صفحة الكاتب : علي وهيب الركابي

الى اين نتجه ؟؟؟
علي وهيب الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


في كلام للامام علي عليه السلام بما معناه ...اذا فقدت الثقة المتبادله في مجتمع ما فذاك مجتمع كافر ..من البديهي والمسلم به انك لاتستطيع ان تضع في كل شارع او مركز تسويقي او ملعب ما , فريق من الشرطه او الجيش او الامن او اي مؤسسه امنيه اخرى ثم تحتاج لان تضع على هؤلاء انفسهم مراقب كهيئة نزاهه او مفتش عام ثم هيئه على هؤلاء واذا بنا نمر في حلقة مفرغة لمراقبة بعضنا البعض الاخر ...عندما يكون حالنا في هذا السوء فأننا في مجتمع يعيش حالة من الاضطراب وتفشي للفساد في كل مقاييس يجب عليها ان تبنى اسس دولة ما ,وبالتالي وتحصيل حاصل لهكذا منحى ستتفكك روابط المجتمع وسيتجه للتكامل السلبي ...فمثلا المجتمع العراقي مجتمع عاش ثقافة اكثر من 30 عاما في ظل مجتمع بوليسي يرتكز في قواعده على شجاعة فارس القبيله المغوارالذي يستطيع ان يغزو القبائل وينهب مواردها ويسبي نسائها ثم يجلس صدر ديوان مفتول العظلات والشوارب فتجتمع عنده موائد الطرب ووعاض السلطه وشعراء الخليفه يتسابقون لنيل رضا الفارس الهمام , هكذا نمط من السلوك الاجتماعي وقلة الوعي وعدم التحرر الثقافي جعلت البعض بل الاغلب في هذا المجتمع يظن ان هذا هوالمناسب لقيادتهم والافضل لهم والسبب يكمن في انهم لم يعيشوا فكرا وثقافة غير ما قيدوا انفسهم به وجعلوا من انفسهم اوعية فارغه ملئت بهكذا افكاربل انهم لم يعطوا انفسهم فرصة لتنقية ارواحهم وتزويدها بالمعرفة الفكريه لكي تحرر من قيود التبعية والعصبية الجاهليه ...
ثم بعد هذه الحقبة من ثقافة الجهل والتسلط الفكري والاجتماعي واذا بها تحطم كل قوانين القبيله والعشيرة والفارس المفتول الشوارب في ليلة وضحاها ليدخل البلد مرة اخرى نفق مظلم اخر طال مداه ال13 عاما ليأتينا العالم الفلاني والاستاذ الجامعي والمتحرر البريطاني والامريكي والايرلندي وشخصيات من حضارات وثقافات مختلفة الالوان الى مجتمع ذي لون واحد من الثقافة لا يستبعد ان يعيش طبقات الماضي ولا يستطيع ان ينفك ويتحرر من قيوده ..الوالي العظيم او القائد الضرورة او شيخ العشيرة...اصبحت هناك فجوة واسعه بين تلك الثقافه بالامس وثقافة اليوم, ثقافة الارتباط بالماضي والتعبد به وتقديسه دون النظر الى ما فوقه ,وكأنه على سبيل المثال وضعك لقطعة حديد متوهجة في اناء بارد ,ماذا تتوقع ان يحصل؟؟ ..الواقع والعلم يقول ان الجزيئات ستتكسر ويحدث انكسار في قطعة الحديد لانه لم يحصل تجانس ...واضرب لكم مثالا من واقعنا بعد حقبة نظام صدام المقبور, وكنت حاضرا الحالة وشاهدا عليها انذاك فبعد دخول الامريكان وسقوط وانهيار اركان الدولة ودخول الاحزاب والتيارات المعترك السياسي العراقي وكان احد هذه الاحزاب حزب المؤتمر الوطني بقيادة احمد الجلبي واثناء دخوله مدينة الناصريه اراد الرجل شحذ واستقطاب الناس الى حزبه ,فصعد الدكتور احمد الجلبي منصة المحافظه القديمة وكان بجواره السيد محمد بحر العلوم فعلت هتافات القوم والمتجمهرين هناك يرقبون وضعا غريبا عليهم فهتفوا انذاك نعم نعم للجلبي, وتكرر النداء , فرد عليهم الرجل وانقلها للتاريخ واومأ بيديه ان كفوا النداء وقال لهم : بل قولوا نعم نعم للعراق ..فردد الهتاف الناس ثم نادى السيد محمد بحر العلوم ...لبيك ياحسين فاخذت الجماهير تهتف باسم الحسين الى ان تحول الجمهور الى لطم ونداء باسم الحسين ثم نداء لا للعلمانيه نعم للمرجعيه ....وهكذا, ماذا حصل ؟؟؟ تفرق الناس وتبعثرت نداءاتهم ورجعوا الى بيوتهم كل شخص اتخذ له منهجا وطريقا يلبي طموحه ,ومنذ ذلك الوقت والى يومنا هذا لم تتوحد الرؤى وتفشى الفساد وعدم الثقة في الاخر ثم عادوا ليفكروا في فارس القبيلة المفتول الشوارب!!!!!!! ....
لم يكن مفروضا من قبل الاحزاب السياسيه الخارجيه والداخليه ان يفكروا في ما يحصلوا ويغنموا ويجعلوا من انفسهم كما لو كانوا معارضة بعد لصدام , بل كان الاجدر كونهم اصبحوا قادة العراق الجدد , توحيد الرؤيا ودراسة الثقافه والشخصية العراقيه جيدا لا ان يستغل هذا الانسان الذي عاش تلك الحقبه المظلمه لتوهمه بسراب غير واقعي كان يحلم به وتجعله له حقيقه بين يوم وليلة , وهذا ما نلمسه اليوم من غياب الثقة المتبادله بين الشعب والسلطه كانت نتاج لتلك الفضاءات النرجسيه التي هول لها ساسة الخارج والداخل ...
ان عاتق مسؤوليه تقويم الاعوجاج في هذه الدولة برمتها تكمن في المؤسسه التربويه لهذا البلد , العالم والفقيه والخطيب والاستاذ والمعلم والرسالي والمثقف وغيرهم ممن يندرج تحت عنوان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والا اصبحنا مجتمع كافر يستحق العقاب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وهيب الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/15



كتابة تعليق لموضوع : الى اين نتجه ؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net