صفحة الكاتب : امل الياسري

حجاب كربلائي بين زائرة خاسرة ومنتصرة!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نِعم الحكم الجبار، والخصم محمد، والموعد يوم القيامة، هذا ما أعلنته سيدتنا، الحوراء زينب (عليها السلام)، في قضية الوجود الحسيني، في كربلاء المقدسة، ضد حكم الطاغية يزيد عليه اللعنة، فالباريء عز وجل، منح البقاء والخلود للدين المحمدي، مرتبطاً بالقيم والمبادئ، التي إستشهد من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام)، وأولها الحفاظ على الحجاب، والعفة أمام الغرباء!
مَنْ يقرأ تأريخ العفاف الفاطمي العظيم، يتذكر ذلك الرجل الفقير الضرير، الذي وقف ليلاً أمام بيت النبي محمد، (صلواته تعالى عليه وعلى أله) سائلاً، فما كان من السيدة الزهراء البتول، إلا أن تتجلبب بعباءتها، مطرقة رأسها الى الأسفل، وهي تكلمه، فقالت لها خادمتها فضة: إنه ضرير يا مولاتي ولا يراكِ، فأجابتها قائلة: ولكن الله يراني!
مَنْ يحمل المعاني الإنسانية السامية، للقضية الحسينية الخاصة، بضرورة مشاركة النساء في العزاء الزينبي، والمواساة في أخويها، بطلا الطف والعلقمي، لا بد لهؤلاء النسوة المتشحات بالسواد والطين، حزناً وألماً على مصابهما، من أن يكنَ القدوة، لبقية النساء السائرات على النهج العلوي، حتى يلقينَ الزهراء والحوراء (عليهما السلام)، بوجه أبيض، وقلب سليم، وعمل مقبول، وزيارة مبرورة!
العباءة الزينبية أفضل ما تتشح به، الزائرة الرافضية الفخورة برفضها، للسبي والفساد، وهي متأسية بعقيلة بني هاشم، فأدهشت العالم بإبائها، وحجابها وعنفوانها، والمعاني قاصرة تمام القصور، والتقصير عن وصفها، فعلى الزائرات الكريمات، غض الأبصار، وخفض الأصوات، وإرتداء الحجاب الإسلامي الملتزم، الذي لا يثير الشك والريبة، في نفوس الطامعين، حتى نكون للزيارة المقدسة، عوناً لا عبئاً!
بعض من الزائرات وبكل أسف، تحكمهنّ مقاييس الفهم الجاهلي، للفت إنتباه الغرباء، وكأن الحوراء (عليها السلام)، طلبت السير مشياً على الأقدام، لغرض إحياء عابر لطقس ديني، وهذا ما تسعى إليه العقول الهامشية، التي تجعل من الخروج في المسيرة المليونية، مجرد لقاءات تافهة، وهيهات أن يكون ذلك لهن، فالشعائر الحسينية خط أحمر، لا يمكن المساس بها!
أيتها النساء المهاجرات، الى كربلاء الطف، والكرامة، والحجاب، إستعدنَ للعزاء، وشاركن في الخدمة الحسينية المشرفة، وكن على قدر المسؤولية الدينية، والأخلاقية، والإجتماعية، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الحمقاء، فتكنَ من الخاسرين، ويشكل خروجكن جانباً سلبياً للزيارة، وإجعلن مواسم العشق الحسيني، خالصة لوجهه تعالى، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، لذا ميزنَ بين الزائرة الخاسرة والمنتصرة!   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/30



كتابة تعليق لموضوع : حجاب كربلائي بين زائرة خاسرة ومنتصرة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net