صفحة الكاتب : كريم الوائلي

الامام الكاظم (ع) سجين القضية وشهيد العقيدة
كريم الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المتأمل للمسيرة المليونية الى المشهد الكاظمي المقدس يستشف الدلالات الكامنة فيها , فالكل يعلم أن هذه الحشود على بينة من قضية الامام عليه السلام  التي ورثها عن آباءه واجداده ، فقد عاش الامام مطاردا ثم سجينا وانتهى شهيدا وعلى ذلك فأن للامام قضية طالما ارقت البشرية منذ بدء الخليقة وهي قضية الحرية التي فطر عليها الانسان . . حرية الرأي والمعتقد والحياة والعيش الآمن وقد صادر الحكم الرشيدي المستبد كل تلك الحقوق ققد صودر رأي الامام  وعقيدته على الرغم من انها عقيدة  جده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ويفترض ان تكون عقيدة الدولة الاسلامية التي اسسها جده ووضعها امانة في اعناق امته، وصودر حق الامام في العيش الآمن في وطنه فهجر بالقوة الى ارض الغربة تاركا اسرته تعيش مرارة الفراق والخوف ثم صودر حقه بالحياة فأغتيل مسموما وهو في سجن (( الخليفة)) المنحرف .
حقا ان امامنا كان داعية سلام ومن حملة الرأي والفكر وسياسي متقدم على عصره على الرغم  من مضي أكثر من ألف و مئتين و خمسون عاما على استشهاده وكان الرائد في حقوق الانسان التي تبنتها الامم المتحدة عام 1948 , ولم يكن سياسيا فقط يروم الخلافة والحكم انما كان مفكرا وعقائديا في المقام الاول ويحمل على كاهله قضية امته الاسلامية ورسالته بوصفه امام معصوم وخليفة جده الرسول الاعظم (ص) ، ويوم سأله الطاغية هارون الرشيد عما اذا كان راغبا في اعادة ((فدك )) وهو ملك اجداه رفض الامام  ، وحين الح عليه  اجابه جواب السياسي  العقائدي المومن  الذي لا يرى لنفسه اية مصلحة غير مصلحة امته والعمل وفق رسالته ، فقال له ، لا أخذها إلا بحدودها وحين سأله الرشيد عن حدودها اجابه انه يخشى ان حددها لن يردها ، ولكن الرشيد اقسم على الامام بجده رسول الله ان يحدها له فكان جواب الامام صاعقا اهبل الخليفة المستبد حين اجاب بأن الحد الاول لفدك هو عدن والحد الثاني سمرقند والثالث افريقيا واما الحد الرابع من حدود فدك فهو سيف البحر مما يلي الجزر وارمينية ، وقد عظم ذلك على هارون واضمر السوء للامام  وعلى ذلك فأن الامام على بينة من امره مدركا ان سجنه لا ينتهي إلا بأستشهاده فكان سجين  قضية وسجين  عقيدة ورأي ومعتقد . .                                                                                         وهذه الحشود السائرة الى الامام تدرك ذلك وتريد ان يفهم من مسيرتها الى مقام الامام الكاظم  عليه السلام انه شعب المدرسة الرسالية لآل البيت عليهم السلام ، وحري بنا ان نحتفي بهذا اليوم بوصفه يوم سجناء الرأي على نطاق عالمي وان كان يحمل واقعة ادمت قلوب طلاب الحرية  ونالت من حملة الفكر الاشراقي لمدرسة آل البيت عليهم السلام ولكل من حمل فكرا حرا من المصلحين والعلماء على مر التاريخ وحري بالامم المتحدة ان تظم الامام موسى الكاظم عليه السلام الى سجلها الانساني بوصفه داعية سلام عالمية ورائدا في مجال حقوق الانسان وحاملا لرسالة تدعو للسماحة واحترام كرامة الانسان ولم يتراجع عن موقفه حتى استشهاده .                                                                                                                  ان قضية الأمام  الكاظم (علية السلام)  أرتبطت بقضية اساسية من قضايا الانسان عبر تاريخ البشرية و ما تزال تكتسب المزيد من الاهمية , انها قضة شغلت العالم منذ وجود الانسان على الارض و ما زالت  تشغله حتى اليوم وتستقطب اهتمام شعوب الارض قاطبة على الرغم من ان العالم قد استحال اليوم  الى ما يشبه القرية التي يرتبط سكانها  بكل الاواصر التي ترتبط بها الاسرة الواحدة .
لقد كان الامام (علية السلام) معارضا سياسيا وهو بالتالي مصلح ومن طلاب الحرية وبالتحديد حرية الرأي وهو يمثل قضية تشغل عالم اليوم بكل جدية ولا سيما الشعوب الاسلامية و العربية  التي تشهد بلدانها اليوم انتقاضة عارمة من اجل احقاق حقوقه الانسانية  وعلى ذلك فأن السائرين الى الضريح المقدس للامام يدركون ان قضية الامام هي قضيتهم وان بعد العهد بين ذلك العصر وهذا الزمان والصراع الدائر اليوم في  المنطقة والعراق على وجه الخصوص محدد بين طرفين , الاول  طرف الظلامية و التكفير وما يدعوا اليه من العنف والواحدية والقهرية ، والاخر هو طرف طلاب الحرية و التعددية وهم ضحايا الاستبداد والدكتاتوريات والارهاب .    
أن شعبا  وهو يزحف الى مقام امام كان مطاردا وسجينا وشهيدا أنما  يريد ان يعلن أنه شعب الحرية  وانه ماض على ما مضى عليه امامه الشهيد ، و ما على العالم إلا أن يعرف جوهر هذا الشعب المتمسك بمدرسة الامام الكاظم (علية السلام) وهي مدرسة اهل بيت النبوة (عليهم السلام)  ومن هذا المنطلق يحق للشعب العراق أن يمنح الفكر العالمي رافدا أخرا طال تجاهلة وتحجيمة والمطلوب من دعاة حقوق الانسان ان يعوا ذلك فالشيعة اليوم يطرحون أنفسهم ليس بوصفهم طائفة كغيرهم من الطوائف أنما يريدون أن يلفتوا إليهم نظر العالم بأعتبارهم اهل حضارة انسانية وفكر مسالم يحترم حق الانسان بالعيش الآمن ولديهم كل الاجابات لكل الاسئلة المطروحة في العالم المعاصر وفكرهم الاسلامي فكر أشراقيٍ يدعو الانسان للتفكير والاختيار الحر  ويطرح العقل البشري بوصفه مصدر من مصادر التشريع والاجتهاد , وبهذا فأنهم يتموضعون مع الجبهة العالمية المساندة للحريات  و النابذة للأرهاب والتكفير والاستبداد قبل اعتماد لائحة حقوق الانسان التي اقرتها الامم المتحدة بمئاة السنين  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الامام الكاظم (ع) سجين القضية وشهيد العقيدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net