صفحة الكاتب : حسن حاتم المذكور

امبراطورية الأرتزاق ...
حسن حاتم المذكور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نتذكر امبراطورية الأرتزاق التي اعتمدها الدكتاتور صدام حسين في تسويق خياناته, استسلم لها اغلب رموز الشارع الثقافي العراقي ووجدت لها مجندين في مؤسسات اعلامية اقليمية ودولية, بعد الأحتلال في 2003 وسقوط الدكتاتورية, سقط معها عنقود الأرتزاق وتبعثرت شبكاته تبحث عن من يكمل مشوارها.
مسعود البرزاني, الدكتاتور الحالم بعيداً عن الواقع, حاول تبييض سمعته الشخصية والعائلية والعشائرية والحزبية المضمخة بدماء ابرياء الكرد والمكونات العراقية الأخرى مقتدياً بتجربة ماكنة صدام حسين الأعلامية.
الأعلام قادر على تنظيف ماضيه الدموي وتهيئته لأشعال فتن الأقتتال الكردي الكردي واضعاف الدولة العراقية عبر اللعب على حبال اغبياء الأطراف العربية, وعبر صفقات تجنيد داخلية وخارجية صنعت منه الأرادات الدولية والأقليمية قائداً ضرورياً للشعب الكوردي ووفرت له نفوذاً عابث في الشأن العراقي.
استطاع مسعود وبأموال الدولة العراقية تشكل امبراطورية ارتزاق مؤثرة من داخل العملية السياسية وفرت له اكثرية مطلقة في السلطة التشريعية مكنته من اسقاط اية حكومة لا تلتزم بأرادته واضافة لأمتلاكه رئاسة الدولة فالسلطتين التنفيذية والقضائية لا يمكنهما الأفلات من قبضته, وعبر شبكة ارتزاق مؤسسة المدى, جند اغلب قطيع الذين كانوا يوماً شبه وطنيين.
تعملق مسعود واصبح قادراً على ابتزاز بغداد حتى استسلمت لنفوذ عاصمته اربيل, بعد انهياره امام الصلابة التي مثلتها معارضة دكتاتوريته وتفرده العشائري الحزبي واصبح فاقد الشرعية منتهي الولاية, لم تتجرأ اطراف قوى المادة (4) ارهاب للمكون السني ولا اطراف التحالف الوطني (الشيعي) الا ان تطلق عليه "رئيس الأقليم" بالضد من ارادة الأحزاب الممثلة للشعب الكردي, انه ماسكاً بها من ذيل فضائحها, رافق ذلك مسرحية تحرير مدينة سنجار الأيزيدية حيث (حررها!!!) مسعود بقتال سلمي لم تسفك فيه قطرة دم تماماً كما سلمها.
امبراطورية مسعود للأرتزاق, توفر له دائماً ثغرات اختراق لأي حراك  جماهيري, التظاهرات الوطنية في ساحة التحرير ببغداد, والتي تميزت بعفوية زخمها الشعبي, استطاع مسعود ان يدفع بمن تحت تصرفه من زمر الأرتزاق للقفز على ظهر موجتها ورفع شعارات من خارج هموم المتظاهرين ملغمة بنوايا اعادة الأعتبار له كنموذج للديمقراطية والنزاهة والوطنية والتغطية على دماء المتظاهرين في محافظة السليمانية وضواحيها.
المرتزق عندما يبتل برذاذ الأنتهازية والوصولية والأنتفاع, لا يهمه السقوط كاملاً في مستنقع خذلان الحركة الجماهيرية او ركوب موجتها وحرفها عن اهدافها ثم احتوائها, مسعود يقف الآن على قمة الأعلام المرتزق في الداخل العراقي واستولى على اغلب الصحف والفضائيات وامم الكثير من المواقع الألكترونية ومنظمات المجتمع المدني في الخارج اضافة الى مراكز دبلوماسية تديرها اربيل ونفوذاً واسعاً من داخل السلك الدبلوماسي العراقي, امبراطورية تحدد ادوار الكثير من نشاط منظمات المجتمع المدني في الخارج تديرها وجوه معلومة لقطيع محدد كمنظمة الدفاع عن حقوق الأنسان في العراق والمنظمة العربية للتضامن مع القضية الكردية وهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق  وكثير غيرها, انها (حق يراد به باطل).
الطغاة يصابون دائماً بورم الوهم, واسوأ حالات الأنتفاخ, تلك التي يصاب بها الصغار, محطة يفقد فيها الأقزام رشدهم ويتخبطون في ممرات مرتزقتهم, المرتزق اول من يخلع سيده ليبدأ النفخ في فراغ سيد جديد, مسعود اصبح الآن لا شيء, انه آخر المتأخرين عن السقوط في الهاوية, الواقع العراقي الأقليمي والدولي الملبد بعنف التحولات والمتغيرات, لم يعد فيه متسعأ للعشيرة والعائلة وقائد فقد ضرورته.
مسعود دمر في المثقف العراقي مواهبه وروحه الأبداعية بعد ان قتل استقلاليته, تلك الظاهرة الرثة لم تكن حكراً على مسعود, فجميع اطراف ما يسمى بالعملية السياسية يمارسون ذات الوحشية في محاصرة المثقف بسلاح اذلال العوز والحرمان والتجاهل والعزل حتى استسلامه, احياناً نجد عذراً لمن يستسلم لكن لا يمكن تبرير الأمر ويبقى قدوتنا ذاك الذي يواكح دفاعاً عن استقلاليته وسلامة مواقفه, الوطنية لا ربيع لها من خارج المواقف الوطنية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حاتم المذكور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/27



كتابة تعليق لموضوع : امبراطورية الأرتزاق ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net