صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إشاعات الموت!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الإشاعات سلوك معروف ومتداول منذ أزمان ساحقة , ولها دورها في الحروب والصراعات , وتسببت بهزائم وإنتصارات , ولاتزال فاعلة في حياة المجتمعات والشعوب , ولها تأثيراتها المتفقة مع أهداف الذين يطلقونها , لتأمين مصالحهم والوصول لأهدافهم وغاياتهم.
 
والإشاعات تسعى لإلهاء الناس وحَرْفِ إنتباههم , وتشويه قدرات إدراكهم والإستثمار بعواطفهم , لأخذهم إلى حيث يُراد لهم أن يذهبوا.
 
وقد لعبت الإشاعات دورا خطيرا في الواقع العربي منذ أكثر من ربع قرن ,  واليوم في أوج إقتدارها الإنتشاري والتأثيري والإستثماري , بعد أن توفرت تقنيات التواصل الإجتماعي والتفاعلات السريعة عبر شبكات الإنترنيت.
 
وصارت الإشاعات سلاحا فتاكا يأسر مئات الآلاف , بل الملايين من الناس بسرعة قياسية , وقدرة إمتلاكية إستعبادية تسخيرية غير مسبوقة , إذ يمكن تدمير مجتمعات وإحتلال أوطان بأسلحة الإشاعات ذات التدمير الشامل والكامل.
 
ومشكلة الإشاعات أنها ما أن تتكرر حتى تتحول إلى حقائق صادقة لا يمكن زعزعتها أو تفنيدنها , وفي عصرنا يتحقق التكرار بسرعة فائقة عبر شبكات التواصل , حتى تحولت الأكاذيب برمتها إلى أدلة صادقة وبراهين ثابتة لا غبار عليها.
 
ومن المعلوم أن الإشاعات تخاطب العواطف والإنفعالات , خصوصا في فترات القلق والإضطرابات والتحديات والتهديدات , التي تشحن البشر بالهلع والتوجس وتجعله متلقيا سهلا لأية مفردة , وهذه تربة خصبة لإنبات أية إشاعة وترسيخها , والبناء عليها وتعميمها وإرتهان الناس بها.
 
وفي الآونة الأخيرة إنتشرت إشاعات الموت , والتي تناولت شخصيات بارزة ورموز لها قيمتها التأريخية والوطنية والنضالية , وما أن تكتب عنها حتى يتبين أن الخبر كان إشاعة.
 
ترى لماذا إشاعات الموت في هذا الوقت؟!
 
هل للتعتيم على أحداث وتطورات وخطط خفية ومواجهات مصيرية؟
هل لتوجيه الإنتباه نحو حالات بعيدة لإمتلاك حرية التصرف بما يُراد التصرف به؟!
أم لقتل روح الرمز في أعماق الوجود العربي؟!
 
الموت حق , وإشاعات الموت باطل , وسلوك آثم ومشين.
 فالجميع سيموت , ولكن لماذا تسبق الموت إشاعة الموت؟!
هل أنها سلوك سياسي إستخباراتي وأمني يستهدف ما لا يُراد كشفه؟!
 
قد يكون وراء إشاعات الموت المتلاحقة إعداد لويلات وتداعيات , وتفاعلات تختزن سوءً كبيرا ودمارا شديدا , وكأن ما تخرب وتحطم لا يُرضي جشع المعتدين المتطلعين إلى المزيد ثم المزيد.
 
ويبدو أن المجتمعات العربية بأسرها محكومة بالإشاعات والأكاذيب والأباطيل والأضاليل , في عصر إمبراطوريات الكذب الفتاك الإقتدار والتدمير.
 
وأن الإعلام المعاصر ما هو إلا أبواق , وأقلام إشاعات , ومنهج إكذب ثم إكذب حتى يصدق الناس كل كذاب ودجالٍ وأفاكٍ مبين.
 
وربما يصح القول أن التأريخ المكتوب هو تراكم لإشاعات ترسّخت في وعي الأجيال , وكأن الكذب أصدق المؤرخين!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/13



كتابة تعليق لموضوع : إشاعات الموت!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net