صفحة الكاتب : حيدر فوزي الشكرجي

الفرق بين الإعلام والانحلال...
حيدر فوزي الشكرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حدثني إعلامي وكانب معروف ممن أجلهم وأكن لهم كل الاحترام:  أن أسوء مهنة قد يمارسها أنسان هي أن يتقاضى أجر مقابل ما يكتبه، فالكتابة رسالة انسانية مهمة يجب أن تنبع من قلب الأنسان، تعبر عن معتقداته ومبادئه  ووجود المال سيؤثر على هذه المبادئ والمعتقدات.

المثال الأكبر على هذا الموضوع نراه واضحا في سيرة الحسين (عليه السلام) فيزيد وبطانته (لعنهم الله) أغدقوا النعم على بعض ضعاف النفوس، ليروجوا  أن الله نصر الخليفة على  نفر ضال خرج على ولي الأمر، ووقتها صدقت أغلب الناس الحكاية ،فهي مروية من ناس ثقاة باعوا دينهم بدنياهم، ولكن الدور الإعلامي الذي تصدت له العقيلة زينب (عليها السلام) أفسدت هذا المخطط، ففي كل بلدة يمر بها ركب السبايا تحكي واقعة الطف وسبب خروج الحسين(عليه السلام)، فتطرح الحجج والأدلة الدامغة فيظهر الحق ويزهق الباطل.
ومع ذلك فإلى وقتنا الحالي هنالك من يمتدح يزيد ويعتبر الحسين (عليه السلام) من الخوارج! فالإعلام يساهم في إضلال الكثيرين، خاصة أن منهم من يكره الحق ويفضل الباطل.
عراق اليوم يعاني من هذه المصيبة فالناس تشوشت وأصبحت أكثر تقبلا للإشاعات من الحقائق، والسبب عدد ممن يحسب على الأعلام من المرتزقة، الذين يحرفون الحقائق حسب مصالحهم الشخصية وأهوائهم.
يواجه تيار شهيد المحراب هجمة إعلامية شرسة، نعم أنها ليست الأولى ولكن الغريب أنه كان يتهم سابقا لمحاربته وكشفه فساد الحكومات السابقة، والآن أهم ما يتهم به سكوته عن فساد الحكومات السابقة!
العلاقة في الدول الديمقراطية بين المسؤول والمواطن علاقة مهنية، لا يكون الحب والكره جزء منها بل الانتقاد والمدح يكون للعمل وليس لشخص المسؤول، هذا سر نجاح الدول وما لا يفهمه بعض العراقيين للأسف.
فالمواطن يجب ألا يهمه من يتكلم او ماذا يتكلم أن لم يقترن كلامه بالأدلة، ومقياس نجاح الوزارات يكون بالأرقام وليس الإشاعات، مثلا صادرات النفط في ثمان سنوات لم تتعدى المليونين برميل وخلال سنة واحدة أصبحت أربعة ملايين وثلاثمائة ألف، ووزارة النقل كانت وزارة مستهلكة أصبحت الان وزارة منتجة أسندت الميزانية المتهالكة ب 160 مليار دينار، وما زالت ترفد خزينة الدولة بالأموال كل هذه أدلة نجاح.
أما لماذا لم ير المواطن انعكاس هذه النجاحات على حياته اليومية، هذا بسبب فشل الاخرين، فأكبر ميزانية في تاريخ البلد سرقت ووقعت عقود ألجمت اقتصاد البلد، ومنها عقود التراخيص النفطية، على المواطن أن يكون فطن ويميز الناجح من الفاشل، ولا يصدق كل من ينعق مع كل ناعق.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر فوزي الشكرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/02



كتابة تعليق لموضوع : الفرق بين الإعلام والانحلال...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net