صفحة الكاتب : احمد محمد العبادي

الكفاءة لاتقف عند ابواب الاحزاب ؟
احمد محمد العبادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كلام قاله لي احد كبار السياسيين الحاليين :
     (( مشكلتنا لايوجـد لدينـا مهنيين فـي ادارة الدولـة ، وهو الذي اوصل البلد الى هـذا الحـال !!! ))

وكان جوابي له : لانكم اخترتم من تقرب وتملق لكم ولم تبحثوا عن الكفاءه والمهنيين والذين لديهم الاعتزاز بمهنيتهم ويستنكفون من الوقوف على ابوابكم بحثاً عن منصب او التفاته كريمة منكم ؟؟؟

ونذكركم أن المادة (16) من الدستورنصت على :( تكافـؤ الفرص حـق مكفول لجميع العراقيين ، وتكفل الدولة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك ) .
فمنذ عام 2003 الى الآن ؛ عملت السلطة الحاكمة في العراق على تغييب الكفاءات والمهنيين وتسليم زمام الامور في البلاد لأنصاف المتعلمين والأميين الذين اوصلوا البلد الى مانحن عليه الآن ، والأدهى من ذلك توسعت قاعدة  التغييب لتشمل الجيش والشرطة والأجهزة المعنية بحماية الوطن والمواطن ، وهو ما انعكس كارثياً على مستوى الأمن والآمان وأستقرار البلد ، حتى أضحت أقسى نتائجه أستباحه الأرهاب لثلث أرض العراق . كما أن تجاهل تطبيق أحكام المادة ( 16) من الدستور واعتماد المحاصصة السياسية والحزبية في التوظيف واشغال مفاصل الدولة كافة من قبل ازلام ومناصري الاحزاب السياسية بمختلف مشاربها وتوجهاتها وبغياب تام لمعايير المهنية والكفاءة الحقيقية أرسى ظاهرة التجهيل والأمية وكرس مبدأ محاربه الكفاءه والمهنية .
 ورغم أن جميع السياسيين يرفـع شعـار ( الدستور خيمتنا ) ، الا أنهـم أجتهـدوا فـي تعطيل نص المـادة ( 107)
 منه والتي نصت على : ( يؤسس  مجلس  يسمى مجلس الخدمة العامة الإتحادي ، و يتولى تنظيم شؤون الوظيفة العامة الاتحادية ، بما فيها التعيين والترقية ، وينظم تكوينه واختصاصاته بقانون ) .

ووفقـاً لهذا النص الدستوري صدر قانون مجلس الخدمة العامة الإتحادي (رقم 4 لسنة 2009 ) في 6/4/2009 ، ولكن لحد الان وبعد مضي أكثر من 6 سنوات لم يرى تشكيلة النور ، حيث تتسابق القوى السياسية في تعطيل العمل به بذرائع وحجج لا صحة لها على الاطلاق ، فمنهم من أدعى أن المرشح لرئاسة مجلس الخدمة وأربعة من المرشحين لعضوية المجلس ينتمون إلى حزب الدعوة  ، ومنهم من اعترض على تشكيلة المجلس بحجة إن المرشحين لا يمثلون كافة مكونات الشعب العراقي ، واخر اعترض لعدم وجود تمثيل للمحافظات , واعتراضات اخرى اسهمت بشكل مباشر او غير مباشر في  تعطيل العمل بهذا القانون .. وهو ما برر لكثير من الأميين وأنصاف المتعلمين – المسؤولين - أستمرار العمل في مؤسسات  الدولة بالوكالة بدلاً عن الكفاءات والمهنيين .

وعلى الرغم من دخول القانون حيز النفاذ منذ مايزيد على 6 سنوات ، الا أن البلد مستمر في فوضى ادارية ،  وهو ما يدعونا وبقوة الى دعم تعيين رئيس مجلس الخدمة الاتحادية واعضاءه من خارج كابينة الاحزاب السياسية ومساوماتها على حساب مصلحة البلد ووفقاً للقانون .


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد محمد العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/01



كتابة تعليق لموضوع : الكفاءة لاتقف عند ابواب الاحزاب ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net