صفحة الكاتب : محمد هامل

جنود السلطان في الموصل
محمد هامل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كنت أنتضر نهاية هذا المشهد الهزلي من مسرحية الازمات حتى أكتب مقالتي هذه , اليوم بدأ الاتراك بالإنسحاب من الموصل الى كردستان ( من العراق والى العراق ! ) وعلى ما يبدو ان هذه الازمة أغلقت بإنتضار أزمة جديدة !.
السؤال الذي يطرح نفسه ويخطر على بال  الكثير مثلي : ما الذي جنته تركيا ؟ أو بصياغة إخرى  ما الغاية من من أقحام انقره إنفها ؟ 
وكالعادة بدأ السفهاء  بصنع روايات ما انزل الله بها من سلطان منها  عن الامام علي ع مخاطبا ابنه الحسن ع :يابني اذا جاشت عليكم جيوش الترك ابشركم بظهور قائم ال محمد!!! وكم مرة جاشت علينا ؟
بعيدآ عن علامات الظهور التي يتمسك بها الضعفاء في تحليل هذه الازمة والدوافع ,هناك أحتمالات كثيرة مبنيه على الظن والبحث والمتابعة والتحليل والربط بين الاحداث قد تشكل الجواب على السؤال إعلاه : 
الاحتمال الاول : مثلما يعرف الجميع أن الشرق الأوسط يشهد صراعات منذ عقود وأرتفعت حدتها بعد الخريف العربي ( عفوا  أقصد الربيع العربي ) حتى مع  تبدل اطراف الصراع . 
هناك مثلث بثلاث قمم جميعها مرشحة لحسم المعركة بصالحها , القمة الاولى تركيا – قطر والثانية السعودية- الامارات والثالثة أيران-سوريا  , وخلف هذه القمم جبال ضخمة تدعمها في صراعاتها ومنها أمريكا وروسيا ودول أخرى  , هنا العراق أشبه بالوادي تحيطه الاطراف من كل الجهات (في وسط المثلث ) ,  لكل طرف هالة أعلامية ضخمة تجعله مقدس( او كما يسميه البعض بالفرقة الناجية)  بنظر أتباعه وجناح عسكري مدعوم بصورة مباشرة او غير مباشرة يملك أسلحة حديثة صرفت عليها المليارات .
ما أقصد من هذه المقدمة التوضيحية هو أن هذا الأحتمال ومن المؤكد أن يكون كذلك بأنه جزء من هذا الصراع الناري وأبتزاز من قبل الطرف التركي للطرف الايراني خاصة بعد الأتهامات المتبادلة بين الطرفين .
الاحتمال الثاني : الروس أكدوا أن الاتراك يعينون داعش على تهريب النفط والاستفادة ماليا من داعش والامريكان يؤكدون صحة كلام الروس بصيغة رومانسية محاولين أبعاد اردوغان وحكومته عن الأتهامات الموسكوية , ويمكن الاستنتاج بان الاتراك يحاولون انشاء مسالك تهريب نفط جديدة  .
الاحتمال الثالث : جزء من الغرور التركي الصاعد خاصة بعد اسقاط السوخوي , لكن هذا ربما يكون بعيد لأسباب كثيرة منها الأتراك ليسوا كصدام حسين , وخططهم لا تُبنى على الأهواء , بل هناك خبراء ومستشارين يحسبون مليون حساب لأي خطوة  تخطيها تركيا .
الاحتمال الرابع : تركيا كانت دولة عظمى حالها حال المملكة المتحدة وروسيا لكنها بعد اولى الحروب العالمية تغيرت مكانتها , فاليوم هم يحاولون ان يبرزوا كدولة عظمى في الشرق الاوسط , ومثلما نعرف ان الروس والامريكا مستمرين بقصف دولة داعش هنا يحاول الاتراك الاتيان بشي جديد من خلال نشر قوات برية يعجز الروس والامريكان عن نشرها وهذه مجازفة يراها الاتراك ومضة أمل لعودتهم كدولة عظمى ترضخ دول كبرى في كل ما يتعلق بالشرق الاوسط .
الاحتمال الخامس : السلطان أردوغان في الايام الاخيرة لديه أزمات ولديه طموح , الازمات ناشئة عن صراعه مع الاحزاب المعارضة ( العلمانيين ) لتوجهاته , والطموح بالغاء البرلمان حتى تخلى الساحة له وربما اذا نجح سيلغي كل الاحزاب مقتديا بالقيصر الروسي أبو علي ( بوتين) , في هذا الاحتمال يحاول ارودغان إنشاء ازمة خارجية لأشغال الرأي التركي وأقناع معارضية بأنه ضد داعش وليس معاون .
الأحتمال السادس : شيعة العراق يعتمدون على أيران في صراعاتهم , والسنة على السعودية وأحيانا تركيا , بقي الأكراد بلا داعم لعدم وجود دولة كردية قومية ممكن أن تدعمهم وبعد البحث وجدوا في تركيا الداعم المناسب لهم امام الشيعة .
 مسعود برزاني أحلامه توسعية دكتاتورية حتى لو كانت على حساب أكراد دول أخرى مثل أكراد تركيا  فهو يحاول إنشاء دولته الكردية التي ربما ستقتصر على أكراد سوريا  والعراق  , والدعم العسكري التركي للبيشمركة بدأ يقوى ويتصاعد من اليوم الذي سمحت تركيا بعبور 250 مقاتل من البيشمركة من الاراضي التركية متوجهين الى كوباني السورية لتحريرها من داعش .
ومقابل هذا الدعم سيكسب الأتراك أجزاء من الموصل التي لطالما صرحوا بأنها جزء من تركيا كما يقول ابو تركيا الحديثة اتاتورك : “حدود أمتنا، من الإسكندرون جنوباً, وفي الجنوب الشرقي تضم الموصل, السليمانية وكركوك وهذا ما نقوله” – سيكون أول الحلم التركي من الموصل ينطلق .
الأحتمال السابع : روسيا الغازية قابضة على عنق أوربا الباردة وحتى تركيا بأداة إسمها الغاز , حيث أمام تركيا وأوربا وسيلة نجاة وحيدة  قد تنقذها من الأبتزاز الروسي المستمر من خلال الغاز القطري , لكن  المشكلة بكيفية أيصال  هذا الغاز خاصة وان الطريق الوحيد هو اما عن طريق العراق او سوريا اللذان من المستحيل ان يسمحوا بهذا .
نعم العراق لن يسمح لأنه أكثر ميول لروسيا لذلك يمكن قراءة  التوغل العسكري التركي على إنه رسالة لحكومة بغداد : بأننا قادرون على أحتلال مدنكم بسهولة أذا لم تقبلوا مستقبلا بمد انبوب الغاز القطري .
الأحتمال الأخير : بعد أن بدأت دولة داعش تتقهقر في سوريا تحت ضربات الروس في سوريا , وتحرير الرمادي في العراق , تحاول تركيا أعطاء حقنة مقوية ( الأسلحة الحديثة ) لداعش , وهذا الاحتمال يكون بعيد عن الواقع .
الأيام القادمة والسنوات ستثبت أي الأحتمالات صحيح .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد هامل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/15



كتابة تعليق لموضوع : جنود السلطان في الموصل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net