صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

المسؤولية خُلُق والقانون سيّد
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في رحلة عودةٍ من العاصمة الحبيبة بغداد وعلى مداخل كربلاء وبالتحديد سيطرة عون (٥٥) وبينما كنا ننتظر بضعة سيارات في طابور التدقيق والتفتيش صدمنا الهرج والمرج من موكب يضم حوالي ثمانية عجلات مدنية ذات دفع رباعي وقد دخل بالخط الخاص بالوفود والطوارئ في مقدمة الموكب   عجلة (مونيكا) تليها عجلة جيب تطلق منبهها المزعج والمقرف دون هوادة وتجمع معظم أفراد السيطرة إذ يتحدثون الى العجلة في المقدمة بينما يستمر سائق عجلة الجيب بالضغط على المنبه انزعج جميع من في السيطرة ضباطاً ومراتباً  سواقاً وركاباً اقترب احد الضباط من عجلة الجيب واذا به يحيي السائق ويشير بيده الى باقي افراد السيطرة بالسماح للموكب بالمرور مرت العجلات واذا به موكب عرس ليس الا ولكنه يعود لاحد العمداء في القوات الامنية !!! وقبل ان اعرف من يكون هذا (البطل) وماهي رتبته اقتربت من احد الضباط فحدثته منفعلاً حول هذا السلوك غير المؤدب لهذا المسؤول وقلت له لو كنت مكانك لما سمحت له بالمرور قال انه مجرد عميد يريد أن ( يَتَفَيّك) على من معه من النساء والرجال في موكب الزفاف  !!! فقلت لو كان عميداً حقاً لوجب عليه احترام هيبة الدولة وهيبة السيطرة ولنزل بنفسه وبكل ادب يطلب السماح بالمرور دون هذا الهرج في منبه سيارته . كان الى جانبي احد الاصدقاء ممن ذاقوا ويل الغربة لثلاث سنوات في امريكا فقال : ذات يوم وبينما كانت القوات الامريكية على ابواب حربها مع العراق عام ٢٠٠٣م كان هناك موعد اجتماع للرئيس الامريكي جورج بوش مع حكام الولايات وكان حاكم ولاية نبراسكا الامريكية قد داهمه وقت  اقلاع طائرته الى واشنطن مما اضطره أن يتجاوز أحد إشارات المرور فاوقفه شرطي المرور وبدأ حاكم الولاية يعتذر ويشرح له ظرف المغادرة وأهمية الاجتماع وظرف الحرب وموعد الاقلاع  فلم ينفع  وأخيرا  ذكّره  أنه حاكم ولاية نبراسكا وهنا غضب الشرطي فقال له : إن القانون الذي نصّبك حاكماً للولاية نصّبني لرصد المخالفات وعليك أن تقف حتى تدفع الغرامة وتستلم وصلها وتوقع على المخالفة وتنطلق وهكذا كان وانطلقت االطائرة دون أن يلحق بها الحاكم ،  وفي اليوم التالي ضجت القنوات التليفزيونية بالخبر وهي تعرض مقاطع الفيديو لتجاوز السيد الحاكم فأرسل حاكم الولاية على الشرطي لتكريمه وتحيته بما يليق به . قصتان تنبئك أن المسؤولية خُلُق وأن القانون سيد على الجميع أو يجب أن يسود على الجميع . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/18



كتابة تعليق لموضوع : المسؤولية خُلُق والقانون سيّد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/18 .

السيد حميد مسلم الطرفي .
السلام عليكم .
لدينا الكثير جدا من القصص المتشابهه لقصتك .وٱن تغير مكانها وبطلها .لكن تجمعها ثقافة واحدة .هي الجهل والرياء وٱلأنا ..وهذه الحالات هي بواعث نفسية لسلوك منحرف تغذيه .روحية ٱلأستعلاء وسوء ٱستخدام السلطة لدى الكثيرون .
الذين تدفعهم عقد النقص ٱلأجتماعي لأٱشباع تلك النواقص بمثل هذه التصرفات الغير حضارية ولاسوية .بل تمثل الشواذ الاجتماعي بعينه .فالكثير من النماذج البشرية التافهه يحاول لفت ٱلأنظار اليه من خلال .قاعدة خالف تعرف ..تلك الثقافة لها جذورها في المجتمع وهي تراكم تصرفات وسلوكيات وجدت لها مكان بين تصرفات البعض .المصاب بعقدة النقص .المجتمع وقف متفرج وربما راض عن بعض التصرفات مما شجع البعض وٱمام لامبالاة المجتمع الى نشر تلك الثقافة المنحطة .القانون .الواعز ٱلأيماني من النفس ٱضافة الى رقابة المجتمع ٱدوات لتقويم ٱنحراف البعض وخروجه عن المٱلوف والشرعي .لتشكل حصانة للمجتمع .المجتمع ٱهمل دوره الرقابي مما سمح بتسلل تلك التصرفات الى ساحة المجتمع دون حياء من ٱحد .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net