صفحة الكاتب : د . محمد تقي جون

ثورة الحسين بن علي (عليها السلام) (61هـ) قراءة أكاديمية
د . محمد تقي جون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ثورة الحسين (عليه السلام) أول ثورة علوية. وقد سعت إلى تحقيق هدف سماوي هو العودة إلى الإسلام الحق بعد انحرافه على يد معاوية وابنه يزيد. وهي ضرورة لابد منها؛ لان الانحراف يزداد مع الأيام ويجر إلى عواقب أوخم. وبهذا نستطيع قراءة التخطيط والإصرار من الإمام الحسين قبل إرسال الرسائل التي مثلت (شرارة الثورة). وثورة الحسين أكثر الثورات العلوية التصاقاً بالنفوس ومشاعر الحزن، لاتصالها بفاجعة قتل وسبي آل البيت النبوي. ولكن تبقى الحاجة قائمة إلى كتابة نص أصلي للمقتل خال من الإضافات والتفرعات التي أضيفت له؛ لأن المقاتل استندت إلى رواة لا يملكون الوعي الكافي بماهية الثورة الحسينية. وإذا كانت رواية أبي مخنف الأفضل برأي الطبري فهي قاصرة في رسم صورة كاملة لقضية الحسين. 
   إن فهم فلسفة ثورة الحسين ينطلق من أمرين: الأول اعتقاد أهل البيت بحقهم في إمامة الأمة اعتقاداً نهائياً، للحفاظ على تطبيق مبادئ الإسلام، وصيانة المسلمين من الجور والفجور. وهو جليّ في بيان الإمام سبب خروجه: 
 " إنما خرجت اطلب الإصلاح في امة جدي محمد، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"(1). والثاني اشتراط الثورة بوجود الأعوان (الناصر) ويسقط عنهم التكليف دون الحق بعدم وجود الناصر، وهو ما أسسه قول الإمام علي: 
 " لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم وسغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها"(2). أي: " إن الغرض تعين ويوجب مع وجود من انتصر له على رفع المنكر ومنع الباطل"(3). وعلى هذا الأساس كان على الحسين وجوب الذهاب إلى الكوفة لا استحبابه بعد ورود الرسائل التي تؤكد انتصارهم له إذا جاءهم.
  ثمة تزيدات وأفكار خاطئة في المقاتل ممكن تأشير بعضها، كالزعم بأن الحسين قال غداة الطف:" إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني"، فهذا القول هو بيت من الشعر للخطيب الشيخ محسن أبو الحب الحائري (ت1305هـ/1888م)(4). 
  كما أضيف إلى دعاء الحسين على أهل الكوفة؛ فرواية أبي مخنف:  " اللهم امسك عنهم قطر السماء، وامنعهم بركات الأرض. اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترضي عنهم الولاة أبداً"(5). وروي في مقاتل أخرى متأخرة بإضافة ".. وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبَّرة.. ينتقم لي (وفي أخرى ينتصر لي) ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم"(6). فمع التحفظ في الغيبيات التي على البحث الأكاديمي أن لا يتكئ عليها، فهذا الأمر مغلوط؛ لأنه موزع بين المختار والحجاج فكلاهما ثقفي، فإذا كان المراد المختار فهو لم ينتقم من كل قتلة الحسين، وترك الكثير من (مقاتليه وخاذليه) بل استعان بهم، ودعاء الحسين موجه إلى الكوفيين بلا استثناء. وان كان المراد الحجاج، فهو انتقم من الكوفيين كلهم عدا قتلة الحسين، وبطريقة لا ترضي الله ولا الحسين، فضلا عن كون الحجاج مجرماً ولا يليق بالحسين انتظاره لأخذ حقه!! 
  وظهر في الأحداث اثر لحصان الحسين عند الخوارزمي ولكنه معقول: "واقبل الفرس فوضع ناصيته في دم الحسين، وذهب يركض إلى خيمة النساء وهو يصهل ويضرب برأسه الأرض عند الخيمة، فلما نظرت أخوات الحسين وبناته وأهله إلى الفرس ليس عليه احد رفعن أصواتهن بالصراخ والعويل"(7). ولكنه يصبح أسطوريا عند ابن شهرأشوب فهو يذبّ عن الإمام الحسين بعد سقوطه، ويحامي عنه، ويثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه حتى قتل أربعين رجلاً(8)، فإذا كان قتلى جيش الكوفة في أصح المرويات ثمانية وثمانين(9)، فيكون الحصان قتل نصفهم تقريباً، وقتل الحسين وأهل بيته وأصحابه النصف الآخر!! 
  وتضاربت الروايات في أمور جوهرية من الثورة، كالرواية التي تقول باضطرار الإمام إلى ترك مكة، أي انه لو لم يتركها لقبض عليه فيها. فعن لسانه:
 " وأيمُ الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني"(10)، فهو جهل بحقيقة أنَّ الحسين جاء الى العراق برغبة لا قسرا، وان نهوضه كان واجباً عليه مع وجود الناصر. 
  وكالرواية التي تجرد الحسين من واقعيته، وتجعله منفذاً لقدر مبلّغ به سلفاً، فهو لم يسعَ للإصلاح كما صرح، ولا عاصر أحداث القضية، بل عاشها مستسلماً لزمن فائت. وهو إبلاغ الرسول إياه بأنه يقتل في كربلاء:
" كأني وأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً"(11). فهذا القول ذكرته الكتب المتأخرة الشيعية، والحسين دفن بكامل جسده ثم دفن معه الرأس بعد جلبه من الشام، فالذئاب لم تأكل أحشاءه! وفي هذا قال الشريف الرضي:
تَهابُهُ الوَحشُ أَن تَدنو لِمَصرَعِهِ       وَقَد أَقامَ ثَلاثاً غَيرَ مَقبورِ(12)
 وإذا أنبأ النبي محمد (r) الإمام الحسين بأنه يقتل في كربلاء، فإن الإمام حتماً سيضع في الحسبان أن الله (جل وعلا) يثبت ويمحو. ويؤيد هذا ما جاء روايةً عن الثائر الشهيد (يحيى بن زيد بن علي) عندما أخبره (متوكل بن هرون) وهو متوجه إلى إيران لإعلان ثورته، في حديث دار بينهما استفسر يحيى فيه عن رأي الإمام جعفر الصادق في خروجه. فأجابه: سمعته يقول: انك تقتل وتصلب كما قتل أبوك وصلب، فتغير وجه يحيى وقال (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(13) واثقاً من صدق الإمام جعفر الصادق، ومن صدق قول الله، فلعل الله قضى بغير ما أعلم به من خبر مقتله، فجعله ينتصر ويديل من الأمويين. 
  وثمة أمور كثيرة دعت إلى وضع إضافات إلى مقتل الحسين منها: ارتباط مقتل الحسين بمظاهر العزاء والنياحة منذ أمر بها معز الدولة البويهي في عاشر المحرم من سنة (352هـ)(14)، وظهور طبقة من الشعراء والنائحين والنائحات جعلت المقتل باباً للرزق. ويذكر محمد مهدي شمس الدين انه اتسع المجال للتزيد في رواية الأحداث، والتساهل في قبول الروايات التي تؤدي إلى إثارة العاطفة، وقبول استنتاجات بعض الكاتبين في المقتل على أنها وقائع تاريخية(15) وبالمقابل ظهر علماء أجلاء دعوا إلى تنقية المقتل مما لا علاقة له بالثورة الحسينية كالسيد محسن العاملي وآية الله المطهري والسيد عبد الرزاق القرم الذي أنكر وجود أشياء في المقتل مثل (عرس القاسم)؛ لأنَّ القاسم كان وقتها صبياً(16). 
 ولابدَّ من توضيح حقيقة مهمة في الثورة الحسينية، وهي إن الحسين جاء يطلب الانتصار وليس الشهادة فقط، كما يوضح ذلك سير الأحداث منذ ترك مكة وحتى آخر ساعة في القتال. ولو انه طلب الشهادة دون النصر لما أرسل مسلماً، ولا فاوض، ولاختار أخصر الطرق إلى الشهادة. وهو ما وجدناه عند حفيده الإمام جعفر الصادق، فقد احرق رسالة أبي سلمة الخلال لأنه لم ير أهل فارس شيعة له، ومن ثمَّ لا يستطيع تحقيق النصر بجند غير مخلصين, ونجد ذلك لدى الثوار العلويين؛ فكلهم ثار بعد الوثوق من الانتصار وليس الشهادة، ربما يشذ عن ذلك التوابون الذين طلبوا الشهادة دون النصر. 
  ولم تحسم المقاتل موقف الحسين بعد علمه بمقتل مسلم بن عقيل؛ فهو بين الإصرار على الاستمرار والتردد في الرجوع. وفي الحقيقة إن سلطة الكوفة لم تترك له الخيار، فقد كانت مهمة الحر حجزه عن الرجوع وحصره والإتيان به إلى حيث أرادوه أن يكون، أي انه علم بمقتل مسلم حين دخل في (الأرض الحرام). ولو فكر الإمام بالقتال لقاتل الحر، ولكنه حتى وقت التقائه بالحر لم يفكر بالقتال منتظراً اليقين الكامل بنفسه. 
  ويكشف حديث الحسين مع أخته زينب في ليلة الانتظار انه لم يضع في نيته الحرب قبل هذه الليلة البتة، فبعد تأففه وهو يعالج سيفه مع رجز قاله وكرره مرتين أو ثلاثا ( يا دهر أفٍ لك من خليل...) سمعته زينب فأقبلت إليه باكية متفجعة فقالت: "بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله استقتلت(17)! نفسي فداك"(18). فأجابها، مبيناً انه حمل بلا رغبة منه على ذلك بقوله متمثلا: " لو تُرك القطا ليلا لنام"(19)، فقالت:" إنما تغصب نفسك اغتصاباً فذاك أطول لحزني وأشجى لقلبي" فراح يعزيها بأقوال كثيرة. فهذا المشهد ممثلا بإعلانه الأسف واعترافه باضطراره إلى الحرب وظهور عويل النساء بعد معرفتهن بان الحرب واقعة لا محالة، ومكاشفة الإمام أصحابه وطلبه منهم المغادرة، كل هذا يدل على انه تفاجأ بتحول الأمور والوصول إلى خيار الحرب، وهو حتماً يفسر جلبه عائلته، وما كان ليعرضها للهوان لو علم بالحرب. 
الرسائل المزورة
  كان معاوية مدركاً خطر الحسين على الدولة الأموية بوصفه المرشح الأقوى من بعده حسب أحد بنود صلحه مع الحسن (يكون الأمر بعده شورى بين المسلمين)(20)، لذا أوصى ابنه قبل موته بالتخلص من الحسين، لأنه سيظل شوكة في عين استقرار دولته وهاجساً مقلقاً له، كما تخلص هو من أتباع الإمام علي المقلقين كالحسن بن علي ومالك الاشتر بـ(السم المعسَّل). فمعاوية يدرك أن الحسين سيخطط! وهذا يتطلب السرعة في إيقافه، بل قتله بوصف القتل الحل الوحيد مع الإصرار الحسيني الثابت. وهذا يعني عدم إهمال الحسين بل السعي إلى تطويقه منذ الأيام الأولى لحكم يزيد.
 ونحن واثقون من أن خروج الإمام الحسين من المدينة إلى مكة كان للتخطيط للثورة على يزيد الفاجر. واختار مكة لأنها حصن منيع لا يستطيع يزيد أن يطوله فيها، وهي تعني مهد الإسلام والمركز الستراتيجي للثورة والدولة. وقد اعترف غريمه عبد الله بن الزبير للحسين بأنه في مكة غير مدافع عن الخلافة(21). ويؤكد تخطيط الإمام الفعلي للثورة قول ابن عباس لابن الزبير بعد خروج الحسين من مكة الى العراق: " قد خرج الحسين وخلت لك الحجاز"(22)، أو : " قرّت عينك يا ابن الزبير... هذا الحسين يخرج إلى العراق ويخليك والحجاز"(23) وكان عبد الله بن الزبير يتخذ هو الآخر مكة ويخطط للثورة. وهذا يؤكد أن الحسين كان يخطط للثورة بالفعل. وأكدت وقعة الحرة عام 65هـ ذلك وترجمت جهود الحسين التي تركها في مكة حين غادرها إلى العراق.
 فلماذا خرج الإمام الحسين من مكة؟ وهل العراق أفضل من مكة مكاناً للثورة؟ 
نقترح أن يكون يزيد أرسل (رسائل مزورة) الى الحسين ليجتذبه إلى العراق ويوقع به بعد علمه بتخطيطه للثورة، أو تأكده من ذلك، وقد كتبها عن العراقيين دون علمهم، بتواقيع شرفاء الكوفة ورؤسائها. أو انه دجّن بعض أشراف العراقيين لمصلحته فاستكتبهم، لان الحسين قبل المعركة صاح بأشراف الكوفة:
"يا شبث بن رِبعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا لي في القدوم عليكم، قالوا: لم نفعل!"(24). كما أنكر الرسائل الحر بن يزيد الرياحي قائلا للحسين:"والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر!"(25)، وقد عقد ابن زياد لواءً لشبث بن ربعي، وكان معه في القصر عشرون من الأشراف(26)، ووصفهم أبو مخنف كألعوبة بيد يزيد الذي راح يسخِّرهم لاقتياد العراقيين للحرب ضد الحسين كما في قوله: "اشرفوا على الناس فمنّوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة، وخوّفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة، وأعلموهم وصول الجنود من الشام إليهم"(27). والذي يؤكد أن العراقيين لم يراسلوا الحسين، هو أنهم لم يقاتلوا معه البتة، بينما قاتلوا مع الثوار الباقين وان نكصوا بعدها؛ فقد قاتلوا مع سليمان بن صرد والمختار وزيد وأبي السرايا وبقية الثوار، وذلك لأنهم حشدوا فاستعدوا.
 وكانت فكرة الرسائل حمل الحسين على المجيء إلى العراق لأنه في نظر يزيد (ثورة مرتقبة)، ومباغتته خير من الانتظار ليزداد أنصاره وتزداد قوته. ولعل الحسين وضع خطةً أخرى قبل أن تأتي الرسائل. وأرى انه فكّر بالسيطرة على الحجاز (مكة والمدينة) وعزله عن الدولة الأموية لإسقاطه دينياً. ثم الزحف لاحقاً إلى العراق فالشام. وإذا كان هذا الاحتمال صحيحاً فان (الرسائل) كانت خطة استباقية لإلغاء خطة الإمام وجعله يختار العراق نقطة انطلاقه، وهي المنطقة الأضعف، وقد شهد الحسين خذلان العراقيين لأبيه وأخيه أكثر من انتصارهم لهما. وإذا لم يفكر الإمام بهذا الاتجاه، فان يزيد فكر طويلاً فأرسل الرسائل لجلبه إلى العراق فقتله؛ حيث لا ناصر له فالعراق في قبضة الدولة.
  وبهذا الفهم ستكون الرسائل أداة لتحريكه من معقله (مكة). ونستطيع التأكد من ذلك بأن العراقيين لم يتح لهم الاتصال بالحسين والتخطيط عقيب وفاة معاوية وانتقال الحكم ليزيد، بل في هذا الوقت الضيّق والحرج ابتدأت الدولة الأموية تحاصر الحسين لإسقاطه أمام المسلمين بأخذ البيعة منه ليزيد.
  إذاً الرسائل المزورة جعلت الإمام يلغي خطته التي خافها الأمويون منذ معاوية، ويباشر خطة بديلة تحقن الدماء أو تقلل سفكها لذا جلب الإمام معه جيشاً متواضعاً توقعاً للحرب (البسيطة)، وجعل احتماله الأكبر وقوع ثورة شعبية عارمة في العراق بمجرد دخوله، حيث يتم طرد الوالي الأموي، وبعدها يتم الزحف الجاد على الشام في ظل عدم أهلية يزيد والنقمة الشاملة عليه من الأمصار الإسلامية، وثم قتل يزيد والإدالة منه. إلا أن الإمام لم يكن واثقا جداً من العراقيين لذا أرسل ابن عمه مسلماً ليتأكد.
  كان ممكناً حدوث ذلك، فيطرد العراقيون الوالي الأموي، ويتم إعداد جيش جرار من المتطوعين لصد الجيش الشامي الذي ستعده الدولة حتماً، وبعدها الزحف إلى الشام وخلع يزيد وقتله بوصفه الخارج على إمام عصره. كان ممكناً جداً، ولكن الذي أسقط كل تلك الاحتمالات هو أن الرسائل مزورة، وأن العراقيين لا علم لهم بشيء إلا النقمة (المبلوعة). 
أهل الكوفة
 لم يلق مسلم بن عقيل في الكوفة شعباً ينتظره كما جاء في الرسائل المرسلة، ولم يكونوا بلا إمام كما زعموا فيها، بل وجد دولة وحكومة قوية. وحين اجتمع به نفر من شيعة علي دار بينهم حديث عن سبب مقدمه نستطيع قراءة ذلك في كلام المجتمعين. قال أحدهم لمسلم:
" فإني لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أغرك منهم!! أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه، لأجيبنكم إذا دعوتم"(28).   وهذا يدلل على أنَّ الموضوع طرح تواً عليهم، إذ يفترض أن الدعوة موجودة، بل هم الذين دعوه. ولو كانت الرسائل حقيقية لوجد مسلم جيشاً بانتظاره لا يعوزه إلا قائده المنتظر.
 ووجد مسلم أن المطلوب منه العمل من البدء لتهيئة الكوفيين للحسين ليقودهم إلى النصر! ولم تكن طبيعة مقدمه تتناسب مع هذا؛ فالتهيئة للثورة تتطلب السريَّة، والوقت الطويل، والأموال. ومسلم جاء على ظن أنه سيتولى قيادة العراقيين (الجاهزين) ريثما يأتي الحسين فيقودهم، فدخل مكشوفاً وبعد هنيهة صار مكشوفاً حتى لدى صبيان الكوفة. 
 وهنا أدرك مسلم حقيقة أن العراقيين لا يعلمون شيئاً، لذا رفض اقتراح محبيه الذي جاء محاولة يائسة للانتصار، وهو اغتيال أمير الكوفة. فهو يعلم والحال هذه انه حتى إذا أسقط الكوفة فلن يستطيع التهيؤ في وقت قصير لقتال الجيش الشامي. وأخيراً تخلى عنه الذين وعدوه بعدما تحرك يزيد وأميره عبيد الله بن زياد واحكموا القبضة على الكوفة، فقاتل دفاعاً عن النفس بشرذمة لا ناصرة ولا منصورة، بينما كان الكوفيون تحشدهم السلطة لقتال الحسين(29). 
قادة حرب يزيد
تولى قتال الحسين أربعة قياديين، هم كما وصفهم الجاحظ: يزيد (الملك)، وشمر بن ذي الجوشن (الرئيس)، وعبيد الله بن زياد (الأمير) وعمرو بن سعد (قائد الجيش)(30)، وهم بهذا التسلسل في القوة والأثر؛ فابن سعد أضعفهم وهو مفضوح التردد غير واضح الولاء لذا طرده يزيد أخيراً، وهو سطحي في الأحداث وأقربهم إلى السلم لذا التقاه الحسين على انفراد للتفاوض مرارا(31). وكان عبيد الله بن زياد أقوى كرهاً وحرباً ولكنه لا يمثل يزيد، لذا وجدناه قلقاً؛ فانه بادر بقبول الصلح حين عرضه عليه الحسين لذلك قبل بالصلح: "هذا كتاب رجل ناصح لأميره، مشفق على قومه.. نعم قد قبلت"(32). ثم يعترف أنه قتل الحسين بعد وصوله تهديد مباشر من يزيد " أما قتلي الحسين فإنه أشار عليَّ يزيد بقتله أو قتلي، فاخترتُ قتله"(33).
  ويعدُّ الشمر ممثلا ليزيد ومراقباً لسريان الخطة التي وضعها لقتل الحسين، لذا اعترض على قبول ابن زياد الصلح فانبرى قائلا بعنف:" أتقبل هذا وقد نزل بأرضك والى جنبك"(34)؟ ثم اقترح خطة تفاوض سلبية تنسخ وتمسخ الصلح، وقد لقنها الشمر لابن زياد فراح يتبناها لأنها رغبة يزيد وهي " لينزل على حكمك هو وأصحابه، فان عاقبت كنت وليّ العقوبة، وان عفوت كان ذلك لك"(35). لذلك وجدنا عمر يقول للشمر بعدما تلقى من ابن زياد رسالته التي تضمنت خطة الشمر البديلة " أفسدتَ علينا أمراً كنا رجونا أن يصلح، والله لا يستسلم الحسين أبداً"(36)، وهو ما كان فعلا فعندما عرضوا الأمر على الحسين عرف الأمر وتبينه فاستمهلهم إلى الغد ليستعد للقتال وينظر في أحوال عائلته، مردداً:" هيهات منا الذلة"(37). 
  لقد أدرك الحسين في هذه النقطة ما خطط له يزيد، وتبينت الحقيقة كلها، لذا أراد تسريح كل من معه حتى أقاربه في قوله لهم: " إنَّ القوم ليسوا يقصدون غيري، وقد قضيتم ما عليكم فانصرفوا، فأنتم في حل"(38)، ولكن ما كان لهم تركه وما كان له إجبارهم على ذلك.
معدمة الطف
 ليس من الدقة والصواب إطلاق اسم حرب أو معركة أو وقعة أو أي اسم عسكري على حادثة الطف، فهي بين فئتين مختلتي العدد جداً؛ أفراد (نحو مائة) مقابل آلاف (نحو عشرين ألفاً). وان استقراء النصوص بعمق، يظهر أنها شكل من أشكال الإعدام! فكان أصحاب الحسين يتقدمون إلى المبارزة أو القتل الجبري واحداً تلو الآخر. وكانت المبارزة الطريقة القتالية الوحيدة المفروضة، بدأت بها المعركة وانتهت، فكان الرجل يستأذن الحسين ويودعه ويتقدم. وقد جاء في مقاتل الحسين أن عبد الله بن عمير استأذن الحسين فإذن له(39)، وترد استئذانات من عمرو بن قرظة وحبيب بن مظاهر وآخرين. وجاء عن الصحابي الشيخ أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي "انه لما جاءت (نوبته) استأذن الحسين(40)، وفي تاريخ اليعقوبي: ثم تقدموا رجلا رجلا(41).. وذكر الخوارزمي أن أصحاب الحسين " كانوا يأتونه الرجل بعد الرجل للاستئذان ثم يحمل فيقتل حتى قتلوا عن آخرهم"(42). فالقتال لا يحمل أي معنى لشرف القتال وكرامة الفرسان من جهة الكوفيين، وصار الرجل من أصحاب الإمام يتقدم لموت مضمون وكأنه يعدم وهي النتيجة الحتمية.
 وقد أدى إلى هذه الصورة من القتال أمران: الأول رغبة السلطة الكوفية في أسر الإمام (إن أمكن) أو قتله قتلا مشرفاً لها، فرأت من العار عليها أن تطبق بجيشها الكبير على أصحابه القلة، والثاني: عدم إيمان الكوفيين بشرعية قتل الحسين، وهذا جعل جيشهم غير مجمع على قتاله فلم يقاتلوا بروح الجميع. وقد جاء في المقاتل انه مكث طويلا من النهار، ولو شاء الناس أن يقتلوه لقتلوه ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض، ويحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء(43). لذلك ذهبت سدىً صيحة عمر بن سعد في بداية المعركة " احملوا بأجمعكم إنما هي أكلة واحدة"(44)، وانفرد ابن طاووس بذكر اشتباك للجيشين في البدء(45)، وهو مخالف للمنطق؛ إذ لو وقع هجوم شامل من الكوفيين على أصحاب الحسين لأفنوهم عن آخرهم وما كان بعده قتال.
 وكانت خطة جيش الكوفة حمل الحسين على الاستسلام، متخذين إلى ذلك خطوات: الأولى قتل خيول الحسين رشقا بالنبال لشل حركة جماعته وتسهيل تطويقهم، وهكذا تحول أصحاب الحسين كلهم رجَّالة(46). والخطوة الثانية حرق الخيام لأنهم جعلوها خلفيتهم فلم يقدر جيش الكوفة على قتالهم إلا من جهة واحدة، فأرادوا بحرقها أن يحيطوا بهم(47). أما الخطوة الثالثة فكانت الحصار المائي لإضعافهم عطشا، ولو أرادوا إبادتهم لأطبقوا عليهم وأفنوهم دون الحاجة إلى هذه الخطوات، وحين يئسوا منه عملوا على قتله وقتل أصحابه بهذه الطريقة. 
 وإذا أضاف الكوفيون، بسبب تفوق أصحاب الحسين (فرسان المصر) في المبارزة، الرمي بالحجارة والرشق بالسهام والهجوم بعدد معقول، فهذا لم يخرج الحادثة عن شكل (البراز) وصفة (المعدمة). وكان استشهاد الإمام الحسين ومن معه في يوم الاثنين 10/ 1/ 61هـ الموافق 11/ 10/ 680م(48). وبعد مصرعه المشرِّف قطع رأسه وحمل مع سبايا أهل بيته إلى الشام.
العراقيون والحسين
  أعطت مأساة الطف صورة سلبية عن العراقيين، وشعوراً عميقاً لديهم بالذنب انعكس في لا شعور الشخصية العراقية إلى الآن. ولا أرى أنَّ العراقيين يحملون كل هذا الوزر الذي يذكره التاريخ إذا قرأنا باستيضاح أحداث الطف. 
 إن عدم استجابة العراقيين للحسين فيها غرابة حقيقية؛ فهم قاتلوا مع أبيه الإمام علي ونصروه في الجمل، وقاتلوا معه في صفين وقاربوا النصر لولا خدعة المصاحف. ولم يخذله إلا القادة غير المخلصين كابن الأشعث والأشعري. أما جمهور أهل الكوفة فلم يتخلوا عنه. كما قاتل أهل الكوفة بعد الحسين مع التوابين والمختار وأبي السرايا وغيرهم كما سنرى، فلماذا تنكروا للحسين هكذا؟!!
  الجواب: إنَّ يزيد استدرج الإمام الحسين إلى العراق وكان يريد الثورة في مكة، فجاء إلى العراق والعراقيون بلا علم بمقدمه حتى جاء مسلم بن عقيل وأعلمهم. فهم غير مهيئين للثورة بتاتاً، وفي مقابل ذلك كانت السلطة متهيئة ووضعت خطة جاهزة لقتله. وما كان مسلم بقادر على تهيئة الأمور بهذه السرعة، إذا أخذنا بالاعتبار أن تهيئة جيش لثورة في ذلك الوقت يحتاج إلى وقت طويل ومال كثير، كما فعل ذو النفس الزكية وإبراهيم، فإنهما احتاجا إلى (ثلاث عشرة سنة!!) لجمع الأتباع ومن ثم الثورة! فكيف يستطيع مسلم أن يجمع الناس في وقت قصير وهم بلا علم مسبق؟؟ وحين جاء مسلم إلى الكوفة طوقته السلطة ولم تتركه حراً ليجمع الأتباع، ثم قتلته. وبوصول الحسين إلى الكوفة حُبس الرؤساء عن الناس حتى لا يوجهوهم إلى مناصرة الحسين، فكان الناس كالسائر بلا دليل، سوى توجيههم من السلطة لقتل الحسين. 
  ويفهم من خطاب الإمام الحسين إلى الكوفيين قبل الحرب وهو يحاول أن يعرِّفهم بنفسه ومنزلته وإيمانه، والشمر يحاول منعه ويتهمه ويتهم من يسمعه بأنه يعبد الله على حرف(49)، بأنَّ سلطة الكوفة لم تعرّف الناس به، بل موَّهت عليهم بأنه شخص خارج على إمامه ويدَّعي انه الحسين بن علي!! انظر خطاب الإمام للكوفيين:
" ألستُ ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله، وابن وصيه وابن عمه، وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الطيار في الجنة عمي؟ أولم يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ولأخي: أنتما سيدا شباب أهل الجنة؟ فان صدقتموني بما أقول وهو الحق؟ وإن كذبتموني فان فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم. سلوا جابر بن عبد الله، أو أبا سعيد، أو سهل بن سعد، أو زيد بن أرقم... فان كنتم في شك مما أقول أو تشكون في أني ابن بنت نبيكم فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري(50)".
  ويقنعنا تردد جيش الكوفة في الإطباق على الحسين، ثم التردد في قتله عندما سقط بأنَّ الجيش الكوفي كان على فئتين: فئة من أتباع السلطة والمطمَّعين بالمال، كما أشار السيد الحميري:
لم يَدعهُمْ لقتالهِ       إلاّ الجُعالةُ والعطيّهْ(51)
 وهي الأقل. وفئة أرهبت واقتيدت قوداً فكانت بين التردد والقتال، وهي أغلب أهل الكوفة، وهذه الفئة هي الخاذلة. وهذه الفئة خذلته رهبة لا رغبة وقد ندمت وأنتجت التوابين، كما طالبت كل ثائر علوي بأخذ ثار الحسين من القتلة، وهو دليل على أنهم ليسوا من القتلة. كما نجدها تنصر الثائرين الذين يرفعون شعار الرضا من آل محمد والمقصود بهم الأيمة من ذرية الإمام الحسين. وهذا يلزمنا أن نصحح قراءتنا لأهل الكوفة وتاريخ الكوفة الثوري العلوي.
فلسفة الثورة الحسينية 
 تمثل معدمة الطف انتصار الدم على السيف، والحق على الباطل، والمبادئ السماوية على القوة الغاشمة. فكانت الحدث الذي جعل من المستحيل للخلافة الأموية أن تصير شرعية أو تستمر(52). ومثلت الثورة الحسينية في قيامها سابراً لعمق الإسلام في المجتمع العربي والعراقي خاصة، إذ أظهر قتاله والتخاذل عن نصرته ضعف الإسلام في النفوس فعلاً مؤثراً وتناقصه في أدائهم الإسلامي وتحمل عبأه. 
 كما أظهرت الثورة الحسينية عدم استكمال المجتمع الإسلامي الإجراءات الفكرية الأساسية للثورة التي تبدأ بالوعي وتتنامى في الإدراك إلى الترجمة بالفعل المسلح، ومن ثمَّ أظهرت عدم أهليته للجهاد والتضحية وإطاعة القائد الذي لا يعوض كالحسين بن علي. وكانت ردة الفعل من أيمة أهل البيت (عليهم السلام) بعد الحسين الالتجاء إلى العلم لمباشرة العمل الجهادي من البداية، والسعي إلى تأهيل المجتمع وصولا إلى خط الثورة الناصرة المنصورة، أو بالأحرى أصبح الأيمة ابتداءً من الإمام السجاد وحتى الإمام المهدي قبل الغيبة منتظرين دون أن يحين زمان (النضوج الثوري) كما يبدو. وهذا جعل الأيمة غير مختارين للثورة لأنها (هدف مؤجل حتى النضوج)، مما جعل ثورة الحسين فريدة بين الثورات العلوية كافة. 
  إنَّ فهم الفلسفة الحسينية يقتضي التفريق بين ثورة الحسين وفاجعة الطف الاليمة، مع إعطاء التقدير والاعتبار للفاجعة. ولكنَّ الكثيرين يدمجونهما ويطغون المأساة على الثورة. يذكر محمد مهدي شمس الدين أنَّ المأتم الحسيني كان هدفه تصوير أحداث الثورة، وابتداءً من احتلال المغول دخله اللطم، فأصبح هدفه الإثارة النفسية والعاطفية(53). وتلا ذلك إضافة الزهد السلبي فلسفةً جعلت من الذكرى الحسينية عملا من أعمال الموت لا عملا من أعمال الحياة، فهي طقس يفيد الإنسان في قبره وليس حافزا يحمله على تغيير واقع حياته البائسة. واعتبرت ثورة الإمام وكأنها عمل قام به الحسين ليمكِّن الناس – عن طريق ترداد قصته وحكايتها بالألفاظ- من دخول الجنة بهذا النوع من النشاط الكلامي"(54). 
  إنَّ الفاجعة تستحق الحزن والبكاء، ولكن الإسراف يبعد عن ماهية الثورة الحسينية، فالحسين اختار مصيره اختياراً لكراهته للذلة، وهو بوصفه إماماً كان عليه الدفاع عن صورة الإسلام ضد السلطة التي تحكم باسم الإسلام ظلماً وعدواناً بأي ثمن. 
 والحسين ثورة إسلامية مستمرة، وقائد ينتظر مؤيديه في كل زمان؛ فهو منذ خروجه للإصلاح  في امة جده سنة (61هـ) والى الأبد يثور لهذا الهدف، فثورته لم تنته في وقتها، بل هي قابلة للتفجر ضد يزيد كل عصر. بهذه النظرة يقرؤه المثقفون والقادة والثوار من العالم العربي والمسلم وكل العالم. وهذا جعل القوى الشريرة تحاول محوه من ذاكرة الناس بصورته الجبارة، وجعله في صورة الضحية الذي يستحق البكاء فينتهي تأثيره الثوري وتنطوي ماهيته. وفي هذا المعنى قلت:
حينما غالَ الحسينَ الطفُّ وقدَّه نصفينِ فيه السيفُ
فنصفه خبزاً غدا لجائعٍ ونصفه محضَ ضياءٍ يصفو
تبقى لمظلومينَ نصراً واثقاً يزلزلُ الجناةَ منه الخوفُ
  وثمة شيء آخر هو إن ثورة الحسين انطلقت من مبادئ الإسلام فهي تمثل المسلمين كافة، فلا يجوز اعتبارها تراثاً مذهبياً للشيعة، وانَّ صبغتها الشيعية جاءت نتيجة عوامل تاريخية(55). بل هي أيضاً لغير المسلمين والموحدين ممن سجل إكباره للقضية الحسينية؛ فهذا غاندي يقول: " تعلمتُ من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر"(56). ونجد الناس في ذكراه وزيارته يأتون من كلِّ حدبٍ وصوب من المعمورة. 
 وفي السنة التي ألفتُ فيها كتابي هذا وافى العاشر من المحرم فأمطرت السماء مطراً غزيراً، فأعطاني الحسين بعد 1376 سنة من استشهاده درساً في الإيمان بالله؛ فالحسين مات عطشان ولو شاء الله لأمطرها كما أمطرها هذه السنة فلم يمت الحسين عطشان، ولكنَّ الله لم يمطرها لأمر شاءه وقدَّره وحده. ولم يتزحزح إيمان الحسين بالله، أو يبرم ويضجر وهو يرى عياله يموتون عطشاً في أيام يكون بها مطر، بل هو وعياله آمنوا ورضوا بالمشيئة الإلهية. والحسين بعد هذا أراد أن يعطي درساً في الرضا بقضاء الله وقدره للناس إذا طلبوا شيئاً فحرمهم الله منه، أو كان بالمتيسر أن ينالوه فلم يقسمه الله لهم.  
هذا جزء من كتابي (الثورات العلوية 61- 329هـ كتابة التاريخ وقراءة الشعر)
الهوامش
(1) مقتل الحسين للخوارزمي: 1/ 273.
(2) شرح نهج البلاغة،: 1/ 202.
(3) رسائل المرتضى: 2/113.
(4) ينظر: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص): 3/ 112؛ الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن: 6.  
(5) مقتل أبي مخنف:192.
(6) لواعج الأشجان: 132؛ مستدرك سفينة البحار: 241.
(7) مقتل الحسين للخوارزمي: 2/42- 43.
(8) مناقب آل أبي طالب: 3/215.
(9) تاريخ الطبري، ج4، ص348؛ الكامل في التاريخ، ج4، ص80؛ البداية والنهاية: 8/206؛ مقتل الحسين لأبي مخنف:202.
(10) تاريخ الطبري: 4/289.
(11) مثير الأحزان: 29.
(12) ديوان الشريف الرضي: 1/ 488.
(13) ينظر: الصحيفة السجادية:  3- 5. والآية سورة الرعد: 29.
(14) الكامل في التاريخ: 8/549. 
(15) واقعة كربلاء في الوجدان الشعبي: 280.
(16) ينظر: مقتل الحسين لعبد الرزاق القرم: 320.
(17) في لسان العرب: استقتل: هو أن يطرح نفسه في الحرب، يريد أن يَقتل أو يُقتل لا محالة. (لسان العرب: 11/ 54).
(18) تاريخ الطبري: 4/ 319.
(19) جاء في مجمع الأمثال: أن عمرو بن مامة نزل على قوم من مراد فطرقوه ليلاً، فأثاروا القطا من أماكنها، فرأتها امرأته طائرة، فنبهت المرأة زوجها فقال: إنما هي القطا؛ فقالت: لو ترك القطا ليلاً لنام. يضرب لمن حمل على مكروه من غير إرادته (ينظر: مجمع الأمثال: 3/ 82.
(20) كتاب الفتوح: 4/291.
(21) ينظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: 14.
(22) مقاتل الطالبيين: 73.
(23) الكامل في التاريخ: 4/40.
(24) الكامل في التاريخ: 4/562.
(25) الأخبار الطوال: 249.
(26) مقتل الحسين لأبي مخنف:43.
(27) مقتل الحسين لأبي مخنف: 45.
(28) ينظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: 20.
(29) ينظر: مقتل الحسين لأبي مخنف: 89.
(30) كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان: 129.
(31) ينظر: الكامل في التاريخ: 4/557.
(32) الكامل في التاريخ، 4/557.
(33) الكامل في التاريخ: 4/ 140.
(34) الكامل في التاريخ: 4/557.
(35) الكامل في التاريخ: 4/557.
(36) الكامل في التاريخ: 4/558.
(37) كتاب الاحتجاج: 2/ 24.
(38) تاريخ اليعقوبي: 2/244.
(39) البداية والنهاية، ج8، ص196.
(40) إبصار العين في أنصار الحسين: 100.
(41) تاريخ اليعقوبي: 2/245.
(42) مقتل الحسين للخوارزمي: 2/29.
(43) الكامل في التاريخ: 4/572.
(44) مقتل الحسين للخوارزمي: 2/11.
(45) ينظر: الملهوف في قتلى الطفوف: 60.
(46) تاريخ الطبري: 4/333.
(47) تاريخ الطبري: 4/ 333.
(48) أخرجنا ذلك بالتقويم الالكتروني. وذكر الأصفهاني أن العامة تقول انه قتل يوم الاثنين، وهناك من يقول يوم السبت، واختار هو يوم الأحد اعتماداً على التقويم الهندي. والصحيح ما ذهبنا إليه اعتمادا على التقويم الالكتروني لأنه الأدق، ولأنه يتفق مع ما ذهبت إليه العامة في العصر العباسي، وهو شيء توارثوه بالتواتر. (ينظر: مقاتل الطالبيين: 84- 85).
(49) يعبد الله على حرف أي هو على طرف وجانب من الدين، لم يدخل فيه على الثبات والتمكن، كالقائم على حرف الجبل مضطرب غير مستقر يعرَّض أن يقع في احد الجانبين لضعف قيامه. (تفسير البغوي:3/ 277)
(50) الكامل في التاريخ: 4/ 61- 62.
(51) ديوان السيد الحميري، تقديم: نواف الجرح (بيروت، دار صادر): 180. الجُعالة: ما يجعل للإنسان مقابل شيء يعمله.
(52) ثقافة المقاومة، المقاومة في الخطاب الشيعي: 91.
(53) واقعة كربلاء في الوجدان الشعبي: 277- 278.
(54) واقعة كربلاء في الوجدان الشعبي: 285.
(55) ثورة الحسين في الوجدان الشعبي: 42.
(56) من أخلاق الإمام الحسين: 248.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد تقي جون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/07



كتابة تعليق لموضوع : ثورة الحسين بن علي (عليها السلام) (61هـ) قراءة أكاديمية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net