صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

من عجائب مواقع التواصل... تصغير الكبير وتضخيم الصغير وتدليس الحق بالباطل وما خفي كان أعظم!!!
جسام محمد السعيدي

المفروض أن مواقع التواصل وسيلة لتناقل الخبر والتواصل مع الآخر فكرياً، وتبادل الآراء دون ارهاب فكري وتعصب، لا وسيلة للتناحر والتنابز والتنكيل بالآخر.

وهي ليست وسيلة لاستعراض للعضلات الفكرية والمسارعة لبث المعلومات لمجرد سماعها أو قرائتها من وجه واحد، دون غيره، أو دون التأكد منها، إذ قد تكون للحقيقة وجه آخر قد غفلنا عنه، أو لم يتسنَ لنا الإحاطة بكل جزئياته.

وليست تلك المواقع مجالا للتنفيس عن أمراض نفسية يُعاني منها البعض، أو مشاعر كبت سلبية.

إجمالاً علينا حين الكتابة أن نكون منصفين فالله حذرنا من التكلم بلا دليل وبالعواطف فقط حين قال (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولاً).

كنت قد كتبت قبل سنتين تقريباً موضوعاً تحت عنوان (LIKE.... ولكن) بينت فيه فقهياً وعقائديا الأحكام الإلهية التي تنظم العلاقات الانسانية في مجال النشر والتعليق والإعجاب، ووسعت الموضوع في مجلة (عطاء الشباب) التي تصدرها العتبة العباسية المقدسة.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=685546104791663&set=pb.100000088398707.-2207520000.1448570239.&type=3&theater

وها انا اليوم أكمل ما بدأته، إذ أثارني تكرار النشر المبالغ به، والمليء بالأكاذيب والمغالطات حول موضوع التطوع من قبل الإخوة الإيرانيين في زيارة أربعينية هذا العام 1437هـ في مجال التنظيف.

ابتداءً نحن نحب الانسانية جمعاء، ولا نكره أحداً يًشاركنا الانسانية ما لم يأمرنا ديننا أوعقلنا بالتبرؤ من فعله أو كرهه، أو الاشئمزاز من أفعاله.

وإخوتنا الايرانيين من أولئك الناس الذين نكن لهم كل محبة واحترام، ما لم يخالفوا القواعد التي أشرنا إليها.

 لكننا – وككل العقلاء- نكره الظلم والكذب والمبالغات كائنا من يكون متعاطيها، ولو كنا نحن، فضلاً عن غيرنا.

منذ أكثر من 12 عاماً وانا ابن الخدمة الحسينية كما يعلم من يعرفني، وبحكم عملي فأنا أعرف الكثير عن العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، مما لا يعلمه أكثر العراقيين.

رغم أن مواقع إعلام هاتين المؤسستين قد نشرت خلال الـ 12 سنة الماضية عبر الوكالات والفضائيات والصحف ومواقع التواصل، آلاف الأخبار والتقارير عن انجازاتهما في المجالات الصناعية والزراعية والخدمية والعمرانية والأمنية والاقتصادية والترفيهية والتعليمية والعلمية والطبية والانسانية لأكثر من 650مليون زائر دخلهما، ومنهم أهالي كربلاء المقدسة.

أقول رغم ذلك النشر لكننا لم نشاهد تضخيماً لأي خبر مثلما نشاهده حينما يقوم بالمشروع شركة إيرانية، أو إيرانيون!!! رغم أنهم يمثلون جزءً من 10% مما ينفذه الأجانب في عتبات كربلاء المقدسة، وهم يتقاضون مالاً أزاء عملهم، أما مباشرة من العتبة المقدسة، أو غير مباشر عن طريق متبرعين لها!!

مثلاً: الشباك الشريف للإمام الحسين عليه السلام صُنع بأموال المؤمنين – بل وحتى غير المؤمنين من المحبين- من كل أنحاء العالم ومنهم العراقيون والإيرانيون.

 لكنه ضُخّم وبولِغ به وأصبح إيراني الصناعة والتمويل أيضا!!!  لدرجة نسج قصص من الخيال حوله ومنها قضية الشيك المزعوم بقيمة مليون دولار التي اشترطها الصانع الإيراني لكنه حين أكمل العمل رماه في الشباك!!!!!

 والحقيقة ان الصانع اشترط على العتبة الحسينية المقدسة دفع فرق نزول العملة الإيرانية في وقتها، وطلب أن يُدفع له 3 مليارات تومان إيراني بدلاً من مليار تومان!!!!.

وليست هذه آخر قصص الخيال، فقصة صحن العقيلة زينب عليها السلام التي تنفذه مؤسسة الكوثر قرب العتبة الحسينية المقدسة أصبح هدية من اخوتنا في إيران، في حين أنه مدفوع الثمن من أموال العتبة المقدسة!!!

وهكذا مشروع مجمع صحيات باب القبلة تحت الأرض، ومجمع سيد الشهداء الخدمي، وووو!!!

والمصيبة ف يكل ذلك أن أغلب هذه الأكاذيب لم تنقلها وسائل الإعلام الإيرانية، وعجبي كيف يكون البعض ملكي أكثر من الملك!!!

وآخر هذه الصيحات (الفيسبوكية) هي قصة الـ 450 إيرانياً الذي تطوعوا للمساعدة في خدمة الزائرين في كربلاء المقدسة، عن طريق بلدية طهران، فقد نسجت حولهم الأساطير، وهذه جزء منها:

- أكثر المتطوعين هم أطباء ومهندسين وعلماء ذرة وذوي شهداء تقاتلوا للخدمة كمنظفين في كربلاء!!
- لولاهم لغرق الزائرون بالنفايات!!!

ووردت التساؤلات المغالطاتية التالية:

- لماذا لا يتطوع العراقيون لنفس المهمة؟!
- لماذا لا تبادر البلديات العراقية لنفس المهمة؟!!
- عمالنا ملتهين بالبوك وهذوله ينظفولنا!!!
- احسن من عمالنا لا صدة ولا ردة!!
- أشو ما شفنا عراقي ينظف بالعتبة الرضوية؟!!!

وغيرها من المغالطات والترهات التي نرد عليها بمهنية كما يلي:

• الكل يعلم إن العتبتين المقدستين منذ 13 عاماً وما حولهما رمز للنظافة والترتيب في كل شيء، وكل مُنصف يعلم ذلك، عدواً كان أو صديقاً، ومن عمل بها في الخدمة طوال هذه السنين هم العراقيون فقط، سواء في التظافة أو التشجير أو إدارة الأمور، فضلاً عن أن 90% من مشاريع العتبتين المقدستين في مختلف المجالات التي ذكرناها نفذتها إما كوادرهما التي هي عراقية أو شركات عراقية خارجية، حكومية أو أهلية، بينما 10% فقط بشركات أجنبية – ومنها الإيراني- ولكن بإشراف عراقي، وبتمويل من العتبة – إما بأموال وارداتها عن طريق الشبك وقسم الهدايا والنذورات او قطاعات الاستثمار وتمثل بمجموعها حوالي 25% او عن طريق موازنة الدولة العراقية التي تُعطى لها وتمثل بين عامي 2008 و2015 تمثل 75% من صرفياتها- وليس مجاناً.

• لم نسمع - بحكم عملنا - عن وجود عالم أو طبيب أو خبير  نووي او غيره في هؤلاء المنظفين، بل هم مؤمنون عاديون طلبوا التطوع حالهم حال ملايين العراقيين المتطوعين لخدمة الزائرين في موسم الأربعين، ويبدو أن موضوع وجود شخصيات سيساية وعلمية هو من نسج خيال المحبين كقضية الشيك في موضوع الشباك!!!

•  آلاف العراقيين ينظفون ويخدمون العتبتين منذ 13 سنة ولم نر عُشر ما رأينها من منشورات في مواقع التواصل في مدح لـ 450 ايراني الذين جاءوا تطوعا للخدمة مدة اسبوعين!!! فأين الأنصاف؟!!

• بالنسبة للعتبة الرضوية المقدسة فبسبب التسجيل المستمر للتطوع من قبل الإيرانيين، لن يسمحوا يوماً للعراقيين بالتطوع لأنه وببساطة لا وجود لمكان لهم هناك.

• بلديات العديد من المدن العراقية تشارك سنوياً منذ سنوات بعمالها وآلياتها في خدمة زوار الأربعينية، فلماذا لم يذكرهم المؤمنون بـ 1% من منشورات تطوع لعمال بلدية طهران حصل لأول مرة وبلا آليات!!! وامتلأ بها الفيس، حتى ظننا من كثرتها أن ما فيها من مبالغات صحيح!!!

• آلاف الشباب الجامعي العراقيين من حَمّلة الشهادات الطبية والهندسية والعلمية أو طلبة الجامعات والمعاهد يعملون في كيشوانيات العتبتين المقدستين والتنظيف وغسل وتطهير المرافق الصحية لمجمعاتهما، سنوياً وبلا هوادة، فلماذا لم تقم عليهم الدنيا ولم تقعد، كما حصل مع 450 متطوعاً من اخوتنا الإيرانيين، رغم انهم يأتون لأول مرة منظفين!!!

• كون البعض لا يرى ما تقدمه العتبات المقدسة من خدمات ومشاريع عجزت حتى مؤسسات الدولة عن تقديمها لا  يعني أن ما تقدمه هذه العتبات غير موجود او قليل، خاصة إذا ما عرفنا أنها أنجزت كل مشاريعها وخدمت 650مليون زائر ودفعت و‘الت ألاف العوائل خلال الـ 13 سنة ماضية بحوالي مليار دولار أو أقل !!!!.

• كون الزيارات المليونية أكبر من مستوى الخدمات المقدمة من مؤسسات العتبات والأهالي والدوائر الخدمية في الدولة لا يعني انه لا توجد خدمات، فالحدث لا يوجد له مثيل في العالم، وتنوء بحمله دول، فما بالكم ودوائر دولتنا ينخرها الفساد رغم ما تقدمه من خدمات، فالمخلصين كثيرون وإن وُجد المفسدون بكثرة أيضاً!!!

 كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات من المنصفين ...

نسخة منه إلى:
ــــــــــــــــــــــــــــ
#كل منصف وان اختلفنا معه عقائدياً أو فكرياً او دينياً.
#كل مغرر به غطت غشاوة الحب المبالغ به - لجهة أو فرد - بصيرته، فأصبح يرى فعل حبيبه معجزة يعجز عن إتيانها البشر!!! بل ويراه يصنع أشياء وهو لم يصنعها بالفعل.
#كل من ينشر شيئاً وهو بدون قصد – وربما بقصد – يحاول هدم ثقة العراقيين بأنفسهم.
ــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة// فيما يلي بعض الروابط لأخبار المتطوعين والعمال العراقيين للاطلاع علما أنها ليست صفحات تواصل اجتماعي(يعني مو اخبار فيسبوكية) بل هي مواقع رسمية لمؤسسات إعلامية محترمة ودوائر دولة:

 العتبة العباسية المقدسة تستكمل تحضيراتها الأمنية والخدمية وتعلن استعدادها التام لإستقبال زائري اربعينية الإمام الحسين (عليه السلام )..
https://alkafeel.net/ar-news/index.php?id=3482

مفارز متطوعي نقابة ذوي المهن الصحية تستقبل 78618 زائرا

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=4389207

ثلاثون ألف عنصر مني وأكثر من ألف متطوعة لتأمين زيارتي عاشوراء والأربعينية
http://aliraqnet.net/archives/18674

(4000) متطوع للخدمة داخل مرقد الامام الحسين خلال زيارة الأربعين
http://www.almasaraloula.tv/ArticleShow.aspx?ID=56295


بالارقام: بلدية كربلاء ستنفر طاقاتها لخدمة زوار الاربعينية
http://n.annabaa.org/news3019

وزير البلديات: 1400 سيارة وأكثر من تسعة آلاف عامل قدموا خدماتهم لزائري الأربعينية
http://www.alsumaria.tv/mobile/news/118798/iraq-news


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/27



كتابة تعليق لموضوع : من عجائب مواقع التواصل... تصغير الكبير وتضخيم الصغير وتدليس الحق بالباطل وما خفي كان أعظم!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net