صفحة الكاتب : صاحب ابراهيم

ضعف الإعلام في حكومة السيد المالكي
صاحب ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عاش العراقيون خلال هذه الفترة التي ظهرت للساحة موجة جديدة من المظاهرات التي هي بحقيقتها مظاهرات مفتعلة لأسباب معروفة سياسيا ، وقد اشترك الكثير في هذه التظاهرات واستفادت من خلالها الأحزاب التي هي معارضة للسيد المالكي وبالذات التي ترى إنها الأحق دون أن توضح لنا كيف هي صاحبة الحق ، وهنالك من الأحزاب التي خسرت مقاعد لها بعد أن كانت في مقدمة التسلسل السياسي ، وبعضها لا يملك أي قاعدة ويبحث عن أي جهة تحاول تخريب العملية السياسية فيدعم كل من يخرب معتقدا إن هذا التخريب ربما يرجح كفته ويجعل قاعدته ترتفع ولو قنطار .
لقد اثبت هذه الفترة وبالدليل القاطع قوة الإعلام الموجة ضد الحكومة وضد السيد المالكي مما حدا بالسيد المالكي أن يعترف ضمنيا إن الإعلام كان قاسيا ضد الحكومة خلال فترة المئة يوم ، حيث قال السيد المالكي   في كلمة له بمناسبة انتهاء عملية تقييم أداء الوزارات بعد المئة يوم أن \" حكومة الشراكة الوطنية واجهت حملة إعلامية مغرضة من أطراف في العملية السياسية ومشاركة في الحكومة ذاتها وان هذا التصعيد يتناقض تماما مع مبدأ الشراكة الذي اتفق عليه في مبادرة اربيل \" .
يتضح لنا من كلام السيد المالكي أن الأحزاب التي هي مشاركة في الحكومة كانت لها حملة إعلامية قوية وصاخبة من خلال بعض المواقع وبعض الفضائيات لدرجة أن الحكومة أصبحت شبه مشلولة إعلاميا . 
كنت قد حذرت أكثر من مرة في اغلب المقالات التي أرسلها لموقع كتابات إن الإعلام في حكومة السيد المالكي ليس له دور بل حتى ليس له خيال أو ضل أو مكان ، ولكن لا احد من المسؤولين على الإعلام في الحكومة انتبه لهذه المسألة ، وخلال فترة المئة يوم لم نقرأ مقالة واحدة تدافع عن الانجازات التي قامت بها الحكومة أو على اقل تقدير تدافع عن من ينتقد أداء الحكومة ، وهذا يجعل القارئ الكريم وبالذات من لا يفهم بالأبجديات السياسية معتبرا أن الحكومة فعلا ضعيفة وفاشلة ، والحقيقة أن الحكومة ليست فاشلة لأنها حكومة شراكة وطنية وشراكة الأحزاب الموجودة على الساحة العراقية ، ولكن الإعلام عند الحكومة كرجل مريض بمرض عضال لا يستطيع حتى من التلويح بإصبعه ، وهذا ما سهل عمل الإعلام المضاد وجعله يكبر وكأنه كرة ثلج تكبر بسرعه عند التدحرج .
إن للإعلام دورا مهما فمهما تكون الحكومة قوية ومتراصة فإنها لا تستطيع أن تقف بوجه الإعلام ( السلاح الذي يعتبر اشد وطأة على أقوى الحكومات ) ، لكن للأسف ليس هنالك من يستطيع أن يقدم مشورة صحيحة للسيد المالكي بخصوص الإعلام ودوره في توعية الناس وتوجيههم إلى المسار الصحيح ، وهذه هي مسؤولية مشتركة يتحملها اغلب الساسة وبالذات من هم في قلب الحدث ، ولكن لم نسمع أصوات مدافعة عن انجازات الحكومة إلا نادرا وهي أصوات أشبه بهمس خجول يخرج من فم هذا السياسي أو ذاك ، يفترض بالحكومة أن تكون لها آلة إعلامية قوية ، كلمة قوية لا اعني بها الإعلام الكاذب والإعلام المطبل الفارغ والخاوي بل اعني الإعلام الصادق صاحب الصوت المسموع حتى يكون الشعب على بينة ليرى ويسمع ويشاهد الانجازات ويقارن تلقائيا ما بين ما ينشر وما بين الحقائق الملموسة وبهذه الحالة لا نحتاج إلى توعية وقائية شعبية ، فالشعب قد فهم المقاصد التي من ورائها غايات خبيثة وبهذه الحالة ضمنت الحكومة حقها وعملها وتعبها لم يذهب سدى ، على الحكومة أن تنتبه للإعلام وتحاول أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، ويؤسفني أن اقرأ قبل يومين في موقع كتابات الموقر مقال بعنوان (  إن احد مستشاري شبكة الإعلام العراقية لا يمتلك أي مؤهل علمي سوى انه خريج متوسطة وقد عين بمنصب مستشار إعلامي لمجلس أمناء هيئة الإعلام والاتصالات ) والمنشورة في موقع كتابات بتاريخ 22/6/2011 .
 كان يفترض بالحكومة أن تحقق في هذا الشأن وان كانت المقالة مغرضة ترد وبنفس الوقع وبأدلة ثبوتية حتى تلجم الأقلام ، وان كانت المعلومات حقيقية فعليها أن تتخذ الحلول اللازمة مع محاسبة المقصر واتخاذ اللازم وعرضه على الملا ومن خلال نفس الموقع حتى يفهم العراقي أن الحكومة ليست مع الخطأ وهنالك أخطاء يرتكبها البعض وبالمحصلة يجب أن يتحمل الفرد عواقب أعماله وليس كل موظف في الدولة يرتكب خطا يتحمل السيد المالكي هذا الخطأ ، ولكن الإعلام المضاد يحاول أن يجعل كل خطا فردي من موظف كبير أو صغير يعود سلبا على الحكومة وبالذات على السيد المالكي شخصيا ، وهنا الخبث الواضح في طريقة عمل الإعلام المضاد وضعف ملحوض من إعلام الحكومة ، وهذا ما نوهنا عنه كثيرا دون أن نجد من يسمعنا ومن يرد علينا إن كنا مخطئون 
 
                صاحب ابراهيم 
 
alimwi@yahoo.com 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صاحب ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/23



كتابة تعليق لموضوع : ضعف الإعلام في حكومة السيد المالكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net