صفحة الكاتب : موسى غافل الشطري

مثلث برمودا العراق
موسى غافل الشطري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من سوء  حظ العراق أو من حسن حظه : أن تكون زلازل ( تسونامي) قد غيرت المواقع الجغرافية ليقع العراق تحت طائلة  مثلث برمودا المميت و المليء بالنتائج المباغتة و المرعبة ،
 
هذا المثلث حكايته معروفة و عززتها أحداث العراق  و كشفت جزءا ربما تكشف من اسرارها .
 
فما أن تمر البواخر و الطائرات ، المثقلة بالقرارات الجاهزة و المهيئة للإقرار . ذات الإلتزامات ، السياسية.و صناديق مليارات الدولارات و المواد الغذائية  العراقية، حتى تبتلع برمشة عين. و تتوقف أنشطة الرصد الجوي و الأرضي بالكامل ، و تضيع معالم الإختفاء و الابتلاع، في مساحات جغرافية لا تتجاوز مئات الكيلو مترات. ثم ينشط أبطال اللعبة، و تدخل عوامل الذبح و القتل و التفجير ، و إلصاق التهم و التخوين و الولاءات. و تنكر تماماً: أن هناك قضية ضاربة أطنابها  ، إسمها العراق .
 
   و السبب واضح يتعلق بأقطاب مثلث برمودا التي اصطحبت العملية الأمريكية حبالها معها  ، و ألقت بشباكها على كل مكان ، ثم وضعت شواخص واضحة المعالم لأصحاب اللعبة الذين ، كما يبدو ،مدربون و على مقدرة  متقنة من التدريب بإدارة العملية .
 
و أقطاب اللعبة ، أو لنقل : المكلّفون بشرف الأدوار الموكلة إليهم ، فقدوا الكثير من مستلزمات الحياء و التوازن. فهي في كل يوم تفاجئ العراقيين ، بدل الحلول  بمصائب و غرائب ، و الكل من صغيرهم غلى كبيرهم لا نسمع منه سوى الكلام المعسول و هو متكئ على أريكته دون ان يتنسم بردا أو حراً ، أو يشاهد مرتفعاً أو منخفضاً خارج باب عرينه .مما آلت إليه حال العراق من خراب و دمار . فالجماعة يقرطون ( حجي ) لا أكثر و لا أقل ولم يحركوا ساكناً و لم يشاهدوا ما يجري على مسافة عشرات الأمتار من عرائنهم ، و لا نعرف البركة بأية حباية ، سوى ما يثرمونه من بصل برؤوسنا .
 
   و مع كل ذلك لا يبدو على أقطاب مثلث برمودا، ذو الثلاث قرون المدببة الحادة أي موقف من الخجل. بل ضاعت معالم الشعب تماماً، و تحولت رفعة معاناته و فقره و مصائبه، و ملماته الخرافية التي لا يستوعبها العقل ، تحولت إللى عملية بيع و شراء . و أخذ و رد . و مزايدات في ساحات المضاربة،و ابتذال في تجاهل ما هو مخجل .
 
و استغلال لكسب الأصواب بطرق ملتوية و ثعلبية . ثم شراء المساحات التي رسمتها الإحتجاجات . و باتت ساحة التحرير لا تخلو من شقاوات بغداد ، عودة لذلك التراث العفريتي في الأربعينات و الخمسينات . و بلطجية القرن الواحد و العشرين .و اتهامات و طعن و مزايدات عن الولاء للشعب . و احتارت يافطة التي بين أيديهم و يراد منها أن تتجه مع اتجاه الرياح التي تخدم المعنيين  . و بالتالي ما يراد هو إمحاء مصطلح الشعب من خارطة العراق . و الخارطة تطول و تعرض و تنغمر بسخام الخسائر الجاهزة .
 
بل و تحولت الحالة إلى مسألة تدافع و ترشق و عرض عضلات ، و السير الحثيث( عمداً ) إلى الهوة السحيقة ، أما مسألة الشعب ( فإلى جهنم و بئس المصير ).
 
   لكن إنشاء الله و بفضل أبنائه الناهضين سيخرج من هذه اللعبة القذرة الفاسقة ، من تفريخ صراعات هذا المثلث اللعين ، الذي لم يفلح العراق من ورائه غير الويلات و المصائب و الاحتراب و الخسائر الجسيمة و تخريب البنية التحتية . و إلغاء قضية إسمها العراق  ( عينك .. عينك )  و الصراعات تدور على تربته و على الحدود .
 
إن الشعب العراقي لا يأسف علىمصير مكونات الرؤوس الحادة و القاسية، و الغلظة لما يضم هذا المثلث.و يأمل بقدرة الخيرين الذين سيتولون ، وسط المخاض العسير،و الذين سيردعون تجاذباته الشيطانية. قناعة من أننا لم نكن في تبعية لا لأمريكا و لا لإيران ولا للسعودية و لا لتركيا ، أو أي كان .
 
   و الشمس طلعت على الحرامية . و اعتقد أن من الأفضل لهذا الشعب ، أن يجد حلاً، دون الاعتماد على قوى أثبتت و جاهرت بلا مبالاتها بقضايا الشعب . و ظلت تتصارع و هي في المنتجعات العالمية أو في المنطقة الخضراء. أو هنا و هناك .من أواوين أصحاب اللأمر و النهي و التوجيه من الجيران و غيرهم ممن لم يقصبروا بسيئة لإهانة و إذلال الشعب العراقي .
 
   و كان من اللازم أن نتمسك بشعار جندنا على واجهة سيطراتهم ( إحتوم تحترم ) .
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موسى غافل الشطري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/22



كتابة تعليق لموضوع : مثلث برمودا العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net