صفحة الكاتب : موسى غافل الشطري

السيد المالكي يوعد
موسى غافل الشطري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طبعاً كان يفترض أن أزف التهاني لأبناء الشعب العراقي، بمناسبة خطاب دولة رئيس الوزراء ، الذي يحمل بين طياته ، آيات من الفرح الغامر ، و الوعد الوافر ، بحل المعضلات و العثرات و التلكؤات .
و ما أن انطلقت تباشير الخطاب ، حتى ترددت أصداء بدايات لا نهايات خطب الزعيم عبد الكريم قاسم. ثم مواعيد زف البشرى بإيقاف طحن رحى الحرب العراقية الإيرانية.
فهو إذن على غاية  من جحم الخطب الماضية السلاح  ، المنطلقة بعد زود المد من الغضب على ما آلت إليه حال العراق . فالجماهير تدرك بحاستها السادسة التي نشّطتها عواصف الأحداث. ما  يكمن  بجوف الخطب التي تداعب  آمال شعب و تدغدغ الأحلام ، مثل شعب العراق و ناس العراق .
   و الجماهير الآن دقيقة الفراسة في صدق الكلمات ، من مخرج الكلمات و لفظ الكلمات  و ملامح من يلقيها .
   ما يعني : إن الوعود ما بعد الماءة يوم ، هي وعود لها من المضي كحد السيف( السيف أصدق انباء من الكتب ) . أو كفرحة طفل ، كما يمنون الحالمون  المسالمون مخيلاتهم ، و قلوبهم التي ثقبتها الآهات .
   و لأجل ذلك ظلت الأخبار تتوالى عن الرعب  الذي أصاب الفاسدين و المفسدين و المحسوبين و المنسوبين . كما ظل الهلع يلتهم أكباد أصحاب المفخخات و أصحاب  كواتم الصوت . و إن الحكومة تعني ما تقول من فعلها الفاعل و التنفيذ الفوري .، كونها تمسك بأعنة الدفاع و الداخلية و الأمن و ما إلى ذلك ( لو تعددت الأسباب .. قل تبرير الجواب ) .
   فالعواصف التي لم يجئ زمن مثل هذا  .. استطاع به الإنسان أن يروّضها، كما هي عليه اليوم : بكنس الأتربة و تنظيف الأرصفة ، و حتى قلع تلال القمامة. ومن ثم فتح الممرات أمام الرياح الباردة و اللافحة، حسب المؤثرات .و نحن نشاهد بالعين البصيرة أصحاب المولدات  كأنهم ما عادوا يضحكون على الذقون . و يلوّحون بوقاحتهم  في تخطي إنذارات الحكومة الرشيدة . إذ ربما من باب استغلال العقل الحكيم للحكومة . فتبيع الغاز ، و تقطر تقطيراً بإعطاء فترات التزويد بالتيارالكهربائي . و الإبقاء على أسعار الأمبيرات، دون أن يكون هناك تدن موجع لأسعارها .
   و الحقيقة هناك العديد من المتغيرات التي حدثت . سبّاقة لجدية الخطاب ، لكي تبرهن على أن أصحاب المسؤولية ، قد تابوا من لعبة ابن آوى مع الديك، أثناء شد رحاله إلى الحج .
   و حقاً نحن نراهن على ان كل ما نتوقعه ينبئ بالحلول السحرية ، و تغيير الأحوال من حال إلى حال .
   و هذه التجربة لها مدلولها ، فهي أول تجربة في التاريخ تستطيع أن تروّض ألأبالسة عن شيطانياتهم بالحكمة و العقل ، و التي طالت و عرضت و تعمقت .
   ربما لأن السلطة جادة بقلع أنياب الأبالسة، و بث الرعب الجاد في قلوب سالبي راحة الشعب و مفسدي قلوب المتسلطين عليه من أبناء الشياطين  .و سالبي مكتسبات الدولة ، التي طالما أجزلت السلطة الجديدة منذ خمس سنوات  و حتى اليوم . و لكنها تتعرض للنشل في منتصف الطريق أو في بدايته ، العلم عند الله .
   و النشل عادة  هي عودة لخفة اليد ، كما جالوا به النشالون و قطاع الطرق أيام زمان  . فهؤلاء لنا تجارب معهم و ذكريات و نوادر غنية معهم ، حتى ازدادت ميانتهم  : أن يمدوا أصابعهم في أفواهنا لينتشلوا لقمتنا .
   و على كل حال .. ما دام الخطاب يبدو بصوت جهوري ، فإننا سنتمسك إلى حد الإستماتة بمبدأ ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) .
   فالناس ـ لدينا ـ عندما احتشدت أمام التلفاز  ، و غصت بهم المقاهي، و خارج المقاهي ، كانت الغاية لكي يتحسسوا : أنهم أهل لما يحمل الخطاب من وعود ، و صدق جهود .
   وكان من شدة الإنصات و التدافع أن تتسبب حالات عديدة من الأغماء ـ ربما من شدة الحر ـ أو حب الاستطلاع . فتسبب حدوث حالات إغماء و سحق البعض.
   لقد تدافعوا لكيريسمعوا بوضوح ، قوة الوعود التي لا بد أنها تختلف عن سابقاتها
   و قد لا يصدقني أحد ، لو قلت : إن العديد من اوائك  الذين يستبقون الأحداث ، فيبيعون آثاثهم، أو يلقون بها على المزابل لعتقها و قذارتها مما مضى عليها من سني القحط .. فعلوا ذلك استعداداً لاستلام الخير القادم و الفراش الناعم ، أنعم الله ضلوع الشياطين . و من زيادات الرواتب و المنح و الاكراميات .
   كذلك إن البعض أغراهم الشيطان أن يفكروا بالزواج من امرأة ثانية.  و بذلك نلفت النظر لردع مثل هذه الظاهرة المشينة . لأن المرأة تعبت من الغلبة و ابتلاع حقوقها . ذلك أن الزيادات  القادمة : ما عبّدوا لها الطريق من أجل أصحاب الذكورة و دناءاتهم وصبيانيتهم، بل من أجل أن  لا يطرق  باب أحد إلاّ للخير العميم حسب مفهوم الديمقراطية الموجهة و التي تلعب المرأة فيها دوراً أشبه بدور  زرقاء اليمامة ، لتنبئ عما يصعب على الرجال مشاهدته  من خلف البيادي و بين الأكمات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موسى غافل الشطري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/24



كتابة تعليق لموضوع : السيد المالكي يوعد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net