صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

إمبراطورية "عبوسي".. وعرصات المريخ؟!
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان في زمن قد مضى، تناقل على اللسن الناس، إن "عبوسي" قد هُجرَ من العراق، في ثمانينات القرن المنصرم، هربا وخوفا من جلاوزة النظام الحاكم؛ آنذاك، فقد تربى وترعرع في دولة جارة للعراق، أشفقت عليه وأصبح منذ ذاك الوقت، من المناضلين والمجاهدين! كانت حالته تسوء يوما بعد يوم يصاب بالإحباط و تنتابه اضطرابات نفسية شديدة، أخلت بشخصيته وأصبح ضعيف الإرادة وشبه مختل نفسيا.
توالت الأيام حتى أزيح ذاك النظام عن صدر الوطن، بفضل الباري ويده في الأرض.. ثم جاء عبوسي إلى بلده إلام، بعد سفر دام سنين طوال، أخذت من عمره الكثير، ومن عقله أكثر، عاد لينتقم من بؤسه وفقره، وليبني إمبراطوريته بأي ثمن.
شاءت الأقدار وتسلم قيادة العراق، بعد إن اختلفوا في ما بينهم، حصل على دعم من الخارج، ومثله من الداخل، استقوى على من ساندوه، وأخذته العزة بالإثم، بدئت نشوة الدكتاتورية تضرب على عقله، وأخذ يؤسس لإمبراطورية، رسمها من نسج خياله.
انتهت فترة حكمه بسلام، وخسر جولته الأولى، فراح يصارع ويقاتل من اجل الكرسي "لو العب لو اخربط الملعب" بعد إن نفذت جميع أوراقه السياسية، فوزع وطنه من اجل إشباع رغباته الشيطانية، كان من سوء طالع الشعب المظلوم، إن  يتولى "عبسبس" الحكم لولاية ثانية.
اخذ ينتقم من الجميع، أصابه داء الغرور، وصار هاجسه أن يطيح بالخصوم، سخر لها كل موارد الدولة، والتفرد بالسلطة إحدى أدواته، التي انتشر بها الفساد على قدم وساق، وبسبب سياساته الرعناء، كثر أعدائه من كل حدب وصوب، أصاب الفساد كل مؤسسات الدولة، حتى صار العراق الأول في التصنيف العالمي للفساد.
"عبوسي" خلص فلوسي، واجلس العراق على الحديدة، وقربت الانتخابات، فكر كيف يجذب الأصوات، فقام بتوزيع العرصات، وهي عبارة عن سندات، على شاكلة كثير من المؤسسات، الاسم على ورق، والأرض على المريخ؟! فلم العجب! فلديه جيش من الفضائيين هناك.
وأخيراً وليس أخرا، دار دولاب الدنيا، وأصبح عبوسي وحيدا فريدا، وخابت ولايته الثالثة، على يد أبناء المرجعية؛ الشرفاء، ومازال يبحث عن الكرسي، وذاك الصولجان المرصع بالذهب، الذي استولى عليه، صاحبه "المدعبل" لكن الطيور على إشكاله تقع.. وحدث العاقل بما لا يعقل فأن عقل فلا عقل له.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/23



كتابة تعليق لموضوع : إمبراطورية "عبوسي".. وعرصات المريخ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net