صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

مَشيْناها وما كنّا نَراها

فألقتْ حِمْلها ورَعتْ خُطاها

 

وطافتْ في مَعاقِلها رؤانا

فاشْقتنا ولا بدٌّ سِواها

 

بدأناها صِغارا دونَ همٍّ

فأوْرَدَنا الزمانُ لمُنْتهاها

 

وكانتْ ذاتَ إسْعادٍ وبَهْجٍ

تُقبّلنا فيُمْتِعُنا شَذاها

 

تَجاوَرْنا بأفئدةِ انْتماءٍ

لعاليةٍ وما فقدتْ عُلاها

 

وأمضى في حَلاوتِها صِبانا

فأمْتَعَنا الزمانُ بمُحْتواها

 

وكان الصُبحُ صبّاحاً بصَيدٍ

منَ الأسْماكِ يَجْمَعنا طُهاها

 

وغزلانٍ مُطاردةٍ وخِشفٍ

وأطيارٍ ووافرها قَطاها

 

بقاطولٍ وما أدراكَ كنّا

نُضاحِكُ نجمةً نثرتْ سَناها

 

بألعابٍ نُداعِبُها بشوقٍ

فترْمُقنا وما خَلعتْ دُجاها 

 

تحدّثني الفوائقُ عنْ صِبانا

ويَسْجُرني الوطانُ بما ابْتلاها

 

فلا قربٌ ولا أملٌ سعيدٌ

فذا زمنٌ يُنازعُنا مُناها

 

ويَمْنعُنا منَ التغريدِ حتّى

تصاخَبتِ المَنايا في ثراها

 

فيا ليتَ الذي صَنعَ ابْتداءً

يُعاودُنا ويُعْلِمنا سِماها

 

أ تذْكرُ كيفَ كنّا في مَراحٍ

نتابعُ مِزنةً وَهبتْ كَماها

 

وكهفا من نظارتهِ عَشِقنا

جمالَ طبيعةٍ سَجعتْ غِناها 

 

نسابقُ صُبْحَنا والنهرُ جارٍ

يُناجينا بأمْواجٍ حَداها

 

ويُطْرِبُنا بأنغامِ إشْتياقٍ

تلامسُ خافقا يَهوى صَداها

 

هيَ الأيامُ قد لاحتْ كبَرقٍ

تخطّفَ روحَنا فبدى جَواها

 

يُعلّلني الزمانُ بمُسْتعادٍ

وما عادتْ ولا ذكرتْ رَياها

 

وقفتُ على طِلالٍ دونَ ماءٍ

كأنّ الكهفَ مِنْ ظمئٍ سَلاها

 

تهاوتْ كلّ طيبةٍ ببئرٍ

وألقتْ في مَواطنها أُساها

 

لماذا دَهْرُنا أضْرى عَليْنا

ليَمنعَنا الحياةَ وقدْ حَباها

 

وسامراءُ مِنْ وَجعٍ وقهرٍ

تُناخي جَدّها عمّا اعْتراها

 

أ ضيمٌ في متاهتهِ اسْتباقٌ

وعاتيةٌ بنا بلغتْ ذُراها

 

أجيلُ الفكرَ في زمنٍ مُعَنّى

فيُعْلِمُني لِمَ انْقلبتْ سَفاها 

 

أضاليلٌ بها الأيامُ تَشقى

على صُعدٍ تولاّها عِداها

 

فتلقمُ أمّةً سوءً وضُرا

وتُقْحِمُها بما رَفضَتْ قَناها

 

أرى الأيامَ تأكلنا حَصيدا

وتلفظنا وما تعبتْ رَحاها

 

كأشجارٍ إذا سَمَقتْ تهاوتْ

وإنْ صَمَدتْ سيقتلها لُحاها

 

بداياتٌ ومَوْردُها انْتهاءٌ

كأنّا بينَ جَفْنَيْها قَذاها!!

 

حَسِبْناها مُؤلّقةً وجَذلى

فأرْدتنا بعاديةٍ فِداها

 

أيا حُلما تباكى دونَ دَمعٍ

على بلدٍ أذلّتْ مُرْتقاها

 

طَربْنا مِنْ حَلاوتِها وهِمنا

بآتيةٍ يُغالبنا هَواها

 

فهلْ فُقنا بفائقةِ ارْتقاءٍ

وهلْ وَصلتْ لهاويةٍ سُعاها؟!

 

تفرِّقُنا البلادُ بما دَهاها

وتَنْثرنا على صُعدٍ عّداها

 

وتخْلعُنا منَ الأحلامِ بُغتا

وتُغْمِدُنا إذا دارتْ رَحاها

 

أعاصيرٌ مُدلْهَمةٌ وتترى

تُداهِمنا فتُعْلِمنا المَتاها

 

تمكنتِ الخطايا واسْتقامتْ

وكلّ خطيئةٍ رفعتْ لواها!!

 

ومِنْ سوءٍ إلى سوءٍ تردّتْ

بسيّئةٍ ترى سوءً دَواها!!

 

رمَيْنا فارْتميْنا مِثلَ صَيْدٍ

لأنّ السَّهْمَ قدْ قتلتْ أباها!!

 

فكنْ وَطنا إذا الأوطانُ ضاعتْ

وعِشْ عَلما بأمْجادٍ تباهى!!

 

*إلى فائق رفيق الطفولة والصبا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/08



كتابة تعليق لموضوع : الفوائق!!*
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net