صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

رؤية لإصلاح القضاء العراقي
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    "أتذكرُ أني سئُلتُ من بعض الأصدقاء، أيام دراستي في كلية التربية، كيف نستطيع أن نجد قانوناً يحقق المساواة والعدالة لجميع الأفراد؟(فما الديمقراطية إلا دكتاتورية الأكثرية) فكان جوابي مجملاً: بعد بناء دولة(وفيه تفصيل) يختار كل فرد قانوناً خاصاً به، حيثُ تعرض عليه المواد القانونية والأحكام المترتبة عليها، فيقوم بإختيار الحكم الذي يراهُ مناسباً له، مثلاً: جريمة القتل العمد، هل يريد حكمها الإعدام أم المؤبد؟ فيختار أحدهما، وهكذا تُدون كل مادةٍ وحكمها على ما أراد الفرد نفسه، ويوقع ويبصم، فيُحفظ هذا الشكل لدى المؤسسة المختصة والشخص المعني، ويحاكم المعتدي بقانون المعتدى عليه" (كتاب ماهو الدين؟ - حيدر حسين سويري) لمن شاء التوسع الرجوع إلى الكتاب.

   ثورة الإصلاح أو فورة الناس من أجل الإصلاح، التي قامت في العراق، وبمساندة المرجعية الدينية العُليا، لم ولن تؤتِ أُكلها، وذلك أن السلطة القضائية فاسدة، أو أن الشعب يعتقد بفسادها، وفي كلتا الحالتين يبقى السؤال: إلى أين يتجه الشعب في شكواه؟ أي إلى مَنْ يرفع قضايا الفساد الإداري والمالي، الذي قام به كبار المسؤولين فضلاً عن صغارهم؟ 
    يتصور بعض المطالبين بالإصلاح، أن يتم اللجوء إلى المحاكم الدولية، وهذه خطوة تُعد رجوعاً إلى الوراء، أي إلى زمن حكم البعث وعصابته، وهي خطوة بالرغم من حاجتنا لها إلا أننا يمكننا تأجيلها الآن، وإستخدامها فيما بعد، بمعنى اللجوء إليها إذا إستمر حزب الدعوة بالإستيلاء على السلطة، والإستحواذ على جميع مؤسسات الدولة، واللعب بمقدرات الشعب وسرقته، أما الآن فيمكننا اللجوء إلى حلٍ أراهُ مناسباً، مادام لدينا الوقت والرجال الشرفاء.
   في حقبة تسعينيات القرن الماضي، وبالرغم من الفتن المتلاحقة التي مر بها الشعب العراقي، إستطاعت المرجعية الدينية العُليا، الرسو بسفينة الشعب على بر الأمان، وبعد دخول القوات المحتلة، لبست الفتن لباس أخر، وتعددت بتعدد خطط العدو، وكان الحل دائماً يخرج من تصريحات وفتاوي المرجعية الرشيدة، ولذا أقترح أن تُمسك المرجعية الدينية العُليا ملف القضاء، وهي الأولى بهِ وفق المباني والمفاهيم الإسلامية، فكل مرجع هو قاضٍ، قادر على فض النزاعات والحكم وفق القانون والدستور.
بقي شئ...
من محاسن مدرسة الإسلام، أن لدينا تعدد في المرجعيات، بمعنى أن يختار الإنسان قانونهُ الخاص وفق تقليده الفقهي، وبذلك لن نحتاج إلى كتابة قوانين ولا إعتراض المعترضين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/10



كتابة تعليق لموضوع : رؤية لإصلاح القضاء العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net