صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

مجرد كلام : عندما يرحل السياسي ...
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علمتنا الديمقراطية الجديدة رغم كل مافيها من عيوب ان نختلف في الآراء علنا مهما كانت القضية التي نختلف بشأنها دون ان نخشى شيئا ولهذا حفلت مواقع التواصل الاجتماعي باراء متضادة واختلافات في الرأي تصل احيانا الى حد تبادل الشتائم ..
مؤخرا، شكلت وفاة السياسي ونائب البرلمان العراقي احمد الجلبي نقطة خلاف كبيرة بين مرتادي تلك المواقع وانسحب الامر على الكتاب والمحللين السياسيين فهناك من يرى الرجل فارسا من فرسان الديمقراطية في العراق لأنه كان وراء اقناع الامريكان بغزو العراق واستبدال النظام الدكتاتوري بنظام ديمقراطي وبالتالي فهو وراء تخليص الشعب من دكتاتور عانى منه العراقيون لعدة عقود ومن حزب واحد ودموي جثم على صدورهم طويلا ، وهناك من يرى فيه رجلا اشتهر بالاختلاس واساءة استخدام الاموال في الخارج والداخل رغم انه من عائلة ثرية لدرجة ان كشف ملفاته الاخيرة من قبل ربيبه انتفاض قنبر في قناة البغدادية دفع البعض الى اطلاق لقب ( حرامي بغداد ) عليه ...والآن ، توفي الرجل .. لم يأخذ شيئا من ثراء عائلته ولامن الثروة التي اتهم بتسريبها الى الخارج من خير العراق وعرق العراقيين ، ومن جديد اختلف العديد بشأن طريقة وفاته فالبعض يقول انه مات كمدا اثر ذبحة صدرية بعد ان سلطت الاضواء بشدة على ملفات فساده ولأنه لم يحظ بأي منصب يليق بنضاله ضد الدكتاتورية ولم تهتم به كتلة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية التي انظوى تحت لوائها لضمان الفوز بالانتخابات الاخيرة وبعض آخر يرى انه مات مسموما لترشيحه من قبل العبادي لتسلم منصب مهم في الحكومة الحالية ضمن عملية الاصلاحات التي يقودها ولم يعرف احد ماهية المنصب واذا ما كان الخبر صحيحا اصلا ؟!...
ولأن الرجل قد مات الآن ، فلاداع للشماتة او تسطيرمحاسنه دون الالتفات الى اخطائه ..مانحتاجه الآن هو تشريح دقيق لشخصيته وافعاله قبل تشريح جثته –حسب طلب اسرته –لمعرفة سبب وفاته ..يهمنا الآن ان نقارن بين افعاله التي اتخذت لدى البعض سمة الدفاع عن الشعب العراقي ضد الدكتاتورية والسعي الى بناء ديمقراطية حقيقية ومثلت لدى البعض الآخر اول قشة قصمت ظهر العراق حين سعى الى حل الجيش العراقي السابق ليتحول العديد من افراده الى مؤيدين لتنظيم القاعدة والى اجتثاث البعثيين الذي احترق به الاخضر واليابس معا ..ربما كانت نواياه حسنة لكن التطبيق كان محبطا يضاف اليه ماانكشف من ملفات استنزافه لخيرات وثروات العراق لصالحه ..
مازلنا رغم ذلك غير شامتين بل نود الاشارة الى انه كان واحدا ممن اسهموا عبر (تحرير العراق ) في دفعه الى هوة الضياع والطائفية والفقر وهاهو يرحل وحيدا في كفنه الابيض ككل العراقيين الذين فقدوا حياتهم طوال فترة الحكم ( الديمقراطي ) لكن الفرق بينهم ان العراقيين يتركون وراءهم ارثا من المعاناة والترمل واليتم بينما يترك السياسي حين يرحل ارثا من الافعال التي تظل نقطة خلاف بين من يظنه عمل لخير العراق ومن يراه مخطئا بحق العراق ..الحسنة الوحيدة في كل ذلك اننا قادرون على انتقاد الخطأ علنا لكنها لاتكفي فالديمقراطية تبقى كسيحة مادمنا قادرون على القول ...والقول فقط !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/09



كتابة تعليق لموضوع : مجرد كلام : عندما يرحل السياسي ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net