صفحة الكاتب : خالد القيسي

السعيد .. في العراق الجديد ..التظاهر والتهديد !!
خالد القيسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مشهد صادم لفئة قليلة تجمعت أمام الباب الرئيسي لوزارة الكهرباء تندد وتتوعد بالإضراب ومن ثم العصيان ان لم تتراجع الحكومة عن سلم الرواتب الجديد وكذا فعل قسم من أساتذة جامعات القطر بقطع الطريق على المارة والسيارات ..المستغرب والمعيب ماذا أبقت هذه الطبقة لبقية الشرائح أن تفعل وبماذا تدين ؟ ولا ادري أين كان هؤلاء عندما كانت الدنيا زاهية وسائبة لنهب الأموال المخصصة لتحسين منظومة الكهرباء أفي آذانهم وقر أم على  عيونهم  غشاوة عطايا الفاسدين ..فساد الوزراء والمدراء العامين وفساد المفتش العام . تعرفونهم بالأسماء والمناصب والألقاب ..وكل الأسرار تحويها ملفات مستشارية الأمن في الوزارة ..أحقا تطالبون بشرعنة فساد ان يستمر على حساب الغلابة من الناس ؟وانتم جالسون في مكاتب فخمة لا تنقطع عنها الكهرباء ولا الماء..مخصصات مهنة للاختصاص مقبولة ..ولكن مخصصات صرف البانزين ..ومخصصات النقل ومخصصات الطعام والساعات الإضافية ..ومخصصات الخطورة من الهواء والماء البارد صيفا لالتهاب {اللوزتين}والهواء الساخن شتاء لحماية الموظف من {النشلة} اضافة لما لا يعلم ما حصل ما في الصدور من مخصصات السفر والايفادات الى كوريا وماليزيا وايران ..كل هذه هي التي يحتج عليها الاخوة ..كما لم يحتجوا من قبل وصمتوا الصمت الرهيب على الفساد والخراب والسرقات التي حلت في مفاصل الوزارة ومديرياتها ومحطاتها منذ عام 2003ولحد الآن !!..
التغافل عن الليل والنقد في النهار لا توصلنا وتقربنا الى حقيقة سرقات اللصوص لنا ونحن نقترب  مرات ومرات من موت السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وننتظر الموت ستين يوما لاستلام راتب زهيد ..ولا نعرف السراق في رحلة قاربت أكثر من عقد من الزمن !! فلا تغضبوا من عملية المؤاخاة وتقريب المسافات بيننا وبينكم ..على الرغم من ان الاستقطاعات التي ستشملكم محدودة .. إنها حقيقة صمت عنها الآخرون وغضوا الطرف عن الرواتب الخيالية الموجعة والمؤلمة للبرلمانيين والرئاسات الثلاث..عدم الاعتراف بالخطأ ومن سنة التغيير والى الآن موروث ؟ أم الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل ؟ لعل اضطراب الوضع السياسي والعنف المستشري وارتفاع أسعار النفط لأكثر من 120 دولار للبرميل  أنتج الشيء الكثير من مشاريع كانت فيها أهواء الكسب السياسي حاضرة .. تمتعت خلالها الكثير من الفئات بمزايا ومكاسب غير واقعية وتضاعفت رواتبهم دون الرجوع الى قوانين تشرع تلك الزيادات  فلماذا يعطوننا الوجه الآخر وكأنهم غرباء عندما يتعرض البلد الى أزمة قد تفرج وتتحول المسارات لصالح الجميع .
التعامل مع الحالة العراقية الراهنة  تتم بأحاسيس الوجع لوطن يتعرض لهجمة شرسة من داعش والناصبة  وسياسي المصالح الشخصية وتآمر دول الجوار والفاسدين ..فلا نصفق للجشع ونتغنى للاستغلال ..ونتخلى عن وجودنا عندما يتعرض البلد الى ظروف قاهرة ولا نتراجع أمام باب الترف ..الوطن مقدس وتربته قبورنا وارتباطنا به الدلالة على تجاوز ماهو زائل من مدخرات مضاعفة وتنافرها مع تضحيات عميقة الجذور من أبطال الحشد الشعبي  مستمدة من معنى الدفاع عن البلد بالنفس ..فكانت شراع في بحر الوطن تتجلى فيه روح البذل والعطاء .. وليس التجمع ورفع اللافتات عندما تشتد الأزمات ..انا لست بالضد من الممارسات الذاتية في الوقت والمكان الصحيحين بقدر ما نحتاج الى التفاعل مع الوطن بالمشترك في القضايا والتحديات والالتزام في ما ننشده من التغيير وتحقيق ملامح الواقع الجديد .. للعراق الجديد .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد القيسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/04



كتابة تعليق لموضوع : السعيد .. في العراق الجديد ..التظاهر والتهديد !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net