صفحة الكاتب : محمود الوندي

أحزاب سياسية بعلقية بعثية
محمود الوندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يواجه العراق أزمات كثيرة، منها نقص الخدمات، وتفشي الفساد، والإرهاب. الآحزاب السياسية الذين جاؤوا  بديلاً عن نظام البعث، همهم الوحيد هو خلق الأزمات وعن قصد، لتخدم أغراضهم السياسية الفئوية. وشيوع مبدأ الواسطة والى جانب المحسوبية والمنسوبية. وان "فسادُ النظام السياسي الحاكم سببٌ لنشوء الإرهاب، والتدهور الاقتصادي، وتفكك البنية الاجتماعية وضعف الرادع الأخلاقي مما جعل العراق ضمن قائمة الدول الفاشلة، بحيث ان العراقيين اصبحوا قطيعاً يهرول خلف كل من يقدم له علف انتهازيته ووصوليته.. هو الواقع المؤلم الذي نعيشه وعلينا الاعتراف به. 
لقد افتقدت الحكومة العراقية منذ التغييرفي 2003 حتى الآن رؤية واضحة ومحددة للإصلاح بسبب الصراعات والنزاعات بين المحاصصين، ولذلك بدت سياساتها ضعيفة، متلكئة ومتعثرة، ولم تكون لديها أي برنامج شاملا للإصلاح، بحيث يزداد فيه مؤشر الكوارث البيئية والإنسانية" في البلاد. وأدى ذلك الى غلبة الريبة والشك في قدرةالمسؤولين الجدد على المضي في طريق الإصلاح، وإخراج البلد من النفق المظلم الذي دفعته اليه سياسات المحاصصة، التي شكلت علامة فارقة لنظام الحكم الحالي عن الانظمة السابقة. 
نهج المحاصصة الطائفية- الاثنية، التي هي اس البلاء في المشاكل التي نواجهها حتى اليوم، وكما يعج بالصراعات والنزاعات بين رجالات الاحزاب السياسية الحاكمة, والتي شوهت الديمقراطية وحفزت على انتهاك الدستور والاساءة الى المؤسسات القانونية، وانزلاق البعض الى هاوية التخلف والأنحطاط. كما أدت الى شرخ في صفوف العراقيين. واتجاههم على اساس خطوط طائفية وأثنية وانحرافهم عن الوطنية.
ولم يعد خافياً على احد أن أخذت الاحزاب الحاكمة تتصرف بعقلية حزب البعث من منظور المصالح الذاتية والحزبية والطائفية والعرقية الضيقة وممارسة النفوذ واستغلال المناصب لأغراض شخصية، إضافة الى ما يحصل من سرقات واختلاسات علنية والإثراء غير المشروع, استغلت هذه التصرفات من قبل الأنتهازية والوصولية والنفعية مما أدخل البلاد في نفق الصراع المستتر والتنافس غير الشريف بين مختلف الأطياف. 
عندما اهمل المسؤولين الوطن والمواطن وانعدمت الخدمات الأساسية الضرورية كالكهرباء والنقل والوقود والماء الصالح للشرب، من الطبيعي تخلق تفاقم الأزمة المعاشية والبطالة وغلاء المعيشة، الى جانب تدهور الأوضاع الأمنية. وعدم أستقرار الحياة الأجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتطبيق العدالة الاجتماعية بصورة صحيحة. يرتفع وينتشر بشكل غير معهود الارهاب في مناطق غربية مقابل ارتفاع مؤشر الفقر في ذات الوقت الذي تنخفض فيها مؤشرات حقوق الانسان والحريات العامة .
ومن حق الجماهير أن تغضب وتخرج إلى الساحات والشوارع في جميع المدن العراقية لتعرب عن غضبها وسخطها في تظاهرات سلمية، ومطالبة رئيس الوزراء بمعالجة هذه الأزمات وان يشدد على الحلول المنسجمة مع مصالح الشعب الوطنية العليا، بما يعيد مسار العملية السياسية الى الطريق القويم المفضي الى تعزيز المسيرة الديمقراطية وترسيخها، وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الحريات العامة، والمضي في اجراءات مكافحة الفساد المستشري وتحقيق مستلزمات الانتصار على الارهاب وداعش. إصلاح بنية الدولة وإصلاح النظام السياسي في البلاد وتخليصه من وباء المحاصصة الطائفية وإبعاد مؤسسات الدولة عن الولاءات الحزبية وإبعاد الفاسدين عن المسؤولية وتقديمهم الى العدالة.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود الوندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/03



كتابة تعليق لموضوع : أحزاب سياسية بعلقية بعثية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net