صفحة الكاتب : عمار العامري

مسيرة الچلبي تنتهي بالعتبة الكاظمية‬
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انتهت المسيرة الحافلة بالعطاء السياسي والعلمي والاجتماعي؛ لأحد ابرز الشخصيات السياسية العراقية المعارضة لنظام البعث, والذي يعتبر مهندس التغيير لنظام صدام عام 2003, ذلك هو الراحل الدكتور احمد الچلبي, الذي ينحدر من عائلة ارستقراطية ألبرالية.
مسيرة انتهت في احد أهم معالم التشييع في العالم, ليوارى الثرى جثمان الچلبي في العتبة الكاظمية المقدسة, بمباركة المرجعية الدينية في النجف الاشرف, ما أثار تساؤلات كثيرة ومهمة؛ قد تتوفر الإجابة على بعضها, ولكن تبقى القناعات متضاربة في البعض الأخر, لاسيما وقد رافق وفاته انحطاط بالجانب الأخلاقي والسلوكي للبعض, مدعوماً من منظومات حزبية وفئوية قاصرة.
أولاً: يعتبر الدكتور الچلبي من أبناء العائلات العراقية الوطنية العريقة, حيث دفن جده سابقاً في العتبة الكاظمية المقدسة, ودفن والده في مقام السيدة زينب"ع" بالشام.
ثانياً: قدمت عائلة الچلبي خدمات جليلة للمرجعية الدينية في العهد الملكي, ورفع راية الدفاع عن حقوق العراقيين في العهود الجمهورية, وعارضت كل سياسات الظلم والاضطهاد.
ثالثاً: يعتبر الچلبي من الشخصيات المهمة, التي اطلعت الرأي العالم على جرائم حكم صدام, وأقنعت الدوائر الأممية والدولية بضرورة مساعدة الشعب العراقي, للخلاص من الدكتاتورية.
رابعاً: ساهم الچلبي بشكل كبير في وضع خارطة عراق ما بعد التغيير, فقد أسس "البيت الشيعي" كغطاء وحدوي للقوى الشيعية, ومنه انطلقت فكرة توحيد الإطار الشيعي تحت خيمة واحدة, كما لعب دوراً في رسم السياسة المالية والمصرفية والاقتصادية للبلاد, رغم ما لحق فيه من استهداف شخصي وإبعاد عن المواقع المهمة.
خامساً: لم يفارق الحياة حتى ترك حسنة يترحم عليه بعد رحيله, وهي تسلمه "لملفات الفساد" وكشف "كبار المفسدين في العراق" خلال السنوات الأخيرة, واهم "ملفات غسيل الأموال, والمصارف والصفقات الوهمية".
ورغم أن وفاة الچلبي كانت مفاجئ, وتعتبر خسارة للعراق في الوقت الراهن, ألا أنها أثبتت وجود تيارات مصرة على الفساد المالي بحق الشعب العراقي, إلا أن ما يطمئن العراقيين عن مصير أموالهم, هي إن الراحل الچلبي, قد سلم الأمانة للمرجعية الدينية قبل يوم من رحيله.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/06



كتابة تعليق لموضوع : مسيرة الچلبي تنتهي بالعتبة الكاظمية‬
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/06 .

ٱلأستاذ عمار العامري .
السلام عليكم .
ٱعلق فقط على مقالكم .من نقطة نظام هو عملية دفن السيد المرحوم الجلبي في العتبة الكاظمية المطهرة .فهناك مقابر خاصة للمسلمين يوارون فيها الثرى .وقد دفن فيها الكثير من الشخصيات والرموز .لكن قدسية هذه ٱلأماكن التي دفن فيها رفات ٱشرف خلق الله ٱهل البيت .ع. تجعلنا نتسائل عن الغاية التي دفن فيها المغفور له الدكتور ٱحمد .بهذا المكان ومن ٱذن وسمح بذلك .ولماذا ؟
فهذه ٱلأماكن ليست مقبرة يدفن بها ٱي شخص حتى وٱن كان ذو منزلة وفضل على العراقيون .صحيح ٱن الكثير من العلماء دفنوا داخل حرم ٱهل البيت .ع. لكن تلك ظاهرة يجب تقنينها حتى لاتتحول رياض ٱهل البيت .ع. مقبرة ربما يستغلها ٱخرون مستقبلا .فمهما كان للسيد الجلبي رحمه الله من منجزات ٱو مواقف .هذا لايعطي الحق لأٱي جهة كانت حق التصرف والاذن بالسماح بدفن ٱحد بتلك البقع الطاهرة ذات العنوان الرسالي الكبير .والتي يحج لها يوميا ملائكة ورسل ،.
رحم الله الاستاذ الجلبي وغفر الله له ماتقدم وتٱخر من ذنب .وٱسكنه فسيح جناته .لكن نسجل ٱعتراضنا على عملية الدفن في الاضرحة الالمقدسة ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net