في رحاب المنبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أعظم التجمعات البشرية التي تصغي وتفتح كل جوارحها العاطفية والعقلية هي محافل المنبر الحسيني، إذ لاتوجد حشود بشرية في كل المجتمعات الأخرى بمثل هذا المستوى الكمي والزمني الهائل.
أناس من كل الأعمار والأجناس والطبقات والأعراق كلها تتابع بلهفة مايقوله خطيب المنبر الحسيني، بل البعض يحصي حتى الأنفاس .

والسؤال المشروع هل تم الاستفادة من المنبر في مجال التغيير الاجتماعي كما يجب ؟
 ان كان الجواب بنعم ماهو المقياس لذلك؟

هل انتشرت الفضيلة في مجتمعات المنبر بحيث انه من النشاز ان ترى رذيلة في هذا المكان او ذاك؟
هل انتشرت الرحمة والرأفه بحيث انك لاترى اقتتالا لأبسط سبب وفزعة العشيرة وثقافة إنصر اخاك ظالماً او مظلوماً؟
هل اضمحل الفساد ولا ترى له أثر إلا بقايا هنا وهناك؟
هل ترى بساطة المتصدي وتواضعه وترابيته بكل جلاء؟
هل سادت ثقافة علي ع في عدم إعطاء أخيه من بيت المال أكثر من الاخرين؟
هل الميزان عند كبار القوم في تقييم الاخرين هو الصفات الأخلاقية والإنسانية بغض النظر عن الخلفية الإثنية او العشائرية او الحزبية؟
هل ساد التكافل الاجتماعي بحيث انك لاترى جيوش من المعدمين وقوافل من المترفين؟
هل أصبحت المحسوبية والمنسوبية في خبر كان مثلاً؟
هل عم الأمن والأمان بحيث انك مطمئن على مالك وبيتك دون المزيد من الأقفال والحواجز؟
هل شاعت ثقافة احترام القانون والإحساس بالمسؤولية من دون رقيب من العباد؟
هل أصبحت لاتسمع بالرشوة مثلاً إلا في الجرائد تحت عنوان عجائب وغرائب؟

ثار الحسين ع لانه رأى انحرافاً خطيرا في مسار الأمة وسلوكها وان هذا الاعوجاج لايمكن إيقافه وجعل الناس يدركون خطره الجسيم إلا بحدث جلل وعظيم تهتز له مشاعر وعقول أمة أخذ الحاكم بتخديرها وتنويمها فصاروا سكارى وماهم بسكارى.

إنا نريد من المنبر ان يترجم ثقافة الحسين ع الى سلوك تتجلى آثاره في المجتمع، لا الى مظاهر وحركات وطقوس لاتجد لها أثراً في النفوس والسلوك.

 وسيبقى الحسين ع ثائراً مادام على الارض فساد.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/22



كتابة تعليق لموضوع : في رحاب المنبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net