وَعَادَ "الأربعين".. وكلُّ ما فيهِ قَنَاً.. ودُمُوع.. وأنَّة.. ويُتم.. وفَزعَة ما بين الطِّين ومراسِم الدِّمَاء.. على مَشهَدٍ مِن الأبديَّة، وزَخَّةٍ مِن هدير السَّمَاء..
*عَاد والرَّأسُ محمُول.. والقبرُ على المَوعِد.. والأشلاء بيدِ الأنبياء.. والعقيلة مذهولة.. لأنَّ كَفَّاً لم يطمرها التُّراب..
*عَاد والرَّزيّة فوق الرزيَّة، والأيتام دون فُؤَاد..
*عَادُوا والماء دُونَ حارسها.. والخِيم دون ساكِنها.. والليلُ دونَ معَاد..
*لم يكن في تلك النَّاحية قَنَاً أو عَسكَر.. كلُّ ما فِيهَا، رأسٌ .. وَطِيْن.. وبقيَّة أجساد..
*هُنَا.. تقلَّبت زينب على رأس الحُسَيْن.. وهنا أسمعَها الحُسَيْن الجواب..
*هُنَا ذَبَحُوا نحرَ السَّماء.. فلم يبقَ للسّماء مِن خطَاب..
*هُنَا حَمَلت الزّهراء كلَّ أحشائِها، لأنَّ حسينَهَا بلا أحشاء..
*هُنَا.. بَكَى الرَّسولُ حسرةَ الأبديَّة، لأنَّ الأبديَّة دون الحسين سَرَاب..
*هُنَا فتَّشَ عَلِيٌّ أشلاء الأرض، لأنَّ شيئاً مِن أشلاء الحُسَيْن هدَّهُ المصاب..
*هُنَا قَرَنَ اللهُ كَفَّيهِ تحت نحر الحُسَيْن.. فلم يبقَ في الوجود شيئ إلاَّ وهزَّه العذاب..
*هُنَا الحُسَيْنُ أعطا اللهَ كلَّ معاقيد قَلْبِه، فعقد اللهُ "أربعينَهُ" جنَّةً وأعتاب..
#السَّلام على مَن مسحَ اللهُ عنه الدَّمَ والتُّراب..