صفحة الكاتب : مرتضى المكي

نتاج الدم ديمقراطية!
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما يسألني أحدهم عن حالي؛ أجبه ب(نعمة), فيتبادر للذهن ان النعمة؛ هي المأكل والملبس والوظيفة؛ وما شابهها من متطلبات الحياة, ولم يعلم ان نعمة النعم؛ هي أن تعيش في حياة كريمة حرة, تشق فيها طريقك من بين ركام الماضي, ولا تتحقق النعم الا عندما يشكر الفرد ربه, وهذا ما أكدته الآية الكريمة؛ ((وبالشكر تدوم النعم)).
مر العراق في فترة حكم عصيبة؛ وحكومات متعاقبة سببت له ضيق في العيش الكريم, فلا ينسى أحدنا مدى المضايقة؛ التي عشناها في ضل حكومة البعث الجائرة, وأيقنت في صباي ان للجدران آذان صاغية لكلام عائلتنا؛ وتنقله الى السلطات, عندما يحذرنا والدنا من الكلام ضد سياسة الحكومة آنذاك, خوفا من ابادة عائلتنا؛ كما فلوها مع عائلة جدي؛ الذي سمعت آذان جدران الفرقة الحزبية كلامه؛ وليس آذان جدران غرفته فحسب.
بعد تلك الحقبة النتنة؛ بدأنا نشم رحيق الحرية, عندما أقبلت لنا لتكشف في طريقها عن عالم جديد, افتقده اجدادي وأقرانهم, فتلك الآذان انشغلت بالانترنيت والتصفح؛ وما عادت تنقل ما يدور في خلجات منزلنا؛ لا بل امتنعت من نقل ما نصرخ به ضد سلطات اليوم, فتحررنا من السكوت, وأمسينا ننتقد من نستفهم في أعماله بكل ثقة وحق.
آه آه لدماء جدي التي سالت؛ ولم ترى عبق الديمقراطية, التي نعيشها, فنحن اليوم لنا كلمتنا ونساهم في بناء دولتنا, وننتخب من نراه الأصلح, وعلى هذا استشهد جدي والملايين من هم على شاكلته.
اليوم وبعد اجتيازنا لمرحلة الضيق المجتمعي؛ وها نحن نعيش حياة كريمة ونصرخ بوجه من يعترضنا, وان شاب حياتنا بعض الامور؛ التي جاء بها سياسيون الصدفة, الذين تسببوا بنقص في الخدمات والوظائف, لكننا ها ننتقدهم ونوبخهم متى ما شئنا, وها هي النعمة بعينها.
ختاما: ما نحن عليه اليوم؛ دفعنا في سبيله دماء غاليات, فلا نفسد الدماء بنقد يتحول الى تسقيط وشتيمة, وليكن نقدنا نقدا بناءا؛ يرتفع الى مستوى الدماء الزاكيات, ولنشكره تعالى على نعماءه, ولنحقق الآية الكريمة في مطلع كلامنا, والسلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/10



كتابة تعليق لموضوع : نتاج الدم ديمقراطية!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net