تهابه الذئاب والأسود , فكيف بأسودٍ متماسكة وإرادات متفاعلة , متنورة بقوة الإتحاد والمصير المشترك والمصالح الثابتة الواضحة الواحدة؟!!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/18



كتابة تعليق لموضوع : أمة بلا دولة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net