صفحة الكاتب : امل الياسري

على أية حال لي منزل إسمه العراق!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الدكتاتورية والطواغيت، والديمقراطية والحريات، والحقوق والتطلعات، والدستور والإنتكاسات، والفساد والسرقات، وأخراً المظاهرات والإصلاحات، جموع ألبست العراق ثياباً من الألم والحزن، وما أن تذهب واحدة، حتى تأتي الأخرى، لتلتحق بسابقتها، دون أي إنجاز يذكر للعراق وأهله! 
الحياة في العراق، أصبحت كالماء بلا طعم، بلا لون، بلا رائحة، لكنها ضرورية، لقيادة الامة لبر الأمان، ولولا فتوى الجهاد الكفائي، وتضحيات الحشد المقدس، لما تنفسنا الصعداء، وعلى أية حال فلي منزل عظيم، إسمه العراق!
معركة الوجود والمصير أولاً، لأنها تعني الحياة الأبدية، من أجل عراق المقدسات، ثم معركة الإصلاحات، التي طالبت بتحقيقها المرجعية الرشيدة، بغية صرف الجهود في مكانها، ومحاسبة الفاسدين، وإسترجاع أموالنا من اللصوص، وما ربك بظلام للعبيد!
أيها العراقيون: نظموا حياتكم حول الكلمات وليس العكس، فالجرأة، والشجاعة، والإصرار، والتحدي، هي الدوافع المؤثرة، لتحقيق العدالة والنزاهة، في التعامل مع ملفات العراق الجريح، وإجعلوا ميدانكم أنفسكم، كما طالبنا بذلك، أمير المؤمنين علي (عليه السلام)!
إختفاء الطيور والفراشات من عراقنا، التي تجعل حياتنا جميلة، عميقة بعمق الأرض السماء، وعليه فالحكومة العراقية، مطالبة بطرد الحشرات، وتوفير العيش الكريم لها، وإلا فقد يواجه عراق اليوم، خطر الإنقراض، لفرضية الوطنية والمواطنة، لحماية الوطن! 
عندما تصبح الاحلام والأماني صعبة المنال، وسط الضباب السياسي، فإن العيون السليمة سينالها الإعياء، ويحدوها التعب والنصب، فلا إصلاح في ظل حكومة نائمة، مكبلة بالتحالفات والمصالح الحزبية، مع تواجد الضخ الشعبي، والمرجعي في دعم الإصلاحات!
ثقافة الحوار، والتفاوض، والحل السياسي، والخطاب المعتدل، هي من أهم الركائز الأساسية، لإشاعة التسامح، والتعايش السلمي، والوحدة والمحبة، فالإصلاح يجب أن يكون بعيداً، عن الحزب، والمذهب، والطائفة، وإعتماده على الكفاءة، والنزاهة، والحس الوطني، المطلق للعراق!
 سلوك الساسي العراقي، كرجل متعثر بسلك كهرباء، ويضيع لقطات من مباراة كرة قدم، ينتظرها بشغف، لكنه لا ينهض لإعادة السلك ويصرخ، فتتدافع العائلة من أجل وضع السلك، لتعود الصورة بعد ثوان قليلة، فيا لمنهج الساسة المتعثر!
بين مزاجية الساسة، وضعف تطبيق الإصلاحات، بات المهاجرون أيامهم الحرى، قرب البحر الهائج، يعانون الذل والموت، ورغم أنين الجراحات يتهامسون، بأنه لا زال لديهم وطن إسمه عراق النهرين، وما زال بإنتظارهم، في رحلة عودة ميمونة!
كبريت المظاهرات، ومطالبات المرجعية، وتضحيات الأبطال، كلها تتوهج، وتشهد زحفاً عراقياً شامخاً نحو الأمام، فأمست النهاية تخط بداياتها المشرقة، نحو عراق آمن مطمئن، يستشرف الربيع الأخضر، في قراءة ممتعة لأنشودة المطر، وهي مملوءة بالخير، واليمن، والبركة. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/23



كتابة تعليق لموضوع : على أية حال لي منزل إسمه العراق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net