صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الشعائر الحسينية خطاب للعقلاء فقط
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
موسم الشعائر الحسينية يستذكر فينا نهضة الحسين عليه السلام بكل ابعادها الاسلامية والانسانية ، وتؤجج مشاعرنا فنواسي الحسين عليه السلام بالمه من جانب وذكر مبادئه من خلال المنابر الحسينية من جانب اخر، وفي الوقت ذاته فان الشعائر الحسينية تستنهض اقلام ارهاب الحاقدين من الوهابية النواصب في شن هجومهم بالكلمة والمفخخة من اجل الانتقاص من الفكر الامامي.
بعيدا عن ماهية الشعائر الحسينية وامكانية تطويرها فانها خطاب للعقلاء فقط ، كيف ذلك؟ الانسان العاقل عندما يرى شيئا لم يره سابقا او راها ومر عليه مرور الكرام فانه يتوقف ليسال ماهذه الظاهرة ولماذا حصلت وابعادها ؟ هذه الفطرة السليمة لدى الانسان العاقل المجرد من الاحقاد وعدم العدالة ، وكثيرة جدا تلك الظواهر التي اصبحت مصدر الهام للعلماء منهم مثلا نيوتن عندما راى التفاحة سقطت من الشجرة سال نفسه لماذا سقطت ؟ وانتهت به النتيجة لان يكون عالم عبقري يشار له بالتقدير والاجلال، وغيره من الفلكيين الذين يبحثون في الاجرام السماوية وهكذا.
فالعاقل المنصف عندما يشاهد هذه الشعائر الحسينية المقدسة فانه من البديهي سيسال نفسه ماهذه الفعاليات ومن يقيمها ولماذا يقيمونها ؟ ويبدا بالبحث وبتجرد عن ما يدور في خلده ، ودائما العاقل يسال اصحاب الشان لا ان يسال الوهابية عن الشعائر الحسينية.
ومن هنا سيستدرج العاقل الذي لا يعرف ماهية الشيعة في بحثه ليقف عند نقطة اسمها الحسين عليه السلام ويبدا بالبحث عن سيرة هذا الرجل وما هي الاسباب التي ادت الى ان يكون مصيره بهذه البشاعة الاجرامية ؟ فكثير من العقلاء وقفوا الى جانب الحق بالفطرة والعقل السليم من غير التعمق بالبحث ، فالدلالة المادية في كثير من الاحيان تصبح اكثر اقناعا من الخوض في الكتب الدينية او العلمية او كل ما له علاقة باي دين او ايديولوجية ، فالذكي عندما يسمع طرقة الباب يقول هنالك شخص خلف الباب لان هنالك دلالة توحي الى ذلك هذا هو المنطق.
ففي الشعائر الحسينية عندما يشاهد العاقل بعض هذه الفعاليات لاسيما تلك التي يؤلم جسده عندما يمارسها فانه يسال لماذا يؤلم جسده ؟ ولا يحكم بانه كذا وكذا ، وبعد معرفة الاسباب من منبعها الاصيل فانه وبلا شك سيصل الى حقيقة اسمها الحسين عليه السلام صاحب نهضة عريقة احيت دين جده الى يوم الساعة.
وبالفعل هنالك الكثير ممن يجهل ماهية الشيعة الامامية فمن خلال الفضائيات عندما يرى الملايين وهم سائرون الى كربلاء سيتوقف عند هذه المشاهد المذهلة ليسال نفسه لماذا؟ في بعض الاحيان هنالك من يكثر القول والنقد من ان الحسين عليه السلام فكر وايمان وعقيدة وعمل ومبادئ وليس ( تمن وقيمة) وضرب السلاسل وكل هذا صحيح ولا خلاف عليه ، وبسبب هذه المبادئ الحقة قتلوه فنحن نتالم للحسين الذي جاء من اجلهم وقتلوه ، وهذه الشعائر تكون رسالة واضحة لمدى عمق مبادئ الحسين عليه السلام وفي نفس الوقت تؤثر بالمقابل العاقل من غير غش او خداع، وقد التقيت مع الكثيرين الذين غيروا دينهم او مذهبهم بسبب الشعائر الحسينية .
فكل شيء مادي يكون تاثيره في العقلاء افضل ومنها مثلا العتبات المقدسة فالعاقل يسال من هو صاحب هذا المرقد سيقال له الحسين عليه السلام الذي قتله يزيد وابن زياد وابن سعد ، سيسال واين قبور هؤلاء ؟ سيقال له في المزابل ، هنا سيقف ويسال نفسه لماذا خلد التاريخ هذا الرجل؟ هذا قبر الامام علي عليه السلام اين قبر ابن ملجم ومعاوية ؟ هذا قبر الامام الكاظم عليه السلام اين قبر هارون العباسي ؟ هذا قبر الهادي والعسكري عليهما السلام ؟ اين قبل المتوكل والمعتضد وبقية الخلفاء العباسيين ؟ لا اثر لهم 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/19



كتابة تعليق لموضوع : الشعائر الحسينية خطاب للعقلاء فقط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net