القرضاوي وأردوغان .. "شيلني واشيلك"
فيروز البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم ولن يكون الشيخ يوسف القرضاوي ، بدعا من البدع ، او شخصا مستغربا او استثناء في التاريخ الاسلامي القديم والحديث ، في زج ايات القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة في قضايا سياسية وحتى شخصية ، انتصارا لفريق على فريق او شخص على شخص ، فمثل القرضاوي كثر في التاريخ القديم والحديث ، وهم كثر اليوم ، ولن يكون المستقبل خال البتة.
العارفون بتاريخ القرضاوي ومواقفه السياسية ، يرون وبشكل لافت استخدامه المفرط للقران الكريم والحديث النبوي الشريف ، كسلاح ماض يرفعه في وجه كل من يقف او يعترض او ينتقد حزبه ، حزب “الاخوان المسلمون” ، ولا يتواني عن رفع مكانة رفاقه في الحزب الى مستوى الملائكة والانبياء والاولياء الصالحين ، باية او حديث ، ويكفر في المقابل معارضيهم وكل من يعتقد انه يقف في طريقهم ، يخرجهم بآية او حديث من الملة والدين.
توظيف القران الكريم والحديث النبوي الشريف من قبل القرضاوي لاغراض حزبية وشخصية ، بان واتضح بشكل صادم ، منذ ما عرف باحداث “الربيع العربي” وسقوط محمد مرسي في مصر ، وما حدث بعد ذلك من تطورات ، وكذلك فيما تشهده اليوم سوريا واليمن ، وقبلها ليبيا ، وصعود الاخوان في تركيا ، حيث افتى القرضاوي بقتل هذا الرئيس ، ومساعدة ذلك الرئيس ، وحرم الانتخابات في بلد ما وحللها في بلد اخر، وافضى القدسية على نظام ما ، وسلبها عن نظام اخر ، والاهم من كل هذا وذاك ، افتى بتدخل الناتو و “الكفار” ، لاسقاط انظمة عربية واسلامية ، بهدف تمهيد الارضية لصعود حزبه ، الا انه ساهم في ضياع دول باكملها ، دون ان يصل حزبه الى الحكم.
اكثر الفتاوى القرضاوية غرابة تلك التي خرجها لنصرة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، فقد قال عنه إن الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يساندون أردوغان ، وشبهه بموسى (ع) ، حين ذكر القرآن الكريم على لسان ابنة النبي شعيب (ع) ، حين قالت لأبيها عن موسى: “يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين” ، وافتى بوجوب دعم المنتجات التركية، واقتصادها بكل الوسائل المتاحة ، بعد المواجهة بين روسيا وتركيا اثر تدخل الاخيرة في سوريا.
يرى المراقبون ان موقف القرضاوي من تركيا ، والذي يحاول تسويقه من خلال الايات القرانية والاحاديث النبوية ، هو تحريف للدين وزج للقرآن وآياته الكريمة في خلافات سياسية لخدمة مصلحة حزبية تقتضي دعم الرئيس التركي لتحالفه مع الإخوان رغم سياساته العلمانية البعيدة عن الدين في بلده ، وان فتاوى القرضاوي تاتي عادة نتيجة لمساعدة أردوغان ، قيادات الإخوان في اسطنبول ولا علاقة لها بالإسلام ،وفي المقابل يرى هؤلاء المراقبون إن أردوغان يرى في التحالف مع الإخوان خدمة لطموحاته في التوسع والنفوذ لاستعادة السيطرة العثمانية ، وبعبارة اخرى يمكن وصف العلاقة القائمة بين الرجلين على انها علاقة قائمة على “مبدأ” “شيلني واشيلك”.
استخدام القرضاوي للفتاوى واستغلال المشاعر الدينية للمسلمين ، لأهداف سياسية لنصرة لحزب الاخوان المسلمين ، والدول التي تساعد هذا الحزب وفروعه في منطقة الشرق الاوسط باتت مكشوفة ، ولا علاقة لها بالدين ، وكثيرا ما تؤدي هذه الفتاوى ، الى الفتن والاقتتال بين ابناء الوطن الواحد ، كما حدث في ليبيا وسوريا ومصر واليمن والبحرين والعراق ، الامر الذي الذي ادى ان الى ان يُدرج اسم القرضاوي ، وهو في الثمانين من العمر ، على قائمة المطلوبين الخاصة بجهاز “الإنتربول” الدولي ، استنادا الى تهم وجهت له ، من بينها التحريض على ارتكاب القتل العمد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فيروز البغدادي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/09



كتابة تعليق لموضوع : القرضاوي وأردوغان .. "شيلني واشيلك"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net