صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

بيان أنصار ثورة 14 فبراير بمناسبة إستشهاد جابر إبراهيم العليوات والحاج حسن الستري
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بيان أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين حول شهادة جابر إبراهيم العليوات من قرية المصلى الذي توفي بعد يوم واحد من الإفراج عنه بعد تعرضه لأبشع أنواع التعذيب في المعتقلات لكي يموت خارج السجن ، وشهادة الحاج حسن الستري من قرية نويدرات البالغ من العمر سبعين عاما الذي إستشهد مغدورا به عبر عملية إغتيال آثمة من قبل الحكم الخليفي الجائر، والرؤية السياسية للأحداث الجارية في البحرين خصوصا فيما يتعلق بالحوار وضرورة وحدة المعارضة والإستمرار في المظاهرات المطالبة بتغيير النظام في البحرين ولتفويت الفرصة على السلطة للتآمر على مكتسبات الثورة والإلتفاف عليها وتفويت الفرصة على الحكم الخليفي لضرب الوحدة الوطنية للقوى السياسية.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)) صدق الله العلي العظيم
 
خلال هذه الأيام الماضية إستشهد إثنين من أبناء شعبنا الثائر البطل ، الشهيد الأول هو جابر العليوات من قرية المصلى والذي يبلغ من العمر حوالي 43 عاما بسبب تعرضه للتعذيب ، حيث أستشهد بعد يوم واحد من خروجه من المعتقل، كما أستشهد الحاج حسن الستري البالغ من العمر 70 عاما غدرا عبر عملية إغتيال بعد تعرضه من قبل مجهول بضربتين على رأسه، ضربة على الرقبة وإحداث شق عميق من الخلف إضافة إلى لكمات في مختلف أنحاء الجسم في منطقة إسكان النويدرات ، وذلك بعد خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر ، وكما عٌلم بأن الشهيد كان قد خرج متمشيا بالقرب من المساجد المهدمة وبالتحديد بالقرب من مسجد الصادق عليه السلام في قرية النويدرات كعادته في كل يوم.
 
إن سقوط الشهداء وإرتفاع الضحايا يرفع سقف المطالب الشعبية ، وإن شعبنا قد وصل إلى نقطة اللاعودة وإنه لن يتراجع عن الإستمرار في الثورة حتى إسقاط النظام الخليفي الديكتاتوري في البحرين.
 
إن أنصار ثورة 14 فبراير يحملون مسئولية هذه الجرائم وبالأخص جريمة إغتيال الحاج حسن الستري على عاتق ملك البحرين الطاغية حمد الذي يجب أن يحاكم على جرائمه كمجرم حرب ومخطط الإغتيالات السياسية ضد أبناء شعبنا في السجن وخارج السجن ، وقد أثبت بأنه رئيس عصابة تقوم بأعمال القتل والذبح والإغتيالات ، كصدام التكريتي وعصابته البعثية التي كانت تمارس جرائم القتل الممنهج ضد الشعب العراقي طوال فترة حكم حزب البعث البائد.
 
إن مستوى الجريمة وفضاعتها على جسد رجل مسن كالحاج حسن الستري ومن قبله من جرائم فضيعة بحق أبناء شعبنا تدلل دلالة واضحة على عقلية الديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة وسقوطه الأخلاقي والسياسي في إرتكابه لأبشع الجرائم ، وهذا يدعونا للعمل الجاد مع مظمات حقوق الإنسان والمنظمات التي تسعى لمحاكمته ورموز حكمه من أجل التسريع والتعجيل لإعتقاله ومحاكمته كمجرم حرب مع زبانيته وإجراء القصاص العادل بحقه وبحق من أرتكبوا جرائم الحرب البشعة بحق شعبنا المظلوم.
 
إننا نطالب فصائل المعارضة وشباب ثورة 14 فبراير بتكثيف العمل الإعلامي كالسابق خصوصا فيما يتعلق بسقوط الشهداء الذين يسقطون بإستمرار إما تحت التعذيب أو في المواجهات مع قوات الإحتلال السعودي والقوات الخليفية أو الذين يسقطون غدرا وغيلة عبر بلطجية الحكم الديكتاتوري ، وبالطبع فإن عدد شهداءنا أصبح يوفق المائة شهيد وإن الأيام والشهور القادمة ستفصح عن جرائم الحكم الخليفي وفضاعة جرائمه بحق شعبنا ، وإن أنصار ثورة 14 فبراير تثمن العمل والجهد الكبير للمناضل الحقوقي الأستاذ نبيل رجب الذي ورغم كل الضغوط والإرهاب والقمع والإعتقال والتهديد الذي يتعرض له إلا أنه يسعى لتوثيق كل الجرائم والمجازر والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل السلطة الخليفية ويدافع دفاعا مستميتا بإيمان بعدالة قضية شعبنا وخصوصا فيما يتعلق بحقوق الطائفة الشيعية فيما يتعلق بهدم المساجد والحسينيات والمظائف وقبور الأولياء والصالحين والدفاع عن ما يتعرض له أبناء الطائفة الشيعية من إنتهاكات لحقوق الإنسان والفصل من الوظائف وإنتهاك للأعراض والحرمات وهذا يذكرنا بنضال وجهاد وكفاح ودفاع الدكتور أحمد الجلبي عن حقوق الطائفة الشيعية في العراق النابع من إيمانه القوى بعدالة قضية شعبه والأكثرية الشيعية التي ظلمت وعلى إمتداد قرون متطاولة من قبل الحكم البعثي الصدامي البائد، وهذا يتطلب تعاون كبير من قبل فصائل المعارضة السياسية مع رئيس مركز حقوق الإنسان في البحرين لنشر مظلومية شعبنا وما يتعرض له من جرائم ضد الإنسانية ، كما أن المعارضة مطالبة بتوثيق كل هذه الجرائم والتعاون مع المنظمات الدولية التي تسعى جاهدة لمحاكمة رموز الحكم وقوات درع الجزيرة في المحاكم الجنائية الدولية.
 
إننا في المعارضة مطالبون أكثر بفضح جرائم السلطة الخليفية وفضح أجهزتها الأمنية المجرمة وفضح بلطجيتها الذين أطلقت لهم العنان من أجل ممارسة الإغتيالات والقتل والذبح الممنهج ضد أبناء شعبنا.
 
إن شعبنا البطل وشباب ثورة 14 فبراير قد بدأوا الثورة الشعبية الشبابية بصورة سلمية ولا زالوا يواصلون السلمية ، ولكن هذا لا يعني أن شعبنا سيبقى مكتوب الأيدي أمام ما تطلقه السلطة لقواتها وبلطجيتها وللقوات السعودية من ممارسة الجرائم والمجازر وعمليات القتل والذبح ، وإن شعبنا مطالب بالدفاع عن نفسه أمام هذه الجرائم وله الحق الكامل والمطلق للدفاع عن النفس والمقاومة ضد الإحتلال وضد قوات القمع للعصابة الخليفية ، وهذا لا يتنافى مع سلمية الحركة الثورية المطلبية ، إذ أن شعبنا لا يمكن أن يسكت أمام كل ما يجري له من جرائم قتل وذبح وإغتيال وتعذيب ودهس ومداهمات للقرى والأحياء والمدن ، وإن شبابنا يتحملون مسئولية كبيرة للدفاع عن النفس والمقاومة المدنية والدفاع عن الأعراض والحرمات والمقدسات وتلقين السلطة وزبانيتها دروسا لا ينسوها أبدا.
 
إن الله سبحانه وتعالى قد أعطى للإنسان الحق بالدفاع عن ماله وعرضه وعزته وكرامته وشرفه ، فمن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون بئره فهو شهيد ، وإن الشهادة من أجل كل هذه الأمور لا تحتاج إلى إذن الحاكم الشرعي أو المرجع ، وهي من المسلمات في الدين ، وعلينا أن لا نتخاذل في الدفاع عن أنفسنا وأعراضنا وشرفنا وكرامتنا ، فنحن شعب نتعرض لمختلف أنواع الترويع والترهيب والتعدي والتجويع والحصار، وعلينا الجهاد في سبيل الله فالجهاد سنام الإسلام وما ترك شعب الجهاد الا أصابه الذل والهوان ، وجاهدوا تورثوا أبناءكم عزا ، والجهاد باب من أبواب الله فتحه الله لخاصة أوليائه ، وشعبنا حسيني يرفض الظلم والإرهاب والإستبداد ، وسوف نبقى على نهج أبي الأحرار وسيد الشهداء أحرارا نقارع الظلم اليزيدي الخليفي وسوف تبقى نسائنا وحرائرنا زينبيات يدافعون عن الثورة كما دافعت العقيلة زينب مع أخيها الإمام الحسين عليه السلام ونشرت مظلوميته ومبادىء وقيم ثورته إلى العالم.
 
إن ما تمارسه السلطة من بطش وتعذيب وغدر وإنتهاك للأعراض والحرمات لشعبنا في السجون والمعتقلات وفي الشوارع وفي جوف الليل وأوقات الفجر والتعدي على المقدسات والنيل من شرف وكرامة علمائنا ورموزنا الدينية والوطنية وتخوين شعبنا وقياداته وإتهامهم بمختلف التهم وأنهم عملاء لدول أجنبية ، يدل دلالة واضحة على أنها سلطة غير شرعية وليست مأمونة على حفظ أمن وسلامة أبناء شعبنا ، وهذه السلطة لابد من زوالها ولابد من مقاومتها حتى يأذن الله لنا بالنصر عليها.
 
إن آل خليفة قراصنة وحكام غرباء عن البحرين جاؤا من نجد وحكموا البحرين بالحديد والنار فهم محتلين وحلفائهم من القوات السعودية قوات محتلة ،وعليهم الخروج من بلادنا وتركها لأبنائها الأصليين وكفى بهذه الفترة من الحكم فقد إنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة.
 
إن سلطة بهذا المستوى من البطش والغدر والتنكيل لا تستحق أن تكون حاكمة لشعبنا ،وسلطة لا يمكن بأي صورة من الصور الحوار معها ، وكيف يتحاور الشعب مع القتلة ، والضحية مع الجلاد؟!!
 
إن آل خليفة قتلة وفسقة وفجرة وكفرة وسفاحين ولذلك فإن مقاومتهم واجبة وإن الخضوع لهم والقبول بشرعيتهم عمل مخالف للإسلام والقرآن وذلة ومهانة لشعبنا، فحكومة لا تراعي حرمة لشعبنا ولا لدمائه ولا لأعراضه ولا لمقدساته فإنها حكومة لا تستحق البقاء ،  وإن شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير سيواصلون طريقهم الجهادي النضالي وبكل ما أتيح لهم قوة ومن أساليب من أجل إقتلاع جذور الجزار حمد وحكمه الفاسد من أرض البحرين الطاهرة.
 
إن حكومة جائرة وطاغية وحاكم جزار ومجرم ورموز حكم فاسدين قد إرتكبوا بأجمعهم جرائم حرب ومجازر وإنتهاكات ضد الإنسانية وضد شعبنا في البحرين لابد من محاكمتهم وعدم التخضع لهم من أجل الحوار، فهل يعقل أن نطالب من جزار البحرين بحوار من أجل مملكة دستورية؟!.. وهل سيقبل شعبنا بأن نعطي آل خليفة شرعية للحكم والبقاء بعد كل هذه الجرائم والمجازر وإنتهاك الأعراض والحرمات والتعدي على المقدسات وسفك دماء الأبرياء؟!!
 
إن السلطة الخليفية الجائرة تريد أن تضرب قوى المعارضة بعضها ببعض ، وتسعى لقمع الحركة الثورية لشباب ثورة 14 فبراير ، ومن جهة تسعى لإعطاء فرصة لأخوتنا في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية من أجل التجمهر كل أسبوع لتفريغ ما عند الشعب من شعارات حتى يمل ويتعب الشارع ويذهب الجميع إلى بيوتهم ، ونتمنى من أخوتنا في الوفاق أن لا ينجروا لحبائل السلطة ويصبحوا أداة طيعة لضرب القوى الثورية بعضها ببعض ، فالسلطة في هذه المرحلة تسعى لتصوير جمعية الوفاق ورموزها على أنهم حلفاء إستراتيجيين لها لكي تسوق عبر الوفاق مشروعها الفاشل للحوار.
 
الحوار الذي تشدق به الحاكم الطاغي حمد بن عيسى آل خليفة وتسوق له السلطة ستشارك فيه 70 جالية (سبعين دولة ومن كل دولة شخص)، وبحضور أكثر من 250 شخصية من مختلف الجمعيات والطوائف منها اليهود والمسيحيين والسنة والشيعة وبعض من جمعيات المعارضة والأغلب من الجمعيات الموالية للسلطة.
 
إن الخلاف الجاري حاليا هو بين المعارضة السياسية والحكم ولا دخل للجاليات المقيمة في البحرين في المشاركة في الحوار ولا شأن للجمعيات السياسية السنية الموالية للحكم بالحوار ، والسلطة الخليفية عبر مؤامرتها تريد تمطيط الحوار والتلاعب من أجل تمرير إصلاحاتها الفوقية والصورية لكي تلتف على الثورة ومكتسباتها وتلتف على مطالب الأخوة في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المطالبين بإصلاحات جذرية وفق مشروعهم السياسي الذين يؤمنون به.
 
إننا نحترم أخوتنا في الوفاق ونحترم وجهات نظرهم في حقهم في طرح وجهة نظرهم ومرئياتهم للإصلاح السياسي ، ولكنا نرى بأن الحكومة ليست جدية على الإطلاق لتلبية مطالب جمعية الوفاق ، كما نتمنى منهم الإستمرار في مشروعهم السياسي شريطة أن لا يعترفوا بشرعية السلطة الخليفية التي تسعى وبكل جهدها تكريس بقائها في الحكم وشرعيتها التي فقدتها بعد ثورة الرابع عشر من فبراير.
 
إن تكريس شرعية السلطة خط أحمر لن تتهاون فيه قوى المعارضة الرئيسية ، وإن تكريس شرعية الحكم الخليفي يعني تكريس الإحتلال السعودي وتكريس الإحتلال الخليفي الذي دام أكثر من 230 عاما ، وإن شعبنا بعد 14 فبراير يرى بأن القبول بشرعية الأسرة الخليفية يعني بقاء هذه السلطة وإفلات رموزها الطغاة من العقاب والمحاكمة في المحاكم الدولية ، وإن شباب الثورة وشعبنا لن يكرروا تجربة ما بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني الذي أدى إلى هدرحقوق الشهداء وضحايا التعذيب خلال فترة ربع قرن من النضال والجهاد ضد الحكم الإستبدادي الظالم.
 
إن السلطة الخليفية الخبيثة تسعى عبر مختلف المكائد والحيل أن تتلاعب في الساحة وتصور بأنها مع الوفاق وتصوراتها ومشروعها ، من أجل أن تضرب فصائل المعارضة بعضها ببعض وأن تسوق مشروعها الإصلاحي عبر رفاقنا في الوفاق وبعد ذلك تضرب بكل وعودها عرض الحائط وتدوسها بأقدامها كما قام معاوية بن أبي سفيان بسحق معاهدة الصلح بينه وبين الإمام الحسن تحت قدميه.
 
إن آل خليفة لا أمان لهم فهم قد عرفوا بالغدر ونكث العهود والمواثيق ونتمنى من أخوتنا في الوفاق أن لا يجروا الشعب إلى طاولة المفاوضات وإلى مؤتمرات الحوار الفارغة التي لا تنتج غير اللعب على الذقون وتفريق الساحة وإيجاد الفرقة والإختلاف بين فصائل المعارضة التي تؤمن بإسقاط النظام والتي تؤمن بالإصلاحات السياسية.
 
إن أنصار ثورة 14 فبراير ومعهم شباب ثورة 14 فبراير وجماهير الشعب يدركون مؤامرات السلطة لضرب المعارضة بعضها ببعض وحرفنا عن أهدافنا وإستراتيجيتنا الرئيسية وهي التحالف من أجل إسقاط النظام ، وإننا نرى ضرورة تبادل الأدوار كل من موقعه ، فعلى الوفاق أن تمارس دورها في النضال من أجل المطالبة بالحقوق دون أن تسعى لوضع الفرامل في طريق شباب الثورة المطالبين بإسقاط النظام ، وليكن هناك إتفاق سياسي لتبادل هذه الأدوار وتفويت الفرصة على السلطة التي تسعى لإضعاف قوى المعارضة السياسية.
 
إن التجربة السياسية في العراق حاليا تجربة ثرية جدا وهناك تفاهم كبير وتبادل أدوار بين السياسيين الشيعة الذين دخلوا في العملية السياسية للحصول على مكاسب للشعب والطائفة الشيعية ،مع خط المقاومة ضد الإحتلال الأمريكي ، وقد إستطاعوا بعد سنين من الخلافات والتناحرات أن يتوصلوا إلى صيغة توافقية بينهم مما أدى إلى تثبيت حقوق الطائفة الشيعية في العراق بثبات بقاء رئاسة الوزراء في يد الشيعة بعد أن ظٌلمت لأكثر من ألف عام ، وظلمت كذلك أكثر من ثمانين عاما في ظل الحكومات الديكتاتورية آخرها الحكم البعثي الصدامي الذي مارس أبشع أنواع حكم الطائفية السياسية كما يمارسه حاليا الحكم الخليفي بتهميش وإقصاء الأكثرية الشيعية في الحكم وهم السكان الأصليين في البحرين وأصحاب البلد الشرعيين.
 
إن التجربة العراقية ماثلة أمامنا بما فيها من حلو ومر ، و إن هذه التجربة هي مٌرة على الحكم الخليفي والسعودي اللذان يسعان وبكل ما عندهم من جهد أمني وعسكري ومالي إلى منع إلإنتقال إلى أنظمة ديمقراطية حقيقية وهناك تآمر سعودي واضح لمواجهة الثورات الشعبية بثورات مضادة خشية نشوء ديمقراطيات على حدود المملكة.
 
إن سقوط الطاغية صدام قد أضعف النفوذ السياسي للعرش السعودي ،كما زاد من إضاف نفذوه أكثر وأكثر هو خروج مصر وتونس وغدا اليمن من النفوذ السعودي الرجعي ، بعد الثورات العربية الكبرى والصحوة الإسلامية الشبابية في العالم العربي والبحرين.
 
إننا نرى ضرورة أن نبدأ من حيث ما إنتهى منه الآخرون وعلينا أن لا نكرر أخطاء الأخوة العراقيين في التناحر والإختلافات الحزبية والمحوريات الضيقة نتيجة حداثة التجربة ، وأن نكرس تجربتهم الغنية حاليا بالتجارب الثرية على واقعنا المعاصر في البحرين وأن يكون بيننا تبادل أدوار ونتفق فيما بيننا ضمن توافقات سياسية ، وكل يعمل من خندقه ورؤيته السياسية من أجل بلوغ الأهداف وتحقيق المكاسب السياسية والتخلص من الديكتاتورية الخليفية المقيتة.
 
إن دماء الشهداء مسئولية في أعناقنا وإن علينا أن نتمحور خلف علمائنا الربانيين وقادتنا وزعمائنا السياسيين خصوصا القادة الصامدين في السجون والمعتقلات ،كل حسب رؤيته السياسية ومشروعه السياسي ، وأن ننبذ الخلافات والشقاق ونفوت الفرصة على الأنظمة الديكتاتورية أن تلعب لعبها السياسية لبعثرة جهودنا والإلتفاف على مكاسب ثورتنا الشعبية الكبرى.
 
كما أن علينا أن نصب كل جهودنا وطاقاتنا من أجل تحقيق أهدافنا الكبرى وهي إسقاط النظام وعدم إعطائه الشرعية مرة أخرى ، وآل خليفة يسعون وبكل جهد لأن يرجعوا لحكمهم الشرعية بعد أن فقدوها بعد إندلاع ثورة14 فبراير.
 
لقد أخفقت السلطة الخليفية بتركيع قادة المعارضة السياسية في السجن عبر إنتهاج سياسة لوي الأذرع وكسر العظم ، وبالرغم من بشاعة التعذيب النفسي والجسدي ضد قياداتنا ورموزنا السياسية والوطنية والدينية إلا أن الحكم الخليفي لم يستطع أن يملي عليهم شروطه في الحوار والإصلاح وبقي قادتنا ثابتين وآخذين بعين الإعتبار تجربتهم المرة في الحوار مع السلطة في عام 2000 في السجن وما تمخض عنه من نتائج سوء على مستقبل شعبنا والبحرين ، حيث تمخض عن تجربة الحوار الأولى نظام معاق ومشلول أطلق عليه النظام الملكي الخليفي الشمولي المطلق.
 
إن السلطة الخليفية إستطاعت وعبر مكرها وحيلها أن تحصل على شرعية لنظامها القمعي في البحرين مرة أخرى بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4% في عام 2001م ، إلا أنها وعبر حماقاتها وتجبرها وتكبرها وقيامها بفرض دستور 2002م وتعليقها للدستور العقدي لعام 1973م بالإعلان عن ملكية شمولية مطلقة وممارسة أبشع أنواع الظلم والطغيان والإرهاب والقمع ، وإستخدامها المفرط للقوة ضد ثورة 14 فبراير فقد فقدت شرعيتها ومصداقيتها عند شعبنا بعد حكم إستمر لأكثر من 11 عاما من الملكية الشمولية المطلقة ، وهذه أزمة كبيرة تعانيها السلطة حاليا لأنها أصبحت تعيش تخبط كبير وتعرف بأن الشعب في البحرين لن يتعايش معها ولن يقبل بشرعيتها مهما كلف الثمن ومهما قامت من تجميل أفعالها ووجهها القبيح ، فالحكم الخليفي أصبح ساقطا في أعين الشعب وعليه أن يرحل ، وهذه فرصة كبيرة للمعارضة السياسية أن تكثف جهودها وتوحد أستراتيجيتها وأهدافها للقضاء على هذا الحكم المتهاوي الذي يعيش أكبر حالة ضعف في تاريخه ، وحكم آل خليفة حاليا هو أضعف بكثير من نظام حسني مبارك ، وإن الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها أصبحت متورطة مع إستمرار الحركة الثورية في الشارع البحريني حيث أنها لا تستطيع إيقاف الشارع السياسي ولا تستطيع أن تقنع الشعب بمستوى الإصلاحات السياسية التي تطلقها هي والحكم السعودي والخليفي ،لأن سقف مطالب شعب البحرين قد إرتفعت كثير إلى إسقاط النظام ووعي الشعب وشباب الثورة سوف يفوت على كل المـتآمرين مؤامراتهم الرامية إلى مصادرة الثورة والإلتفاف عليها.
 
إن الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض قد إرتكبوا حماقات كبرى في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في البحرين بدفاعهم المستميت عن النظام الإستبدادي الديكتاتوري ، ودفاعهم المستميت عن الحكم الإستبدادي للعرش السعودي المتهاوي وشرعنة إحتلاله لبلادنا، وإن ذلك سوف ينعكس عليهم سلبا على المستوى البعيد حيث أن الشعوب العربية والإسلامية قد وعت وإن الصحوة الإسلامية سوف تسقط عروش حلفائهم المستبدين كما ستقتلع قواعدهم العسكرية ونفوذهم السياسي والأمني والعسكري والإستراتيجي من منطقة الشرق الأوسط والمنطقة.
 
إن سعي البيت الأبيض لفرض الأنظمة الإستبدادية على شعوب المنطقة وخصوصا فرض الحكم الخليفي الديكتاتوري بالقوة على شعبنا لن يفلح ،وإن الولايات المتحدة ستمنى بإخفاقات كبيرة بعد أن منيت بإخفاقات في تونس ومصر بدفاعها المستميت عن حلفائها الديكتاتوريين.
 
إن شعبنا وشباب الثورة هم الذين سيفرضون على الدول الكبرى والقوات المحتلة والحكم الخليفي شروطهم في مستقبل النظام السياسي المنشود ، وإن شعبنا وشبابنا سيؤسسون إلى دعائم نظام سياسي ديمقراطي حر يكون نظاما سياسيا حضاريا أساسه حكم الإسلام وقوانينه السمحاء البعيدة كل البعد عن الفكر التكفيري الإقصائي ، والدين الإسلامي والقرآن الكريم قادر على أن يؤسس لنظام سياسي بعيد كل البعد عن الإستبداد والظلم والديكتاتورية ونهب الثروات وخيرات البلاد.؟
 
إن دعوات الحوار الكاذبة من قبل السلطة لن توقف حركة شباب 14 فبراير وجماهير شعبنا الثورية ولن توقف الإستمرار في المظاهرات والمسيرات والمقاومة حتى يأذن الله بسقوط الطاغية وتحقيق طموحات شعبنا والإنتصار لشهدائنا الأبرار ودمائهم الزكية بإذن الله.
 
المجد والخلود لشعبنا وشهداءنا الأبرار
الخزي والعار للطغاة والجبابرة الخليفيين
الخزي والعار للإحتلال السعودي للبحرين
الخزي والعار والموت للطاغية حمد
الموت لآل خليفة .. ويسقط حمد .. يسقط حمد
 
 
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين – المنامة - 21 يونيو 2011م
http://www.bahrainrevolutiononline.com/vb/forumdisplay.php?f=2
http://www.bahrainrevolutiononline.com/vb/showthread.php?p=15247#post15247
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/21



كتابة تعليق لموضوع : بيان أنصار ثورة 14 فبراير بمناسبة إستشهاد جابر إبراهيم العليوات والحاج حسن الستري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net